بقلم : د. نزار شموط
حقيقة حاولت جاهدا ان اجد عنوانا مناسبا لمحتوى مقالتي عن ما سمي تغيير او تطوير المناهج , فلم اجد اقرب من هذا العنوان , لان ما حدث من تعديلات كما سوغ لها القائمين على التعديلات من قادة تربوييين تمخضت رؤاهم للاسف عن مخرجات قاصرة ومشوهة للمنهاج وليس تعديلات تطويرية تحقق المطلوب .
لقد استمعت للقاء متلفز مع اثنين من القادة التربويين الذين شاركوا بالتعديل وسوغو له , وللاسف طرحوا مبررات لا تقنع العوام من الناس , فكيف بالمتخصصين , لانها مبررات هزيلة تفتقر للمنطق والبرهان .
منذ زمن ونحن ننادي بتطوير المناهج , بحيث تراعي هذه التعديلات التغيرات المعرفية والعلمية والثقافية والتربوية , كون المناهج لم يطرأ عليها تعديل منذ زمن بعيد .
ولكن كانت المفاجأة ان التعديلات جاءت موجهة لتحقيق هدف واحد هو مسح الهوية الدينية الاسلامية من المنهاج , فاصبحت صورة المرأة المحجبة , بلا حجاب , واصبح اسم المسجد دار العبادة , وحذفت صورته , وتم حذف الكثير من الايات القرأنية والاحاديث النبوية الشريفة .
يضيق المجال في هذه العجالة ان اعُرج على الكثير من التعديلات السلبية التي طرأت على المنهاج الجديد .
اذا كانت نظرة القائمين على التعديلات ان صورة المرأة المحجبة وصورة المسجد في المنهاج تحفز على التعصب والارهاب , فهذه مصيبة وطامة كبرى , فهم بذلك يؤكدون ويساهمون الى تحقيق ما يسعى اليه الاعلام والسياسات الغربية لمسح الهوية الاسلامية , واعتبار ان مظهر المرأة المحجبة مظهر رجعي , وان المساجد هي مراكز وبؤر للارهاب .
كان الاولى ان تتضمن التعديلات مضامين تتعلق ببناء فكر تنويري للطلبة , لمواجهة طروحات التطرف والارهاب , وتسعى لتأصيل فكر ديني واعي , بعيداً عن التشدد والمغالاة .
لقد جاءت التعديلات محبطة على كل الصعد , واملي من معالي وزير التربية والتعليم تشكيل لجنة تقييمية للمنهاج الجديد من المتخصصين في الجامعات , ومن جميع التخصصات لتصحيح المسار بما يخدم ابناءنا ومجتمعنا ووطننا , ويراعي ثوابتنا الدينية والاخلاقية والثقافية .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا