03-06-2025 01:17 PM
د. طارق الوحوش
هل تستحق الطفيلة منا كل هذا الخذلان.؟! أو الجحود..؟! تلك اللؤلؤة التي تتوسط جبال الجنوب الأردني، ليست مجرد مدينة تحمل تاريخًا عريقًا وتراثًا غنيًا، بل هي كيان ينبض بأرواح أبنائها وأحلامهم، وإن كانت تلك الأحلام أحيانًا تتوه بين زوايا الواقع وتحدياته.
في الطفيلة، تتشابك الحياة اليومية مع صور التقاليد والموروثات، لكن ثمة شيء يحتاج إلى تجديد، إلى رؤية جديدة تنبثق من داخلنا نحن أبناؤها. واقعنا لا يخفى على أحد؛ البطالة، الفرص المحدودة، وغالبًا الفكر التقليدي الذي يقيد حركتنا ويعيق تطلعاتنا. لكن ما يعنيني حقًا ليست هذه الصعوبات بقدر ما هي طريقة تعاملنا معها، هي دعوة المحب لأهله فعلى أبناء الطفيلة أن يدركوا أن الوقت قد حان لنغير طريقة تفكيرنا، لأن التغيير يبدأ من الداخل. التفكير الجماعي، التعاون، والوعي بأن نجاح كل فرد هو نجاح للجميع. إننا لسنا منافسين في معركة الحياة، بل شركاء في بناء مجتمع يزدهر فيه الكل.
فلنتوقف عن تدمير بعضنا بعض، عن الحسد والسلبية التي تأكل الروح، ولنعمل على بناء شبكة من الدعم والتشجيع. شباب الطفيلة قادرون على أن يكونوا قوة لا تُقهَر إذا ما اجتمعوا على هدف واحد، إذا ما وضعوا خلافاتهم جانبًا، واحتضنوا بعضهم كأخوة.
حين يمد الواحد يد العون للآخر، عندما يُشجع الموهوب مواهبه، وتُفتح الأبواب بدلًا من إغلاقها، حينها فقط سنرى الطفيلة في أبهى صورها، مدينة تتنفس الحياة، وأرضًا تُثمر فرصًا لا تنتهي.
الطفيلة ليست فقط مكانًا على الخريطة، بل هي قصة نكتبها بأيدينا. فلنكتبها بحبر الوحدة، بالتفكير الإيجابي، وبروح العمل الجماعي. ولنتذكر دومًا أن أعظم ثرواتنا ليست في الطبيعة الخلابة ولا في المناجم، بل في قلوبنا التي تستحق أن تنبض بالأمل والعطاء.
لنكن سندًا لبعضنا، ونرسم معًا مستقبلًا يستحقه أطفالنا، مدينة لا يوقفها واقع ولا يكسوها اليأس.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-06-2025 01:17 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |