حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,27 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 32128

الطريق إلى الأخلاق

الطريق إلى الأخلاق

الطريق إلى الأخلاق

15-08-2016 11:19 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : صالح محمد العمري

تشهد الساحة التربوية العالمية حركة نشطة في مجال التربية الأخلاقية، تلك الحركة جاءت مدفوعة بمخاوف الحفاظ على حالة الأمن والسلام والاستقرار نتيجة ما يتعرض له العالم اليوم لموجة من الجرائم الأخلاقية المتتابعة والمشكلات الاجتماعية الشائكة التي تتمثل في مظاهر مختلفة من الممارسات والأنماط السلوكية المنحرفة من جانب ، ومن جانب آخر حرص المجتمعات على موروثها من القيم والأخلاق السليمة والبناء عليها بما يسهم في إعداد جيل من المواطنين يدعم التغيرات والإصلاحات الاجتماعية والسياسية التي تشهدها تلك المجتمعات .


لذلك نجد تزايدا في الأصوات الداعية إلى أن تولي المناهج التعليمية مسألة الأخلاق والتربية القيمية أهمية أكبر، إذ ترتكز عليها عملية بناء الإنسان ، والمواطن الجديد بشخصيته وروحه وعقله، وبمواطنته وقيمه ومعارفه الاجتماعية الأساسية، وهذه المناهج هي التي تفتح أمام الطالب نوافذ الوعي لدوره الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في مجتمعه عبر وعيه لموقع المجتمع في العالم في الماضي والحاضر، ولمسيرة الحضارات الإنسـانية وتفاعلها.


فالتربية وسيلة المجتمع لتغيير واقعه وترسيخ قواعد الأخلاق والمثل العليا والحفاظ على الموروث الفكري والتراثي، ووسيلة المجتمع للتنمية الشاملة المستدامة واللحاق بركب الحضارة العالمية. وعليه فإن النظام التربوي مطالب بأن يعد الطالب فكرياً وسلوكياً لأداء واجباته والمشاركة المجتمعية المسؤولة ، من خلال تعلم قواعد الأخلاق واكتسابها لتصبح ممارسة يومية في تعامله مع نفسه ومع الآخرين.


فالعلاقة بين التربية والأخلاق علاقة أزلية حيث لا يكون أحدهما من غير الأخر أبدا، فالتربية فعل أخلاقي في جوهره كما أن الأخلاق فعالية تربوية بطبيعتها ، وتعرف الأخلاق بأنها منظومة من القيم والمعايير السلوكية التي يرتضيها المجتمع لنفسه وأفراده طلباً لفضائل الحق والخير والجمال، وهي من حيث وظيفتها توجه الأفراد إلى ما يجب عليهم القيام به وتنهى عما يجب تجنبه في مختلف المواقف الحياتية والإنسانية، فهي توجه السلوك الإنساني توجيها يتسم بالحكمة ويتشح بالفضيلة، وغالبا ما يطلق لفظ الأخلاق على جميع الأفعال الصادرة عن النفس محمودة كانت أو مذمومة فالمحمود منها يعرف بالخير، والمذموم منها يعرف بالشر، حيث تشكل مسألة الخير والشر المحور الأساسي لعلم الأخلاق برمته (علي أسعد وطفة).


تقوم التربية الأخلاقية وفق ثلاث مجالات مترابطة:

1- المعرفة الأخلاقية: إن ارتباط المعرفة بالأخلاق ارتباط وثيق، لا فكاك أحدهما عن الآخر، فحيثما توجد معرفة توجد خلفها أخلاق ، وتتألف المعرفة الأخلاقية من المعلومات والأفكار الأساسية التي يجب على المتعلمين أن يكونوا على علم بها ويستعملوها لكي يكونوا مواطنين صالحين فاعلين ومسئولين، ومنها أسس ومقومات النظام الأخلاقي في المجتمع ، والمعرفة التي تساعد المواطن على فهم علاقته بالمجتمعات الأخرى العربية والإسلامية والعالمية، والمعرفة التي تعمق فهم المواطن بدوره ومشاركته في الحياة الاجتماعية والسياسية، والمعرفة بأدوار المواطن في تطوير مجتمعه والمشاركة المجتمعية الفعالة.


2- المهارات الأخلاقية
وهي المهارات التي تمكن الفرد من العيش وفق المعايير الأخلاقية وتصريف الشؤون الخاصة واتخاذ القرارات على أساس منظومة القيم الأخلاقية ، ومن هذه المهارات: إكساب المتعلمين مهارات: التفسير، والتحليل ، ومهارات التمييز بين الخير والشر والصواب والخطأ ، ومهارات الحوار والتعامل مع الآخرين ، ومهارات بناء الحجج ودحض الآراء ومناقشة القضايا الجدلية ، ومهارات المشاركة فى العمل الجماعي والتعاوني ، ومهارات التعامل مع شبكة المعلومات ، ومهارات اتخاذ القرار ، ومهارات التفكير الناقد.


3- القيم الأخلاقية: وتشمل الميزات الشخصية والأحكام والالتزامات الضرورية للمحافظة على البناء الأخلاقي الفردي والمجتمعي ، ومنها : احترام قيمة كل فرد والمحافظة على كرامته، والنزاهة، والانضباط الذاتي، والتسامح، والشفقة، والوطنية، وتشمل الالتزامات مثل: التفاني في سبيل حقوق الإنسان والمنفعة العامة، والمساواة وسيادة القانون، واحترام قيم الكرامة الإنسانية المتساوية لكل إنسان، وحمايتها ، والمشاركة بشكل مسئول في الحياة الاجتماعية والمدنية والسياسية، وتجسيد القيم الخلقية في السلوك اليومي ، وتنمية الرخاء العام للمجتمع .


وبناء على ذلك يمكن تقديم الأفكار الآتية للاستفادة منها لتأسيس التربية الأخلاقية وتدريسها :

- إعداد إطار عام للتربية الأخلاقية ، وبناء مصفوفة متكاملة لمنظومة القيم الأخلاقية للصفوف جميعها ، وتضمين الإطار طرق تدريس كل قيمة وتغذيته بأمثة وتطبيقات من كل الكتب المدرسية. ( تدريس القيم الأخلاقية بالطريقة التكاملية ).

- تضمين خطط الإدارة المدرسية القيم الأخلاقية المرغوب تعزيزها عند الطلبة، لتزيد اللحمة والمودة والتفاعل مع مجتمعهم، ضمن الفعاليات والمناسبات المدرسية المختلفة.

- تعزيز قيم الحوار في المواد الدراسية، باحترام الرأي والرأي الآخر، وتعلم فنون الإنصات والاستماع.

- تكامل كافة مؤسسات المجتمع المدني مع المؤسسة التعليمية لإحياء مفهوم الأخلاق وتنمية روح الانتماء.

- يجب إدخال مفهوم التربية الأخلاقية في جميع المواد الدراسية وجميع مراحل التعليم العام إن أمكن ، فلا يركز على مادة دراسية معرفية بعينها في تنمية روح الأخلاق ، أو أن تحدد مرحلة عمرية دون غيرها.

- تضمين خطط التدريب برامج تدريبية للمعلمين تختص بطريقة بناء القيم الأخلاقية وتعزيزها عند الطلبة وكيفية التدرج بها حسب المرحلة العمرية للطلبة.

- إعداد دليل معلم خاص بتدريس القيم الأخلاقية.

وأختم بقول أحمد شوقي :
و لــــــيس بعـــــــامر بنيان قــــــوم إذا أخلاقهم كانت خرابــــــــــا


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 32128
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم