حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 23317

د. ميساء قرعان تكتب : على باب الديوان الملكي

د. ميساء قرعان تكتب : على باب الديوان الملكي

د. ميساء قرعان تكتب : على باب الديوان الملكي

02-09-2015 02:22 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - في بداية رمضان وقع الحادث، حادث تدهور لمسن تجاوز السبعين عاما مع ابنه، كان في طريقه من المفرق الى مستشفى في اربد ليتابع فحوصات، غير أنه وصل مستشفى آخر، ففي حالة غيبوبة ونزف شديد أدخل إلى أقرب مستشفى وكان مستشفى الملك المؤسس، كان وضعه حرجا إلى درجة كان متوقع فيها وفاته بأي لحظة، غير أن قدر الله وجهود الأطباء أنقذت حياته، أفاق على بتر ذراعه الأيمن من فوق الكوع، وعلى ساقين أجريت لها أكثر من عملية لمعالجة كسور بليغة لن تجبر بسبب كبر السن، استيقظ عاجزا، وفي حالة نفسية مؤلمة جدا، زرته بعدما عرفت بحالته، وكان بين بين، بين صحوة يعي فيها كل ما حدث وبين انفصام عن الواقع نتيجة الصدمة، كان يعي أنه في مستشفى سيكلفه ما ليس باستطاعته أن يسدده، فهو مستفيد صندوق معونة وطنية بمبلغ 45 دينارا علما أن ابنائه المتزوجين بوضع مادي ان لم يكن سيئا فهو عادي، ولديه ثلاثة قاصرين ولا يوجد لديه مصدر دخل، هو ينطبق عليه المثل القائل"عزيز قوم ذل" ، ظروف كثيرة تكالبت عليه وجعلته مواطن مستفيد من صندوق المعونة بما لا يكفي سد حاجات أحد القاصرين.
كان يهذي ويطلب الخروج من المستشفى لأسباب مادية، غير أن وضعه لم يكن يسمح، عملية تلو عملية، ولا فرصة لاستبدال المستشفى، طمأنته حين زرته وقلت له: الدولة لا تترك مواطنيها، وكان من الواجب طمأنته لأنه كان قد بدأ بحالة الانتقال من الاضطراب النفسي إلى الخلل العقلي، فليس من السهل على مسن يشعر أصلا أنه عاجز أن يرى نفسه عاجزا جسديا وعاجزا حتى عن أي تفكير أو إيجاد حل.
وأنا التي اخترت لنفسي طريق المتاعب في متابعة الحالات الانسانية وعدته بأن أبذل جهدي لتحصيل إعفاء من الديوان الملكي، أعرف أن تقريره مكتوب فيه حادث سير والديوان لا يشملها، لكنني كنت على ثقة أو لنقل على أمل بأن ظرفه الخاص وظرف وقوع الحادث سيشفعان له، ففي كل المعاملات واحيانا القوانين هنالك حالات خاصة أو حالات إنسانية .
وعليه أوعزت لشقيقه بأن يذهب إلى مكتب خدمة الجمهور في الديوان ومعه استدعاء مقدم باسم جلالة الملك وكل ما يثبت أنه فعليا حالة خاصة
فوجئت وفوجئ حامل الطلب برفض الموظفين حتى استقبال الطلب، ما يحدث هو أن القراءة الأولية السريعة مكتوب فيها حادث فيغض الطرف عن كل ما عداها، وأنا على يقين لو أن حالته وصلت صاحب الشأن لشملها الإعفاء، فلماذا يكون الرفض مسبقا وعلى الباب؟ ولماذا لا توجد لجنة خاصة لدراسة الحالات الخاصة قبل الرفض؟ ومن أين لعاجز أن يأت بما قيمته اربعين ألفا ويزيد لتسديد فاتورة؟ وهل يبقى رهينة في المستشفى وقد استقر في وضع صحي سيء لا يحتاج أي تدخل طبي آخر؟
حالة هذا المواطن الأردني حالة لم تزل على باب الديوان الملكي الذي عرفنا عنه وقوفه إلى جانب المواطن ومراعاة الحالات الانسانية وتبنيها
حالة بانتظار أن يفك قيدها المكاني بعدما قيدت بالعجز الجسدي...
Dr.maysaquraan@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 23317

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم