بقلم :

 الجامعه....هذا الحلم الذي راود الكثيرين ..والذي من أجله سهروا الليالي- ومن طلب العلا سهر الليالي-.وباع الأهل الغالي والنفيس لكي يصبح إبنهم جامعيا متعلماً ويستطيع بعدها أن يشق طريقه في الحياه بعد أن يجد الوظيفة المناسبة .. وبعد أن تجد ابنتهم عملا وبعد العمل عريسا لائقاً بها .. ولكن هل رسخت الجامعه مفهوم ان الجامعه للوظيفه فقط ؟؟؟ هل الشهادة والتحصيل العلمي يصنعان شخصاً مثقفا...؟؟؟؟؟؟ هل هذه هي الثقافة؟؟

هي أن تكون على درجة عالية من التحصيل العلمي كأن تحمل درجة الماجستير او الدكتوراه مثلاً ؟؟؟؟؟ أم هل ان الإنسان هوالذي يصنع من نفسه شخصاً مثقفاً فكراً وأخلاقاً بقراءاتهِ وإطلاعاته وإختلاطه مع المجتمع..؟!!!!

و هل يصح أن نطلق على كل شخص لا يحمل شهادة جامعية أو لم يكمل تحصيله الدراسي .. لقب غير مثقف؟؟؟ في وقتٍ نحتاج فيه إلى ترسيخ مفهوم الهوية الوطنية ، وسك أجواء تحرص فيها المؤسسات الحكومية و الخاصة سواء كانت تعليمية أم غير تعليمية على الحد من مشكلة " أمية الوطن " التي تنتشر بشكل خاص بين الشباب في المرحلة الجامعية ، و الملحوظة بشكل كبير ، حيث أن أغلب خريجي الجامعات يجهلون الكثير من الحركات السياسية و يجهلون ايضاً تاريخ بلدهم ومقدراته واماكن قوته ، فمن المسؤول عن هذه الكارثة ؟ و من الذي سيدفع الثمن ... هم بسبب جهلهم ؟ أم الوطن ؟ للجامعة عدة ادوار يجب أن تقوم بها تجاه الطلبة ، فهي مسؤولة عن تزويد الطلبة بالمعرفة و الحقائق ، و كذلك دعم البحث العلمي ، و الأهم من هذا أن تصقل شخصية الطلبة و تعزز قدراتهم حتى يكونوا مسؤولين عن خدمة مجتمعهم ، و بذلك يستحقون الشهادة و الألقاب التي يحملونها ، فالتعليم الجامعي له أبعاد كبيرة وخطيرة في آن واحد لان عملية التعليم ذات أبعاد اجتماعية و سياسية واقتصادية وثقافية ، بالإضافة إلى كونه عملية مستمرة ليست مرتبطة بزمان ومكان وجيل معين ، وواجبها ان تقوم بحماية الطلب من التغرير بهم لصالح فئات معينه...و أيضاً عليها حمايتهم من وسائل افساد اخلاق الشباب التي نراها في الجامعات مثل الاباحيه او الحبوب المخدره ...الخ ،

كما أنني لا أنكر أن الجامعات في أي مجتمع لا يمكن أن تؤدي دورها الكامل في التغيير الاجتماعي بدون مساعدة من الطلبة و الحياة الاجتماعية و أولياء الأمور ، فهي عملية متكاملة لكل طرف فيها دوره . هذه الصلة الوثيقة بين الجامعة والمجتمع تفرض على الجامعة ان تحدث دائما تغييرات في بنيتها حتى تتناسب مع التغيرات التي تحدث في المجتمع ، فهي أكثر قدرة على تحقيق تلك الوظائف والإستجابة لمطالب المجتمع ، ومن هذه العلاقة تفرض على التعليم الجامعي أن يكون وثيق الصلة بالحياة السياسية و التقنية والاقتصادية والصحية والاجتماعية والثقافية ... و من الجانب الآخر يجب ان يخرج الطلبة من الصورة النمطية التي اعتادوا عليها ، و يجب عليهم المشاركة في مجالات الحياة المختلفة . فما فائدة أن تكون طبيب أو مهندس أو خريج جامعي بشكل عام وأنت لا تعرف عن الحياة الحزبية مثلاً و لا عن الحركات السياسية الموجودة في بلدك؟ ولا تعرف ما هي الرساله التي تحملها بلدك والدور العربي والاقليمي والدولي الذي تقوم به بلدك ؟ هذه القضية في غاية الخطورة و الأهمية ، لأن هؤلاء الشباب هم بؤرة التغيير و لهم دور أساسي و محوري في عملية التغيير ، لذلك عليهم التفاعل مع المحيط و التأثر و التأثير به بطريقة ايجابية ، فالطالب هو من سيقود عملية التنميه في بلده مستقبلا ويجب ان يكون على مقدار وعي علمي وثقافي يتماشى مع متطلبات المرحله القادمه . طريقة فكر الشخص وعقليته هي التي تحدد مستوى ثقافته ، و ليس ما يحمل من شهادات و درجات علمية ، لأنه ان تكون شخصا مثقفا يعني انك تستطيع ان تناقش وتحاور في أي موضوع يُطرح ، وأن تمتلك عقلية متفتحة وتكون على درجة من اللباقة الذهنية و اللياقة العقلية في فنون الحديث والتواصل مع الناس ، و أن تكون على علم و دراية بما يجري حولك ، و يجب أن يكون لك دورك الفاعل في مجالات الحياة المختلفة ، و تجارب الحياه ايضا تزيد من الثقافه...وتعليم الاهل يزيد من الثقافه ايضا...

فأنت يجب ان يكون لك دورك الفاعل في مجالات الحياه المختلفه...فمتى ستدرك الجامعات والمدارس طبيعة المسئوليات المنوطه بها؟؟؟؟

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا