25-05-2025 01:25 PM
سرايا - تمسك البريطانيون بالمكتسبات التي حققوها خلال أعوام تفشي جائحة كورونا، وقاوموا التعليمات الصارمة بالعودة إلى المكاتب، ليصبحو حاليا الشعب الأكثر عملا من المنزل وفقا لاستطلاع حديث.
فقد أظهرت دراسة حديثة أن الموظفين في المملكة المتحدة يواصلون العمل من المنزل بمعدل أعلى من معظم نظرائهم في أنحاء العالم، وذلك بعد أكثر من 5 سنوات من بدء الجائحة التي عطلت نمط الحياة المكتبي التقليدي.
ونقل تقرير لصحيفة الغارديان عن نتائج المسح العالمي لترتيبات العمل (G-SWA) إن الموظفين البريطانيين يعملون عن بُعد بمعدل 1.8 يوم في الأسبوع، مقارنة بمتوسط عالمي يبلغ 1.3 يوم.
والمسح هو استطلاع عالمي يشمل أكثر من 16,000 موظف بدوام كامل ومتعلمين جامعيًا في أوروبا والأمريكيتين وآسيا وأفريقيا وبدأ في يوليو/تموز 2021.
وأصبحت أنماط العمل الهجين – حيث يُقسّم الأسبوع بين المكتب وموقع آخر مثل المنزل – النموذج السائد في الاقتصادات المتقدمة، بالنسبة للموظفين الذين يمكنهم أداء مهامهم عن بُعد.
ويبرز هذا الاتجاه بشكل خاص في الدول الناطقة بالإنجليزية مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وأستراليا، بحسب أحدث بيانات للمسح تم جمعها بين نوفمبر/تشرين الثاني 2024 وفبراير/شباط 2025. وعلى النقيض من ذلك، تبقى ترتيبات العمل عن بُعد نادرة في شرق آسيا، حيث تسود ثقافة العمل المكتبي، ولا يزال معظم الموظفين في اليابان وكوريا الجنوبية يتنقلون يوميًا إلى أماكن عملهم.
وقد برر الإقبال على العمل من المنزل في المملكة المتحدة في السابق إلى تكلفة وطول مدة التنقل، خاصة في لندن وجنوب شرق إنجلترا.
قرار نهائي؟
وقال الدكتور جيفات جيراي أكسوي، أحد مؤسسي G-SWA وأستاذ مشارك في كلية كينغز بلندن إن هذا ليس مجرد أثر لاحق للجائحة، بحسب التقرير، اذ يبدو العاملون البريطانيون وكأنهم اتخذوا قرارًا واضحًا بعدم العودة إلى الأساليب القديمة. فقد تحول العمل عن بُعد من كونه استجابة طارئة إلى سمة مميزة لسوق العمل في المملكة المتحدة." وأضاف أكسوي، وهو أيضًا مدير أبحاث مشارك في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية إن هذا التحول يُجبر الشركات وصانعي السياسات ومخططي المدن على إعادة تصور كل شيء، من المساحات المكتبية إلى وسائل النقل ونمو المناطق."
ورغم فرض بعض الشركات الكبرى – مثل شركة أمازون للبيع بالتجزئة وشركة بلاك روك لإدارة الأصول – قواعد صارمة للعودة إلى المكاتب، فإن مستويات العمل من المنزل في المملكة المتحدة استقرت منذ عام 2023، فيما وصفه الباحثون بأنه "توازن في سوق العمل".
وأظهر الاستطلاع أن الرجال والنساء يعملون من المنزل بمعدلات متقاربة في جميع المناطق الرائدة حول العالم، رغم أن الرغبة في العمل من المنزل كانت الأقوى بين النساء اللاتي لديهن أطفال. وقال الآباء إنهم أكثر ميلاً لاختيار نموذج العمل الهجين، بينما يفضل من لا يملكون أطفالًا إما العمل من المكتب بالكامل أو العمل عن بُعد بالكامل.
وأعرب المستجيبون الأصغر سنًا عن تفضيل أقوى للعمل من المكتب، كوسيلة للظهور أمام الزملاء الأكبر رتبة، أو للتعلم غير الرسمي من نظرائهم.
وقال أكسوي إن العمل الهجين لم يعد استثناءً، بل أصبح هو التوقع السائد، كما أنه لا يوجد أي دليل قوي يشير إلى أن العمل عن بُعد يقلل من إنتاجية المؤسسات.
و جاءت هذه النتائج بالتزامن مع استطلاع منفصل من كلية كينغز أظهر أن أقل من نصف الموظفين (42%) سيوافقون على مطلب صاحب العمل بالعودة إلى المكتب بدوام كامل، مقارنة بـ54% في أوائل عام 2022.
وأظهر باحثو المعهد العالمي لقيادة المرأة في كينغز ومدرسته للأعمال أن النساء والآباء كانوا الأكثر احتمالًا لمقاومة التعليمات الصارمة للعودة إلى المكتب. وبحلول أواخر عام 2024، قالت 55% من النساء إنهن سيسعين للحصول على وظيفة جديدة إذا طُلب منهن العودة بدوام كامل إلى المكتب. وفي هذا السياق، قال باحثون في وقت سابق أن بعض الشركات أصدرت أوامر صارمة بالعودة إلى المكتب كوسيلة للتخلص من الموظفين الزائدين الذين تم توظيفهم في ظل ترتيبات العمل عن بُعد أثناء الجائحة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-05-2025 01:25 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |