حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,9 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5733

مكرم أحمد الطراونة يكتب: الاستطلاع الذي ظلم الرئيس

مكرم أحمد الطراونة يكتب: الاستطلاع الذي ظلم الرئيس

مكرم أحمد الطراونة يكتب: الاستطلاع الذي ظلم الرئيس

07-05-2025 09:51 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : مكرم أحمد الطراونة
دفع رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان ثمنا غير قليل، بسبب عدم ثقة الناس في نتائج استطلاعات الرأي التي تصدر في الأردن، وتحديدا مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية، الذي بينت نتائج استطلاعه الأخير تقدم حكومة حسان على غيرها من الحكومات الأخرى منذ العام 2011، وحازت على ثقة المواطنين بقدرتها على تحمّل مسؤوليات المرحلة بنسبة 65 %.

نتائج الاستطلاع، الذي أجري بعد مرور 200 يوم على تشكيل الحكومة، صبّت في مصلحتها، فعندما نتحدث عن أن 74 % من الأردنيين يعتقدون أن الأمور تسير بالاتجاه الإيجابي، فهذا مؤشر على رضا الناس على أداء الرئيس وفريقه الوزاري، في ارتفاع ملحوظ عن نتائج الاستطلاع السابق والتي بلغت 47 %، بينما 66 % راضون عن الزيارات الميدانية التي يقوم بها رئيس الوزراء.

إذن، لماذا ظلم استطلاع مركز الدراسات الإستراتيجية رئيس الوزراء، في حين أظهرت النتائج تفوقه على أقرانه من رؤساء الوزراء السابقين منذ 14 عاما؟
بداية، لا أشكك أبدا بأن الرئيس حسان قد ترك انطباعا إيجابيا لدى غالبية الأردنيين، بأن إدارته للعمل العام، وللفريق الوزاري مختلفة عمّن سبقه، وأن الاهتمام الذي يبديه تجاه جميع القضايا المطروحة والتي تمسّ حياة المواطن، هو اهتمام حقيقي يحاول من خلاله ألا يكون هناك هدر في الوقت لدى الفريق الحكومي، ولا تسويف في الإنجاز.
الجولات الميدانية، مثلا، يتابع نتائجها أولا بأول، ويوجّه نحو تسريع ما تم الالتزام به، كما أن إدارته لفريقه الوزاري، ورغم تفويضه وزراءه بالعمل، إلا أنه يبقى مطلعا على تفاصيل عملهم وأدائهم، ومتابعته بصورة منتظمة لجميع الملفات، ناهيك على أنه ليس رئيسا استعراضيا، رغم أننا ما نزال نأمل منه ومن فريقه المزيد من القرارات التي من شأنها التأثير الفاعل والمباشر على حياة الناس، رغم الصعوبات والتحديات التي تعاني منها الحكومة وعلى رأسها التحدي المالي، الذي يعتبر عائقا في وجه أي رئيس وزراء راغب في عمل الكثير من المنجزات.
غالبية الأردنيين يمتلكون رأيا إيجابيا تجاه عمل حسان وفريقه، ولكن الظلم الذي وقع يأتي من منطقة أخرى، فالناس، تاريخيا، تملك انطباعا سلبيا تجاه استطلاعات مركز الدراسات الإستراتيجية، جعلهم لا يؤمنون بنتائج هذه الاستطلاعات مهما بلغت دقتها وموضوعيتها، لذلك فقد الرئيس ميزة تعزيز مكانته العملية والإدارية بين الناس بصورة منهجية، وبقيت قناعة الناس به نابعة من انطباعاتهم الخاصة والتي تتأتى من متابعتهم له ولنشاطاته.
للأسف، فقد فشلت مراكز الدراسات طيلة سنوات في الاستطلاعات حول ملفات عديدة ذات أهمية بالغة كان هناك حاجة ماسة لقراءة توجهات الرأي العام المحلية والعربية والدولية، وبناء قاعدة بيانات تسهم في صنع قرارات صائبة. الغياب عن تلك الملفات يوحي بأن الأمر له علاقة بـ"التوجيه"، ولكننا نعرف أن الصحيح هو عدم القدرة على استشراف المستقبل لدى من أدار المركز، ومحدودية أدواتهم المعرفية، وغياب الرغبة الحقيقية في صناعة فرق بالعمل العام والتأثير فيه. لقد رأينا كيف كان المركز واحدا من أهم مراكز دراسات توجهات الرأي العام، وقياس انزياحات الفكر والتوجهات حين كان في عهدة متخصصين أبدعوا في إجراء الاستطلاعات المختلفة ذات التماس المباشر باهتمامات الشارع.
اليوم، يغيب كل هذا الجهد الحيوي عن عمل مراكز الدراسات، لذلك، وقع الظلم على حسان وحكومته فالشارع يبقى أسيرا لاستطلاعات يتيمة تتم بشكل دوري، وبأسئلة لا تمتلك أي خصوصية لمرحلة عن أخرى، فيبقى القياس غير قابل للمقارنة الحقيقية.
عمل هذه المراكز تخطاه الوقت، وإعادة بث الروح في عملها أصبح واجبا من أجل أن نحصل على نتائج استطلاعات حقيقية تعرِّفنا على أي أرض نقف اليوم.











طباعة
  • المشاهدات: 5733
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
07-05-2025 09:51 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم