بقلم : حاتم القرعان
نؤيد فكرة تقدير الحكومة للصحافة المسؤولة الذي جاء على لسان وزير الاعلام محمد المومني ، ولكن من المهم أيضاً أن نضمن حماية حرية التعبير والتعبير النقدي. هناك بعض الحالات التي يتم فيها استخدام الحظر كوسيلة للتعامل مع الصحافة التي لا تتوافق مع توجهات الحكومة، وهذا قد يؤثر على حرية الرأي والتعبير.

توجهات بعض الوزراء قد تؤثر بشكل كبير على حرية الصحافة، خاصة إذا كانت توجهاتهم تتسم بالانغلاق أو التحيز. عندما يميل الوزراء إلى فرض رقابة صارمة أو اتخاذ إجراءات تعسفية مثل الحظر، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقييد حرية التعبير والتأثير على قدرة الصحفيين على أداء عملهم بشكل مستقل ونزيه.

للأسف، يبدو أن بعض الوزراء لا يدركون أهمية دور الصحافة كسلطة رابعة في الدولة الأردنية، بل يعتبرونها عدواً لهم، خاصة إذا لم تكن بجانبهم وتدعمهم بشكل غير نقدي. يعتبرونها عائقاً لجهودهم، خاصة إذا أظهرت بعض الأخطاء في وزارتهم. هذا الفهم الخاطئ لدور الصحافة يمكن أن يؤدي إلى توترات وتحديات في العلاقة بين الحكومة والإعلام.

نثمن دور معالي الوزير محمد المومني في جهوده لتطوير الإعلام ويساهم في تفعيل دور الشفافية بين الحكومة والشعب. جهوده في إظهار دور الإعلام في تحقيق الأهداف الوطنية تعزز التواصل بين مختلف القطاعات وتسهم في بناء جسور الفهم بين الحكومة والمواطنين.

نطالب بضرورة الاهتمام بالإعلام والإعلاميين ودعم المواقع الإعلامية في الأردن، وإعطائها الدور الصحيح لتفعيل التشاركية لخدمة الوطن. من خلال هذا الدعم، يمكن أن تساهم المواقع الإعلامية في تعزيز الحوار الوطني وتقديم المعلومات الدقيقة والموثوقة للمواطنين.

كما نطالب وزارة الإعلام ووزيرها بإيجاد برامج متعددة لكافة فئات المجتمع، ودعم البرامج الحالية التي تسلط الضوء على القضايا الهامة. على سبيل المثال، تلفزيون المملكة والإعلامي عامر الرجوب يقومان بجهود مميزة في هذا السياق. نأمل أن نرى غداً برامج متجددة ومبتكرة تكون منارة لإخراج الصورة المثلى للأردن في كل المحافل الأردنية.

نطالب دولة الرئيس ومعالي وزير الإعلام بإدراج برامج تدريبية توعوية لتطوير القطاع الإعلامي، لتمكين الإعلاميين من أداء دورهم بشكل فعال في خدمة الوطن. كما نطالب بتقديم ملخص عن نشاطات الحكومة وبيان التعاون في جهود مجلس النواب والاعيان كل شهر، حتى يواكب المواطن الأردني ما تقدمه الحكومة من إنجازات على مستوى القطاعات المختلفة.

نطالب دولة الرئيس بتوجيه وزرائه إلى التعاون مع كل الإعلاميين وإعطائهم الفرص في تحقيق أهداف الوزارات، للوصول إلى تحقيق التنمية المستدامة والازدهار في خدمة المواطنين وتحقيق المصلحة العامة. من خلال هذا التعاون، يمكن أن يلعب الإعلام دوراً فعالاً في توصيل جهود الوزراء في تقديم الخدمات وتطوير وزاراتهم، وبالتالي المساهمة في بناء الوطن وتحقيق أهدافه.

يجب أن نفهم أن الصحافة ليست عدواً، بل هي شريك في بناء الوطن وتطويره. يمكن أن تساهم في تعزيز الشفافية والمساءلة، وتسليط الضوء على القضايا الهامة التي تحتاج إلى اهتمام الحكومة والمواطنين. بهذه الطريقة، يمكن أن نساهم في تعزيز الحوار البناء والتنمية المستدامة، ونسهم في بناء مجتمع أكثر وعياً واستنارة.
وللحديث بقية.

حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثّاني بن الحسين وولي عهده الأمين.
بقلم : حاتم القرعان