سرايا - إجازة المدرسة ليست مجرد استراحة للأطفال، بل هي فرصة ذهبية للعائلة بأكملها لكسر الروتين والانطلاق في مغامرة تصنع ذكريات تدوم طويلًا. ومع ذلك، يبقى اختيار الوجهة المناسبة تحديًا، خاصةً عندما تسعى العائلة لتحقيق التوازن بين الميزانية وتلبية رغبات الجميع في السفر.

وإذا كانت تايلاند تراودك كخيار، فهذا الصيف هو الوقت المثالي لزيارتها. فمن مايو حتى أكتوبر، تتحوّل البلاد إلى جنة خضراء مع حلول الموسم الأخضر، وهو موسم كثيرًا ما يُغفل، رغم ما يحمله من مزايا فريدة، مثل قلة الحشود السياحية، وانخفاض الأسعار، والأجواء الأكثر لطفًا وهدوءًا، التي تتيح الاستمتاع بالمناظر الطبيعية بكل راحة وطمأنينة.


فما الذي يجعل هذا الموسم أحد أسرار تايلاند السياحية التي لا يعرفها الكثيرون؟ لنكتشف معًا.

لماذا يُعد الموسم الأخضر السر السياحي الأكبر في تايلاند؟

تُعد تايلاند وجهة مفضلة طوال العام للراغبين في قضاء شهر عسل مميز، وللرحّالة، والباحثين عن الاستجمام، وعشاق المغامرات.

لكن بين شهري مايو وأكتوبر، تنخفض أعداد السياح بشكل ملحوظ. والسبب؟ الأمطار، أو بالأحرى الخوف منها!

في الحقيقة، موسم الأمطار يجلب معه زخات خفيفة في أغلب الأحيان، وغالبًا ما تهطل في فترة بعد الظهيرة. أمطار قصيرة ومنعشة تعقبها شمس مشرقة ومناظر طبيعية متلألئة. وبدلًا من أن تعيق خططك، تضيف هذه الأمطار لمسة من الانتعاش، فتتحوّل البلاد إلى ملاذ ساحر أشبه ببطاقة بريدية، بتلالها المغطاة بالضباب وأشجارها الخضراء المورقة.

وفي الواقع، يُعد هذا الموسم من أفضل الأوقات لاكتشاف تايلاند بطريقة مختلفة، أكثر هدوءًا وعمقًا. الأجواء تصبح ألطف، والطبيعة أكثر بهاءً، وتستفيد العائلات من انخفاض تكاليف السفر والإقامة، فضلًا عن سهولة زيارة المعالم الرئيسية بعيدًا من الزحام.

إنها فرصة نادرة تقدمها الطبيعة لمحبي الاستكشاف الهادئ. وبينما يفضّل البعض تجنّب السفر خلال هذا الموسم، تكتشف العائلات التي تحتضن أجواءه جانبًا أكثر صفاءً وسحرًا من تايلاند. جانبٌ ينتظر من يعيش تفاصيله بهدوء.

أين تذهب في تايلاند خلال الموسم الأخضر؟ تنقسم تايلاند إلى ثلاث مناطق رئيسية: الوسطى، والشمالية، والجنوبية، وتقدم كل منها تجربة خاصة بها خلال الموسم الأخضر. وإذا كنت تبحث عن الأجواء الضبابية الدافئة وسط الغابات الاستوائية، فإن الشمال هو خيارك الأمثل. ومع ذلك، لا ينبغي تجاهل السهول الوسطى أو السواحل الاستوائية، فلكلٍ منها سحره الخاص خلال هذا الوقت من العام.

ولمساعدتك في تخطيط مسار الرحلة الأمثل، سنستعرض أبرز المعالم في كل منطقة، إلى جانب نصائح للتنقل، حتى تتمكن من تصميم رحلة تناسب إيقاع عائلتك واهتماماتها ومستوى راحتها.

وسط تايلاند بانكوك: نقطة انطلاق مثالية للعائلات

تُعد بانكوك الوجهة الأولى لمعظم الرحلات الدولية، ما يجعلها قاعدة مثالية ومريحة لبدء رحلتك العائلية. سواء كنت متجهًا شمالًا نحو الجبال أو جنوبًا صوب الشواطئ، فإنّ العاصمة تشكّل بوابة سلسة إلى عالم الثقافة التايلاندية وتجربة ترحيبية دافئة للعائلات.

للصغار، تقدم بانكوك مغامرات تفاعلية ممتعة مثل سي لايف بانكوك أوشن وورلد (SEA LIFE Ocean World) والمتحف الاستكشافي للاطفال (the Children s Discovery Museum)، بينما يمكن للبالغين الاستمتاع بتجارب تسوق متنوعة بين المراكز التجارية الفخمة والأسواق الشعبية النابضة بالألوان والحياة.

حتى المعالم الشهيرة مثل القصر الكبير، ووات فو (Wat Pho)، موطن تمثال بوذا المستلقي الشهير، ومعبد الفجر، تصبح زيارتها أكثر سهولة خلال هذا الموسم بفضل قلة الزحام واعتدال درجات الحرارة. بل إن زخات المطر الخفيفة تضفي على المدينة سحرًا هادئًا يثري التجربة ويزيد من جمال الأجواء.

الرحلات اليومية

تُعد بانكوك نقطة انطلاق مثالية للرحلات اليومية، حيث يسهل منها الوصول إلى عدد من الوجهات القريبة.

توجّه إلى أيوثايا (Ayutthaya)، العاصمة التاريخية القديمة المُدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، حيث يمكنك استكشاف أطلال المعابد العريقة في أجواء ساحرة. وتُشكّل هذه الرحلة فرصة ترفيهية وتعليمية ممتعة للأطفال، بخاصة عند استكشاف المدينة على متن توك توك أو باستخدام الدراجات الهوائية.

وفي الجهة الغربية من بانكوك (Bangkok)، تقع كانشانابوري (Kanchanaburi)، إحدى الجواهر الخفية التي تستحق الاكتشاف. استمتع بركوب القطار التاريخي على خط سكك حديد الموت الذي يسير بمحاذاة نهر كواي، أو اقضِ يومًا وسط الطبيعة في منتزه إيراوان الوطني (Erawan National Park)، حيث تحوّل الأمطار الموسمية الشلالات إلى لوحات درامية آسرة تمنح الأطفال لحظات من المرح والانتعاش أثناء اللعب في المياه المتدفقة.

بفضل ما توفره من تجارب تسوق ومعالم سياحية ورحلات يومية نابضة بالحيوية، يمكن لمنطقة وسط تايلاند أن تملأ عطلتك بالكامل.ولكن إذا كنت تبحث عن جمال الطبيعة الخضراء بكل تفاصيلها، فقد حان الوقت للتوجّه شمالًا إلى شيانغ ماي (Chiang Mai)، حيث يبدأ السحر الحقيقي للموسم الأخضر.

المرتفعات الشمالية يقدّم شمال تايلاند التجربة الأكثر غنى وعمقًا خلال الموسم الأخضر حيث تبلغ الأمطار ذروتها عادة في منتصف سبتمبر، وغالبًا ما تهطل في فترات ما بعد الظهيرة، مما يترك الصباحات مفعمة بالضباب والمناظر الطبيعية الخضراء النابضة بالحياة.

وللاستفادة القصوى من هذه الأجواء، يُفضّل جدولة الأنشطة الخارجية في ساعات الصباح المبكرة، حين تكون السماء صافية. ومع التخطيط المناسب، يمنحك شمال تايلاند مزيجًا فريدًا من الهدوء الطبيعي وروح المغامرة، في تجربة تصعب مضاهاتها.

شيانغ ماي: الطبيعة والمغامرات الهادئة

تعد شيانغ ماي (Chiang Mai) خلال هذا الموسم وجهة مناسبة للعائلات وسهلة الوصول. يمكنك زيارة معبد دوي سوثيب (the Doi Suthep temple) في الصباح الباكر للاستمتاع بإطلالات بانورامية ساحرة قبل أن تتكاثف السحب في الأفق.

وفي الجوار، توفر التلال المحيطة مغامرات خفيفة تناسب جميع أفراد العائلة، من المشي وسط الغابات، وزيارة المتنزهات الطبيعية، إلى تجارب الانزلاق بالحبال (Zipline) التي تضمن متعة آمنة للأطفال، وفي الوقت ذاته ما يكفي من التشويق للمراهقين.

شيانغ راي (Chiang Rai): عجائب فنية

أبعد شمالًا، يُعد المعبد الأبيض في شيانغ راي (Wat Rong Khun) من المعالم التي تأسر الأنظار، خاصة عندما تتلألأ حدائقه التي لامستها زخات المطر، مضفية خلفية ساحرة للمشهد. وتجد العديد من العائلات أن الأجواء الفنية والسريالية للمجمع تمنحهم تجربة شيقة وممتعة لاكتشاف تفاصيله الفريدة.

الملاذات الريفية

لمن يبحث عن رحلة هادئة، يُنصح بالتوجّه إلى جواهر الريف مثل باي (Pai) أو شيانغ خان (Chiang Khan). هذه البلدات الهادئة تقدّم مشاهد خلابة تطغى عليها حقول الأرزّ، وهواء نقيًا وإقامات ريفية ساحرة. فقط يجدر التنويه إلى أن بعض الطرق النائية قد تصبح موحلة خلال هذا الموسم.

الملاذات الجنوبية قد يبدو الأمر غير متوقع، لكن موسم الأمطار في تايلاند قد يكون وقتًا مثاليًا لقضاء عطلة على الشاطئ إذا عرفت إلى أين تذهب! ففي حين تتعرض المناطق الشمالية لأمطار غزيرة، تبقى الجزر والمواقع الساحلية في الجنوب أكثر جفافًا وترحابًا بالعائلات.

كوه ساموي والجزر الأخرى

للاستمتاع بأفضل أجواء الشواطئ بين مايو وأكتوبر، يُنصح بالتوجه إلى خليج تايلاند،فالجزر مثل كوه ساموي (Koh Samui)، وكوه فانغان (Koh Phangan)، وكوه تاو (Koh Tao) تشهد كميات أقل من الأمطار، إذ يصل موسم الرياح الموسمية متأخرًا إلى هذه المنطقة، عادةً في نهاية أكتوبر.

وتُعد كوه ساموي خيارًا مثاليًا للعائلات في منتصف عام 2025، حيث توفّر شواطئ هادئة، ومنتجعات مناسبة للأطفال، وأنشطة مغامرات خفيفة مثل رحلات القوارب إلى منتزه أنغ ثونغ البحري(Ang Thong Marine Park) أو زيارة محمية الأفيال في ساموي.

كوه تاو (Koh Tao): غوص آمن وممتع

تُعد جزيرة كوه تاو خياراً مثالياً للأطفال الأكبر سنًا والبالغين من محبّي السباحة بالأنبوب والغوص. فمياهه صافية تعجّ بالحياة البحرية، وتتوفر العديد من الشركات التي تقدّم رحلات غوص مخصصة للمبتدئين، مع تركيز على السلامة وتجارب تناسب العائلات.

هوا هين(Hua Hin): أجواء ساحلية هادئة

هوا هين، المدينة الشاطئية الملكية الواقعة على البر الرئيسي، تُعد خيارًا رائعًا آخر. فهي مدينة هادئة، تشهد أمطارًا أقل مقارنة بمناطق أخرى في البلاد، وتزخر بالأنشطة والمعالم المناسبة للعائلات مثل الحدائق المائية، الشواطئ الهادئة، والأسواق الليلية.

باتايا (Pattaya) وكوه ساميت (Koh Samet): ملاذات سريعة

تُعد باتايا وكوه ساميت خيارين مناسبين لمن يرغب في مزيج من الأجواء الليلية والحياة العائلية. يمكنك التوجّه إلى باتايا أو كوه ساميت على الساحل الشرقي، حيث تبدأ الأمطار مبكرًا ولكن غالبًا ما تنحسر في منتصف العام. وتُعرف كوه ساميت تحديدًا بكونها واحدة من الجزر القليلة التي تحتفظ بجوها الجاف نسبيًا على مدار العام، ما يجعلها وجهة مثالية لرحلات الشاطئ القصيرة، حتى خلال موسم الأمطار.

بوكيت وساحل أندامان

أما عند التوجّه نحو بوكيت وساحل أندامان، فمن المهم معرفة أن هذه المناطق تشهد خلال الموسم الأخضر أمطارًا أكثر غزارة وبحارًا أكثر اضطرابًا. ومع ذلك، لا تخلُ الأجواء من فترات مشمسة تمنح فرصة للاستمتاع، إلى جانب وفرة الأنشطة الداخلية التي تناسب العائلات، مثل العروض الثقافية، والحدائق المائية، والأحواض المائية، والمتاحف.

ويُوصى دائمًا بمراقبة أعلام التحذير الحمراء على الشواطئ، حيث قد تكون الأمواج قوية وغير مناسبة للسباحة خلال موسم الأمطار.

مغامرات هادئة لكل أفراد العائلة خلال الموسم الأخضر، يمكن للعائلات الاستمتاع بالمغامرات الخارجية وسط الأجواء اللطيفة والطبيعة الخضراء النابضة بالحياة، ثم الانتقال بسهولة إلى أنشطة داخلية أو ترفيهية مناسبة للأيام الممطرة.

إليك مجموعة من الأفكار المناسبة للأطفال والعائلات:

رحلات المشي والتنزّه

تنبض الغابات بالحياة خلال هذا الموسم، ما يجعل رحلات المشي وسط الأدغال وزيارات الشلالات تجربة ممتعة بشكل خاص. وتزخر المنتزهات الوطنية مثل كاو ياي (Khao Yai)، وإراوان (Erawan)، ودوي إنتانون (Doi Inthanon) بالخضرة والحياة البرية النشطة.

وفي وجهات مثل شيانغ ماي (Chiang Mai) وكاو سوك (Khao Sok)، يمكنك حجز جولات مشي بصحبة مرشدين محليين. فقط تأكد من تجهيز معاطف المطر والأحذية المناسبة للطرقات الموحلة.

الرياضات المائية

للعائلات التي تبحث عن مغامرات مشوّقة، يُعد ركوب القوارب في الأنهار السريعة تجربة لا تُفوّت.

يقدّم نهر ماي تانغ (Mae Taeng) في شيانغ ماي (Chiang Mai) تحديًا ممتعًا للأطفال الأكبر سنًا، في حين أن الأنهار الأكثر هدوءًا بالقرب من باي (Pai) أو فانغ نغا (Phang Nga) تناسب المبتدئين.

وفي جزر مثل ساموي (Samui) وكوه تاو (Koh Tao)، يمكن الاستفادة من فترات الطقس الصافي للاستمتاع بالسباحة بأنبوب التنفس، أو الغوص، أو الانضمام إلى جولات القوارب ذات القاع الزجاجي، وهي أنشطة مثالية حتى لمن لا يجيدون السباحة.

أما الأطفال الأكبر سنًا، فيمكنهم الالتحاق بدورات الغوص للمبتدئين في كوه تاو (Koh Tao)، تحت إشراف مدرّبين محترفين معتمدين من الرابطة المهنية لمدربي الغوص PADI.

وفي الوقت نفسه، يبدأ موسم ركوب الأمواج على ساحل أندامان (Andaman Coast)، حيث تُعد شاطئ كاتا (Kata Beach) وخاو لاك (Khao Lak) من الوجهات المثالية للعائلات، بفضل أمواجها الهادئة ومدارس ركوب الأمواج التي ترحب بالأطفال.

المرح الداخلي

عندما تشتد الأمطار، تُقدّم مدن مثل بانكوك وشيانغ ماي وبوكيت خيارات رائعة للترفيه الداخلي، حيث يمكن للعائلات الاستمتاع بأحواض الأسماك، والمتاحف التفاعلية، ومناطق الألعاب المغلقة المناسبة للأطفال. ويُعد SEA LIFE Bangkok Ocean World من أبرز الوجهات المفضلة للعائلات، بفضل عروضه الممتعة وتجربته التفاعلية المميزة.

وتُعد دور السينما في تايلاند حديثة ومريحة، وبأسعار معقولة، وتقدّم أحيانًا عروضًا خاصة للأطفال.

أما إذا كنت تبحث عن أوقات للاسترخاء، فيمكنك الاستمتاع بجلسة تدليك تايلاندية (حيث توفّر بعض المراكز خيارات ملائمة للأطفال أيضًا)، أو قضاء وقت هادئ في أحد المقاهي والاستمتاع بكوب من شاي الحليب.

لقاء مع الحياة البرية

تُعرف تايلاند باسم أرض الأفيال البيضاء، وتُعد وجهة مثالية خلال هذا الموسم للاستمتاع بتجارب مشاهدة الحيوانات بطريقة أخلاقية ومسؤولة. يمكنك زيارة منتزه الفيلة الطبيعي (Elephant Nature Park) في كويت تشانغ (Kuet Chang)، أو خوض تجربة سفاري بالقوارب في كاو سوك (Khao Sok) لمشاهدة القرود والطيور الغريبة في بيئتها الطبيعية.

عِش الثقافة من خلال المهرجانات والاحتفالات رغم غنى تايلاند بمواقعها الثقافية والتراثية، تبقى احتفالاتها ومهرجاناتها التقليدية أفضل نافذة لاختبار روح ثقافتها الحقيقية.

وإذا صادف توقيت رحلتك أحدها، فلا تفوّت فرصة الانغماس في تقاليدها العريقة والاستمتاع بأجوائها المميزة.

يوم فيساكها بوتشا (12 مايو 2025)

من أقدس الأعياد البوذية، حيث يُحيي ذكرى ميلاد بوذا وتنوّره وبلوغه النيرفانا.

وفي هذا اليوم، يمكن للعائلات المشاركة في المواكب المضاءة بالشموع التي تُقام في المعابد بجميع أنحاء البلاد، مع توفير معابد مثل وات فو (Wat Pho) والمعابد الكبرى في بانكوك تجربة روحية غامرة بشكل خاص.

ويُنصح بارتداء ملابس محتشمة احترامًا للمناسبة، والاستمتاع بأجواء هذه الاحتفالية ذات الطابع الروحي العميق.

في تا خون (Phi Ta Khon ): مهرجان الأشباح (يوليو 2025)

يُقام مهرجان في تا خون (Phi Ta Khon) في منطقة دان ساي (Dan Sai)، ويتميّز بموكب ملوّن وعروض موسيقية يشارك فيها السكان المحليون وهم يرتدون أقنعة الأشباح.

ويمثّل هذا المهرجان مزيجًا مبهجًا من الفولكلور والمرح والمفاجآت الطريفة، مما يجعله تجربة ممتعة للأطفال والعائلات.

ويُنصح بالحجز المبكر، إذ تمتلئ أماكن الإقامة بسرعة خلال فترة المهرجان، كما قد تصبح الشوارع موحلة بفعل الأمطار الموسمية.

مهرجان الشموع في أوبون راتشاثاني (منتصف يوليو 2025)

يُعد هذا المهرجان احتفالًا رائعًا بموسم الصوم البوذي، حيث يستعرض منحوتات شمعية ضخمة مشغولة بدقة، إلى جانب عروض الرقص التقليدي والمواكب الاحتفالية.

ويُعد من أكثر المهرجانات إبهارًا من حيث المشهد البصري خلال الموسم، كما يُوفّر للأطفال فرصة مثالية للتعرّف على الفن التايلاندي ومظاهر التقوى.

وتُنظَّم نسخ مصغّرة من هذا المهرجان في عدة بلدات، إلا أن احتفالات أوبون راتشاثاني (Ubon Ratchathani) تبقى الأضخم والأكثر تميّزًا.

مهرجان منتصف الخريف (أوائل أكتوبر 2025)

يُحتفل بهذا المهرجان في المجتمعات التايلاندية-الصينية، ويُقدّم تجربة أكثر هدوءًا تتخللها كعكات القمر التقليدية، وهي حلوى مستديرة ترمز إلى لمّ الشمل العائلي، إلى جانب الفوانيس المضيئة، وأحيانًا عروض رقص الأسد في مناطق مثل الحي الصيني في بانكوك (Bangkok s Chinatown).

ويُعد هذا المهرجان فرصة مثالية لقضاء أمسية جميلة مع العائلة في أجواء مليئة بالدفء والألوان.

مهرجان النباتيين (أواخر أكتوبر 2025)

يُقام هذا المهرجان بشكل رئيسي في كلّ من بوكيت وبانكوك، ويتميّز بطقوس ومواكب درامية تشمل استعراضات ثقب الجسد، والتي قد تكون مشاهدها قاسية أو غير مناسبة للأطفال الصغار.

ومع ذلك، تُعد تجربة تذوّق المأكولات النباتية من أكشاك الشوارع مغامرة آمنة ولذيذة تناسب جميع الأعمار.

تُضفي هذه المهرجانات بُعدًا ثقافيًا ومعنويًا على رحلتك، إلى جانب المرح. من المهم احترام التقاليد المحلية وارتداء ملابس مناسبة، ومساعدة الأطفال على فهم ما يشاهدونه.

ويُعرف التايلانديون بودّهم وحسن ضيافتهم، وقد تجد عائلتك مدعوة للمشاركة في الأجواء الاحتفالية، سواء بإضاءة شمعة أو بالرقص مع إحدى شخصيات الأشباح التي ترتدي الأزياء التقليدية للمهرجان.

نصائح عملية للتنقل خلال الموسم الأخضر يُعد السفر إلى تايلاند خلال الموسم الأخضر تجربة مجزية وقابلة للتحقيق بكل سهولة، خاصة مع بعض الاستعدادات الذكية.

إليك مجموعة من النصائح التي تساعدك في ضمان رحلة عائلية ممتعة وآمنة.

التجهيز الذكي

احمل معك معدات خفيفة للوقاية من المطر، مثل المعاطف البلاستيكية الخفيفة (البونشو)، أو الجاكيتات القابلة للطي، أو مظلة صغيرة.

الملابس السريعة الجفاف والجوارب الإضافية لا غنى عنها.

الأكمام الطويلة مع طارد الحشرات ضرورية للأمسيات.

نسيت شيئًا؟ لا داعي للقلق! فمحلات 7-Eleven المنتشرة في تايلاند توفّر كل ما قد تحتاجه تقريبًا، من معاطف المطر إلى حافظات الهواتف المقاومة للماء.

التخطيط حسب الطقس

خطط للأنشطة الخارجية، مثل الشواطئ أو زيارة المعابد، في الصباح، حيث تميل الأمطار إلى السقوط في فترة بعد الظهر.

جدول الأنشطة الداخلية لوقت لاحق من اليوم حين تزداد فرص هطول الأمطار.

لا تدع توقعات الأمطار القوية تُقلقك، فهي غالبًا ما تكون زخات قصيرة وخفيفة.

إذا كنت تخطط لرحلات كبيرة مثل الجولات في الجزر، فمن الأفضل جدولتها في بداية الرحلة تحسّبًا لأي تغييرات محتملة في الطقس.

اتخاذ الاحتياطات الأساسية

يمكن أن تغمر المياه الطرق أو تصبح زلقة. قُد بحذر.

انتبه لأعلام التحذير الحمراء على الشواطئ. قد يكون مسبح الفندق الخيار الأكثر أمانًا خلال اضطراب البحر.

قد تتأخر القوارب. احرص على تجهيز وجبات خفيفة وأنشطة ترفيهية للأطفال.

جفّف نفسك وبدّل ملابسك بعد التعرض للمطر للحفاظ على صحتك، واشرب الكثير من الماء طوال اليوم.

العواصف القوية نادرة، لكن إذا نصحك السكان المحليون بالبقاء في مكانك، فاتبع التعليمات، فهم يعرفون جيدًا ماذا يفعلون.

احتضان أجواء الموسم

شجّع عائلتك على الاستمتاع بإيقاع الموسم الهادئ ومناظره الخلابة.

المطر الدافئ، وقلة الزحام السياحي، ودفء السكان المحليين يمنحونك تجربة فريدة ومختلفة تمامًا.

السفر خارج موسم الذروة يدعم الأعمال المحلية، وغالبًا ما يقودك إلى المزيد من كرم الضيافة.

استمتع بكوب من الشاي الساخن، وانتظر هدوء المطر، واغتنم فرصة اكتشاف جانب من تايلاند لا يراه الكثيرون.

سواء تحت المطر أو تحت الشمس، كل لحظة من هذه الرحلة تشكّل فصلًا من الحكاية ويا لها من حكاية ستُروى!