بقلم : رهف الحنيطي
أما زالت غشاوة الأبصار تعمينا؟أما زالت بصيرة القلوب تختبئ تحت راية الكره والحقد؟ أما زلنا ملقين في غيابة الجهل؟
جعلتم ملامح العالم تتغير كما لو أنها كانت كطفل بريء،كطير حر إلى أن جعلتموها كآبة وسواد وذي ملامح مكفهرة،نعم تحول من علم إلى كهنوت،يعطيك صكوك غفران،يعيدك إلى القرون الوسطى،يهندس قلبك بمن تحب ومن تكره و أن الحب مقتصر على من يتفق معك أما غير ذلك فلعنة الله عليه!

إذا استعذت بشيء، فاستعذ بالله من الجهل والكبر، إياك بمشورة من هو مشغول بكبره وان كان حازما أذكر لعلي بن أبي طالب-كرم الله وجهه- يقول :
الناس من جهة التمثال أكفاء أبوهم آدم والأم حواء
فان يكن لهم من أصلهم شرفا يفاخرون به فالطين والماء
إن الطائفية من إحدى عواقب حكومات الدول الفاشلة؛ لأننا لا نريد أن نكون أمة، وفي الوقت الذي نحتاج فيه بأن نتقبل الطائفة ونكن ضد الطائفية نحن مصرٍين على التفرقة والتطرف. خطاباتنا أشبعت بالنرجسية الرعناء والحقد المدنس والانتقام لخلافات شخصية والانتصار للنفس وكله باسم ماذا؟ باسم الدين.

أصبحت خطاباتنا الدينية أو الوعظية الاجتماعية تحثنا على الدماء والقتل لمن يختلف معنا، بنيت تلك الخطابات على التكفير المطلق لأي شخص يختلف معك، خدعوك فقالوا حقك! حق ماذا حق التكفير والزندقة؟ أم حق الإخراج من الملل؟ أم الذبح لمجرد أنه يخالفك؟

يؤسفني القول أننا ننحدر بجهلنا حتى جعلناه فقه تكريه.
وبدلا من أن تكون الأمور مسهلة ميسرة والأصل فيها مباح صار الأصل فيها حرام،فبأي شريعة كل هذا!
قلت لي مصدر التشريع الأول في الإسلام هو القرآن الكريم إذن أليس كذلك؟ وأين أنت من قول الله عز وجل"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" (87) المائدة.
قالها الإمام علي وصدق فيها: لبس الإسلام لبس الفرو مقلوبا, الجدير بالذكر أنك لست مجدودا في الكره وتأكد أنك لم تكره الآخرين قبل أن تكره نفسك.

ألا يوجد هناك فكرة تحثنا وتخبرنا بأن صداءة الرأي تصقله المشورة، يقول بشار بن برد:إن المشاور بين صواب يفوز بثمره أو خطأ يشارك في مكروهه، لا تقصي الآخر واعترف به ولا تنكر وجوده فلنتخلص من نتانة الأنانية وإدخال ذاك الجنة تارة والآخر إلى النار تارة أخرى،كفوا عن بث الكراهية وازرعوا حب العلم،

فلتخض في تجارب جديدة،جرب ولو لمرة تجربة أن تذوق جمال الحقيقة التي لا يكمن جمالها إلا بمرها،تجربة إنصاف وحب وقبول،ازرع البستان ورودا لروح الحب،جرب أن تسمع لوجهة نظر مختلفة،اخرج عن المعتاد ليس لفكرة أنك مختلف فحسب بل لفكرة أن تبتعد عن المتوارث من الآباء والأجداد فهي فكرة مملة أيضا،اخرج إلى إطار التجديد والاجتهاد وتذكر دائما قول الكاتب:الحقيقة ليست بعيدة،الأسماء تبعدها.

جرب أن تعش حرا،مكرما بالعقل،ومستفيقا بالذهن......
جرب أن تكون إنسانا له كيانه واستقلاليته.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا