حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,8 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4560

سهم محمد العبادي يكتب: يا ما أحلى العناق إذا فيه ريحة شماغ أبوي

سهم محمد العبادي يكتب: يا ما أحلى العناق إذا فيه ريحة شماغ أبوي

سهم محمد العبادي يكتب: يا ما أحلى العناق إذا فيه ريحة شماغ أبوي

07-05-2025 04:45 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سهم محمد العبادي
كنت حاضرًا صباح اليوم في فندق الرويال، ضمن فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الثاني لصعوبات التعلم، تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة ثروت الحسن المعظمة.
حضور رسمي كثيف، أجواء علمية منظمة، وكل شيء يسير بانضباط المؤتمرات المعتاد... إلى أن دخل سمو الأمير الحسن بن طلال، باطلالته وهيبته واتزان خطواته، وعصاه المتكئة على زنده..
من اللحظة التي دخل فيها الأمير، تغيّر المزاج العام. كل الوجوه اعتدلت، وكأن الذاكرة الأردنية بوجدانها الشعبي والسياسي دخلت القاعة. لم يكن دخوله عادياً، بل فيه مهابة الجدّ، ووقار الأب، وذاكرة الملك المؤسس والملك الحسين، تمشي على قدميها بهدوءٍ وابتسامة.
لكن اللحظة التي بقيت راسخة في القلب، ولم تكن على جدول المؤتمر، كانت حين اقترب الأمير من الدكتور نواف العجارمة، أمين عام وزارة التربية والتعليم... واحتضنه.
نعم، عانقه كما يعانق الأب ابنه الغالي، وكما يعانق الهاشمي رجلاً من سلالة الوفاء والطيبة.
أنا شاهدت ذلك بعيني. الأمير شدّه من كتفه، وقال له بكل دفء:
"أنتم العجارمة... سماركم مميز، وضحكتك حلوة، ومبين عليكم الرجولة والعز."
ضحك الأمير، وضحك نواف، وضحكنا نحن أيضًا... لكن لم تكن ضحكة موقف، بل ضحكة حنين، ضحكة وطن، ضحكة استرجاع لكل شيء أصيل نحمله فينا ولا نقوله.
أنا وقتها لم أرَ عناقًا فقط... أنا شفت زيتونات المشقّر، وشفت قعدة" زلام أول"، وشفت أمّي وهي تحط الزيت على الزعتر وتنادينا للفطور.
أنا وقتها شمّيت ريحة شماغ أبوي، وشفت السفاري، وتذكّرت صوت الملك الحسين وهو يضحك من قلبه في المدارس والمناسبات.
الدكتور نواف، وهو يتلقى هذا العناق، ما كان فقط مسؤولًا... كان ممثلًا لعشيرة، لناس، لبيوت، لمدارس قرى، وطلعات صباحية على الباص، ومواسم حصاد.
كان المشهد أكبر من كونه بين أمير ومسؤول. كان العناق رسالة... أن الهاشميين لا ينسون أحدًا، لا ينظرون من فوق، بل يرون الناس بعيون القلب، ويصافحون من الجذر لا من السطح.
وقد يكون عنوان المؤتمر "صعوبات التعلّم"، لكن الحقيقة أنني تعلمت اليوم ما لا يُقال في قاعة، ولا يُكتب في ورقة عمل:
تعلمت أن الكبار لا يحتاجون إلى مقدّمات.
أن الوطن لا يُصنع فقط بالسياسات، بل بالمحبة.
وأن الهاشمي حين يعانقك... فإنك تشعر بأنك عانقت الأردن كلّه.
نعم، يا سادة، كما قال الدكتور نواف العجارمة...
يا ما أحلى العناق إذا فيه ريحة شماغ أبوي








طباعة
  • المشاهدات: 4560
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
07-05-2025 04:45 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم