بقلم : العميد الركن"م" الدكتور فالح فرحان العوايدة
يُعد الأمن الثقافي عنصر اساسي من عناصر الأمن الوطني, ويحتل مكاناَ هاماَ من مكونات الأمة, وخاصة في ظل الاستعمار التكنولوجي الجديد والمسمى بالعولمة، ويبقى الأمن الثقافي العربي هو عنصر الأمان لتحقيق حلم الشعوب العربية بالتكاتف والتلاحم كالحزمة الواحدة في كافة أوجه الحياة للوصول إلى الأمن الذي نرتجيه لأوطاننا العربية على كافة المستويات.
إنّ التقدم العلمي والتكنولوجي هدم كثير من الحواجز والعوائق التي كانت تفصل بين الشعوب, ولكن على حساب ثقافتها وقيمها الخاصة, وقد كان ذلك دافعاً للتفكير في نوع العلاقات التي ينتظر أنّ تسود في مجتمع الغد والمبادئ الأخلاقية التي سوف تحكم هذه العلاقات ومدى اختلاف هذه المبادئ عن الأسس التي تقوم عليها الروابط الإنسانية في الوقت الراهن ومدى اتساع الفجوة الثقافية التي سوف تفصل إنسان الغد عن الأجيال الحالية التي تكافح من أجل الصمود أمام تيارات التغير الجارفة وتعمل جاهدة على توريث قيمها ومبادئها الأخلاقية والدينية للأجيال الصاعدة في محاولة مستميتة للإبقاء على الهوية الثقافية والاجتماعية من الضياع والاندثار.
إن التطور العاصف في وسائل الاعلام المتعددة وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي أدى الى نشوء إمكانيات واسعة للتأثير الهادف على ثقافة ملايين الناس وبالتالي التأثير على الأمن الوطني أما سلباً أو ايجاباً, ولكن ما حدث في الربيع العربي كان تأثيرها سلباً على النظام السياسي لبعض هذه الدول.
إنّ الأمن الثقافي هو عبارة عن حماية المواطنين والمجتمع والدولة من التهديدات الخارجية والداخلية ذات الطابع الثقافي, وعليه فإن مصالح الدولة الوطنية في المجال الثقافي تكمن في الحفاظ على توطيد القيم الأخلاقية للمجتمع وتقاليده التاريخية ومعايير الحياة الاجتماعية والعادات واللغة .
وأخيراً ارحب بانفتاح الثقافة الوطنية على الثقافات والحضارات الاخرى بما يكفل لها كل مزايا التفاعل والتبادل مع الحضارات المختلفة والحفاظ على الثقافة العربية الأصيلة, والتوفيق بين الأصالة والمعاصرة والتأكيد على أهمية التمسك بالهوية الوطنية لتحقيق الأمن الثقافي الوطني وبالتالي المحافظة على عنصر من عناصر الأمن الوطني, حمى الله الوطن من كل مكروه.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا