حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 18490

«تعيش انت» .. مجموعة قصصية لـ الصورباهري

«تعيش انت» .. مجموعة قصصية لـ الصورباهري

«تعيش انت» ..  مجموعة قصصية لـ الصورباهري

26-05-2016 11:38 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - يلفتنا القاص محمد الصورباهري بمشهديّاته وتصويراته المقصودة في قصصه القصيرة، وقصصه القصيرة جداً أيضاً، بوصفه كاتباً لديه صورة مسبقة عن ثيمة العمل أو فكرته.
استفاد الصورباهري من موهبته وفطرته الإبداعيّة ونشأته العائلية على السمر والتعاليل والحكايات، من جهة، وعلى البعد الوطني والنضالي والقوميّ، من جهةٍ أخرى، بل على البعد السياسيّ بعامّة، هذا البعد الذي يفتح عينيه عليه كلُّ من هو في عمر الصورباهري المولود عام 1959، إذ وجد هؤلاء إرثاً كبيراً وأمنياتٍ قومية وبطولات تاريخية وأحزاباً ونكبةً وكثيراً من حركات دعت إلى التحرر، تبناها سياسيّون وإعلاميون، ونهض بها الأدباء في السرد والشعر بوجه خاص.
يحمل الصورباهري بكالوريوس اللغة العربية في الجامعة الأردنيّة عام 73، والدبلوم العالي في الإدارة المدرسية عام 2003، وهو عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، مثلما هو تربويٌ قديم ومدير مدرسة أسبق، ويتوافر إضافةً إلى ذلك على أعمالٍ كتبها للإذاعة والتلفزيون، من مثل: دندنات كلمة، ومن القرآن والسيرة، وبساط الريح، وألغاز وأمثال من التراث، ولا شكّ في أنّ ذلك رفد الصورباهري بعقلٍ موسوعي يربط بين العلوم والمعارف والأدب والبوح.
من مؤلفات الصورباهري الإبداعيّة: المجموعات القصصية: جدار الوهم، وأبواب للدخول، وتعيش انت، وكان أصدر حديثاً ديوان الشعر (حين تمرين في خاطري).. إذن، نحن مع أديب ينظر إلى القصة القصيرة عملاً منضبطاً له أصول وقواعد وخيوط ومفاتيح وفضاءات، لكنّه عملٌ وبالرغم من أحقيّة الجيل الشّاب في تطويره والمواكبة به، إلا أنّه لا ينبغي أن نجور على عناصر الزمان والمكان والتشويق والأشخاص والحبكة والعناصر الضرورية لاستمرار هذا الفن السردي الجميل.
يقول الصورباهري إنّ الومضة التي تتكثف فيها عناصر القصة في كلمات قليلة، إنّما هي أيضاً تحتاج منّا إلى عناصرها التقليدية، وإلا أصبحت خاطرةً أو كلاماً نثريّاً جميلاً فيه بلاغة.
في فترة من الفترات كان الصورباهري مع اللون السائد في كتابة القصة القصيرة، ومع أنّه كتب القصة القصيرة جداً، إلا أنّه يعترف بأن كثيراً من أعمال الشباب اليوم ربما ما تزال تبحث عن تجنيس لفقدان العناصر الأصيلة في هذه الأجناس.
كتب الصورباهري (تعيش انتَ)، القصة التي ارتكزت حكايتها على خوف موظف من مدير ظل يضبط الأمور، ثم ودع المدير الحياة فكان أيُّ يوم بعده يشبه يوم الجمعة بسبب انفلات الأمور، وفي ذلك نقد يمكن أن يستفيد منه المسؤولون وجمهور الموظفين في تداول السلطة والكراسي وتبدّل الأجندات.
لنتأمل هذا النصّ بعنوان (كلب) من إحدى مجموعات الصورباهري القصصية، ولندرك المقاصد والدلالات في هذه الأسطر: ( كنت أغطّ في نومٍ عميق، عندما أيقظتني زوجتي لأطرد كلباً رفض التوقف عن النباح. في البداية، حسبت الأمر سهلاً ولا يحتاج إلى عناء كبير، نهضت من فراشي أجرّ قدميّ المتعبتين إلى النافذة، فتحت النافذة ورحت أردد أصواتاً وكلماتٍ تهابها وتتمثل لها مثل هذه الحيوانات، ولكنّ هذا لم يجد. فأدركت أنّه لا بدّ من فتح الباب والخروج ثمّ الوقوف وجهاً لوجه أمام هذا الكلب العنيد، فحملت على سبيل الاحتياط عصا كنت أحتفظ بها للوصول إلى نسيج العناكب في زوايا البيت المختلفة. لوّحت بالعصا لهذا الكلب مرات.. ومرات، ولكنه بقي واقفاً متحدياً ينبح بأعلى صوته. حاولت أن أخيفه بضرب قدمي بالأرض وتحريك رأسي، ولكنّه لم يأبه لذلك، عدت أجرّ أذيال هزيمتي أمام هذا الكلب. سألتني زوجتي عن سبب عجزي لطرد هذا الكلب، فقلت لها: هناك كلاب لا نستطيع طردها، وأضفت: ليس كل الكلاب نستطيع طرده بهذه الطرق البدائيّة.
ظلّ الكلب ينبح حتى أيقظ أصغر أطفالي، لم يكن خائفاً كباقي الأطفال، بل رأيته ينسلّ من تحت الغطاء بهدوء ويفتح النافذة ثمّ يبصق بعد أن استجمع قواه في فمه ولسانه، فتستقرّ بقعة كبيرة.. كبيرة ما بين عيني الكلب... ثم رأيته يقفل النافذة بهدوء شديد ويعود إلى فراشه دون أن يتكلم شيئاً، رهفت السمع، كان الكلب قد توقف عن النباح!!!).
الرأي


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 18490

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم