04-06-2025 09:15 AM
بقلم : مكرم أحمد الطراونة
يصر الكيان الصهيوني العنصري على قطع جميع الطرق أمام إيجاد حل ونهاية لجريمة التطهير العرقي والتهجير التي ينتهجها بحق الفلسطينيين، سواء في قطاع غزة الذي يتعرض لأبشع إبادة عرفها التاريخ الحديث، أو في الضفة الغربية المحتلة التي يترك فيها العنان لقوات الجيش والأمن والمستوطنين المتطرفين، للقتل ومصادرة الأراضي، والتنكيل بحياة الفلسطينيين.
"كيان فوق الأعراف والقانون"، هو تعبير مناسب يمكن إطلاقه اليوم على دولة الاحتلال، فهي لا تأبه بأي قانون دولي أو إنساني، ولا بالأعراف الدبلوماسية، بعد أن انتهجت سلوكا متوحشا كشفت فيه عن نازيتها، وعدم اكتراثها لحجم القتل الذي تقترفه يوميا في حق المدنيين، الأمر الذي جعلها منبوذة من كل دول وشعوب العالم.
بالإضافة إلى ذلك، يحاول الكيان عزل الفلسطينيين عن محيطهم، ومنع تقديم المساعدة لهم أو الإسهام بحمايتهم، أو حتى تقديم رؤية تساعد في وضع خريطة طريق لإنهاء المأساة الفلسطينية الممتدة على مدى زهاء قرن كامل.
مؤخرا، استبق الكيان بالمنع زيارة كانت لوفد اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المكلفة بالتحرك الدولي لوقف الحرب على غزة، إلى رام الله، تلبية لدعوة من السلطة الوطنية الفلسطينية، ليضع العصي في دواليب أي جهد يمكن أن يؤدي إلى إيقاف المحرقة.
الوزراء أصروا على عقد اجتماعهم، وإنجاز المطلوب منه، لذلك نقلوا اجتماعهم إلى عمان، واجتمعوا برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن بعد، وتناقشوا حول ما يجري من قتل وتدمير بحق الفلسطينيين. وقد التقى جلالة الملك، وحذر من التصعيد الخطير وغير المسبوق الذي يستهدف الفلسطينيين في الضفة الغربية، والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
لكن، من الواضح أن الكيان، وفي سعيه لتخريب الجهود الدولية لإنهاء الصراع على أسس شبه عادلة، يلجأ إلى معاداة كل العالم، خصوصا تلك الدول التي تتمسك بحل الدولتين، والتي تدعو صراحة أنه ما من سبيل للحل إلا من خلاله. رفض الكيان المطلق لمنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة، وإقامة دولتهم المستقلة، يسير جنبا إلى جنب مع سياسات يحاول فيها تغيير الواقع التاريخي والديمغرافي على الأرض، من خلال التهجير القسري والإبادة الجماعية، ومصادرة الأراضي وإحلال مستوطنين يهود فيها.
دول كثيرة تحاول تحريك المياه الراكدة في عملية السلام المتوقفة منذ أن تغير وجه الكيان، واستولى عليه المتطرفون الذين لا يتورعون عن ارتكاب الجرائم لتفريغ الأرض الفلسطينية من أصحابها الشرعيين، لكنها تصطدم بحكومة يمينية نازية، لا يرضيها إلا إفراغ الأرض من جميع الفلسطينيين، وبكل الطرق الجهنمية التي تنتهجها.
وقبل ذلك، عمد الكيان الصهيوني إلى إضعاف السلطة الفلسطينية، فحاصرها تماما، حتى شل عملها، ولم تعد قادرة على خدمة شعبها. واليوم، لا تعترف تل أبيب بسلطة رام الله، وهي لا تريدها سوى شاهد زور على سياساتها الإرهابية، كما لا تريد أي ارتباطات حقيقية بين السلطة وبين محيطها العربي بما يؤدي إلى تقوية موقفها. لذلك، فهي تمنع الوفود من زيارتها، بل ويصل الأمر إلى إطلاق النار باتجاه وفود دبوماسية تعبر عن تضامنها معها، أو تود إجراء نقاشات حول القضايا المطروحة اليوم.
الاحتلال لا يكترث بأي شيء، ولا بأي جهة، فهو يمضي في التهجير والإبادة، وفي سياسات الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في مناطق 1967، والقدس المحتلة، وينشئ فيها البؤر والمشاريع الاستيطانية لمنع إقامة الدولة الفلسطينية. أما أصوات العالم التي تتعالى في كل مكان رفضا لنازيته وجرائمه، فهو يصم آذانها عنها، ويعتبر أنها لم تكن أبدا.
الغد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
04-06-2025 09:15 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |