عمو نادر الذهبي

01-06-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

دولة الرئيس أسعدت صباحاً.. وأسعدت صباحات الحكومة وأركانها ووزرائها الليبراليون والديجيتاليون والمحافظون والبروليتاريون.. أسعد كلّ من يمرّ بجانب الدوار الرابع.. دولة الرئيس: لم أجد نفسي إلا وأنا أتلقى سؤالاً مباشراً وواضحاً من قبل الرائعة تالا ذات العشرة أعوام، والتي تتابع أمور السياسة المحلية والعربية والعالمية كما يتبيّن من سؤالها حيث قالت بالعربي الفصيح وببراءة الأطفال المشابهة تماماً لبراءة الحكومات.. لا كلؤمي الصحفي والإعلامي: " بابا لماذا عمو نادر الذهبي لا زال في الحكومة مع أنه صار له أكثر من سنة.. والحكومات عندنا تتغيّر كل سنة ؟ ".. فقلت لها وأنا أكتشف أن لي أخاً اسمه نادر الذهبي بحسب رأي تالا وطبعاً يمكن كذلك بحسب رأي الحكومة.. فالحكومة أطال الله قامتها ومدتها ويدها ولسانها تستطيع أن تقرر درجة وصلة القربى بيننا وبينها كما يطيب ويحلو لها.. قلت لتالا: إن الحكومة لدينا لا يتجاوز عمرها السنة إلا بقليلٍ يزيد لهذه الحكومة وينخفض لتلك.. لكن لن تتجاوز أية حكومة أكثر من سنتين.. أي أنها ربما تنهي مرحلة الكي جي ون، وفي أحسن حالاتها تنهي الكي جي تو.. ويبدو أن عمو نادر الذهبي قد نجح في الكي جي ون، وانتقل إلى الكي جي تو.. فما كان منها إلا أن دعت للحكومة بالنجاح لتصل إلى المرحلة الأساسية.. وهي دعوة قد تغضب العديد من أولئك الذين يتمنون وينتظرون بلهفةٍ الالتحاق في الكي جي ون الحكومي.. صدقوني أن تالا ذات الأعوام العشرة لم أقم يوماً بتلقينها أو إعلامها عن كيفية تشكيل وإعادة تشكيل الحكومات.. ولم تتعرض لخبرات توعوية من قبل التنظيمات الحزبية والسياسية.. لم تنخرط بأعمال برلمان الأطفال.. ناهيك عن برلمان الشباب.. وطبعاً برلمان النوّاب الأحباب.. فمن الذي أوصل هذه القناعة لتالا وأصحابها؟؟.. إن الحكومة التي تستطيع الاحتفاظ بنفسها لأكثر من سنةٍ باتت حلماً يصعب تحقيقه.. وهذه الحقيقة الغائبة المغيّبة ربما يكون فيها سبب الكثير من معضلاتنا الاجتماعية والاقتصادية وغيرها.. نعم ربما تكون مقبولةً فكرة حكومات السنة الواحدة عندما يكون العمل مؤسسياً راسخاً ثابتاً لا يتأثر أو يندثر بمجرّد تغيير الأشخاص.. أو عندما تصبح الخطط الحكومية عبارة عن برامج ومشاريع قصيرة المدى لا تتطلب أكثر من سنةٍ واحدةٍ لإنجازها.. لكن في حالتنا الحكومية هنا تبدو المفارقات والكوميديا المتمثلة بوضع خطط ما بعد الألفية وتحدياتها.. خطط الأجندة الوطنية.. خطط كلنا الأردن.. فتأتي حكومة تمنح الأولوية لجانبٍ أو جوانب من تلك الخطط، ثم تترنح لتخلفها حكومة أخرى لها أولوياتها المختلفة.. لقد سمعتها ذات لقاء مع أحد وزراء التنمية السياسية عندما سألته: لماذا لا يتابع الوزير الجديد ما قام به الوزير السابق.. حيث أجاب: إن الخطة والسياسة العريضة تبقى ذاتها، لكن هناك مرونة في تحديد المتغيرات والأولويات.. فتجد وزيراً يركّز على ساحة الحريّة.. وآخر على قانون الأحزاب السياسية.. وغيره يركّز على التواصل مع المجتمع المدني.. ووزير يختبئ خلف عباءة الداخلية وهكذا.. وسيبقى الحال كذلك طالما أن الحكومات تأتي وتنتهي دون أن تكلّف نفسها بيان ما أنجزته وما هو بحاجةٍ لإنجاز، وما ينتظر الإنجاز.. ها أنا أكرر ما قالته تالا عن عمها نادر الذهبي وإن تمنيت طول البقاء للحكومة ما دام أصبح عندي أخ اسمه نادر الذهبي.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا

طباعة

المشاهدات: 8784


1 -	ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.	01-06-2009 04:00 PM سرايا
لا يوجد تعليقات