23-05-2025 11:23 PM
بقلم : رشا عصفور العناسوة
في الخامس والعشرين من أيار لا نحتفل بذكرى عابرة ولا نستعيد فقط لحظة تاريخية بل نُجدد العهد مع الأرض التي صاغت مجدها بالكفاح لا بالهدايا وبالعزم لا بالانتظار فاستقلال الأردن لم يكن صدفة ولم يُمنح على ورق بل صعد سلماً من التضحية والبصيرة والقيادة التي عرفت أن الأوطان تُبنى على الصبر وأن السيادة تُكتب بالدماء النقية والقلوب المخلصة ففي هذا اليوم من عام ألف وتسعمئة وستة وأربعين أعلن الأردن استقلاله عن الانتداب البريطاني لا بالكلمات بل بالإرادة التي تجذرت في وادي الأردن وجبال الشمال وسهول الجنوب فكانت بداية لعصر من النهوض الوطني الذي لم يتوقف ولم يتراجع ولم يعرف الخضوع وكانت الأسرة الهاشمية على رأس هذا المشهد الوطني بصلابتها ورؤيتها والتزامها بثوابت الأمة حيث قاد الملك عبدالله الأول معركة الاستقلال بحكمة وشجاعة وواصل من بعده الملوك الهاشميون ترسيخ دعائم الدولة وبناء مؤسساتها فكانوا صمام الأمان وحملة المشروع النهضوي الأردني كانت الراية تُرفع على سارية لا تنحني وكان الهاشميون كما كانوا دائماً حراساً للكرامة وصوتاً للعدالة ومظلة لكل من احتمى بالأردن من كل صوب وجهة في هذا اليوم لا نقرأ الماضي فقط بل نكتبه من جديد بما ننجزه في الحاضر وبما نحلم به للمستقبل فالوطن الذي انتزع استقلاله بكرامة يرفض أن يتنازل عن شبر من سيادته أو يساوم على حقه في الحياة الحرة العزيزة وها هو الأردن اليوم يمضي في طريقه بعزم لا يفتر وإيمان لا يتغير يبني بالعلم ويحمي بالجيش ويزرع بالقلب حكاية لا تنتهي عن شعب أحب أرضه حتى أصبحت الأرض مرآة وجهه واليوم إذ نستحضر ذكرى الاستقلال فإننا لا نُحيي طقساً وطنياً بل نُشعل في داخلنا جذوة الانتماء ونتذكر أن الحرية لا تُؤخذ كاملة إلا حين نصونها كل يوم بالأمانة والإخلاص والعمل.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-05-2025 11:23 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |