بقلم : المهندس عصمت حداد
بعد أيام قليلة وفي أجواء يشوبها القلق والتوتر ينتظر أبناؤنا طلبة الشهادة الثانوية العامة (التوجيهي) نتائجهم النهائية يحدوهم الأمل والطموح في قطف ثمار هذا السباق الذي طالما انتظروه بفارغ الصبر، فمنهم من صبر وثابر، ومنهم من أهمل وتكاسل، وتمنى على الله الأماني، وشتان بين الاثنان، فلكل مجتهد نصيب ومن يزرع الشوك لا يحصد العنب. وما أصدق قول الشاعر :

وما نيل المطالب بالتمني... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

يا لها من لحظات حاسمة ومصيرية في حياة كل طالب، خاصة بعد أن أصبح معدل الطالب في هذه المرحلة بمثابة البوصلة التي تحدد مصيره ومساره، وتحدد اتجاهاته المستقبلية، حيث يُعد امتحان الثانوية العامة المصفاة الحقيقي الذي من خلاله يتم تنقية الكثير من الشوائب الغير صالحة للاستقدام للدراسة في المرحلة الجامعية، هذا الامتحان الذي فقد مصداقيته وهيبته في السنوات العشر الماضية بعد أن غاب عنه معيار النزاهة والشفافية، وأصبح المعدل الذي يحصل علية الطالب ليس نتاجا لتحصيله العلمي وإنما نتاج الجيب الممتلئ بالبراشيم وقصاصات الغش والتسهيلات التي يقدمها بعض المراقبين ورؤساء اللجان الامتحانية نتيجة لتراكمات فساد السياسات التعليمية والإدارة التربوية، فأصبح الحامي حرامي ! ولم يعد بمقدورنا منع الغش ! بل وأصبح في نظر البعض أنه حق من الحقوق في بيئة غرقت في هذا الوحل لسنوات عديدة، فتعودوا الناس على هذا الموال وأصبح ديدنهم حتى جاء هذا الرجل !!.

ولأن المواقف والمحكات الصعبة هي التي تعرف بالرجال، اكتب هذا في حق الرجل , وأعرف أن هناك من سيتحامل , لكن ذلك لا يضير, فالحق أحق أن يقال لأن الرجل بقدر ما انتقدناه في وجهات نظر واختلفنا معه فيها، فالرجولة تقتضي منا أن نشيد به في ظل هذه الظروف الصعبة والدقيقة التي يمر بها الوطن وبالنجاحات التي حققها إذا ما نظرنا إلى الفترة القصيرة منذ تولية وزارة التربية والتعليم .. نعم أنه معالي الوزير محمد الذنيبات الذي عمل بوفاء واستشعر المسؤولية الملقاة على عاتقة، وحمل هم الوطن واضعا المصلحة العامة فوق كل شيء فلم ينظر للمسؤولية على أنها مغنم وفرصة لتحقيق مصالحة الشخصية التي تأتي في أولى اهتمامات المسئولين الكبار والوزراء الموقرين في وطننا العزيز .

ولا أخفيكم مدى إعجابي بهذا الشخص فهو من الكثيرين الذين يحملون الروح الوطنية, ومن القلائل الذين يعملون من اجلها, شخصية سياسية وإدارية وأكاديمية ورجل دولة بامتياز، اثبت إخلاصه للوطن، واثق الخطوة قدم عصارة جهده وكل ما عنده لأجل طلاب العلم، ولأجل تربة وطنه الغالي. وقد كان لتعيينه في هذه الفترة إيجابيات تصب في اتجاه إعادة بعض هيبة وزارة التربية التي فقدتها في السنوات الماضية، وبرهن على أقواله بالأفعال، فكان توجيهه واضحا بأن يقوم الجميع بواجباتهم التربوية والإدارية رافضاً الأوضاع السابقة التي عملت على تجهيل الطلاب وإخراج جيل أمي بمعنى الكلمة، ومؤمناً أن الأردن القوي لا يبنى إلا بجيلٍ نظيف، جيل متسلح بالعلم والمعرفة، مثقف الفكر، واسع الاطلاع، جيل يؤمن بان العلم والمعرفة هما الطريق الوحيد للعبور إلى مستقبل أفضل.

أيها المسؤولون: إن الرؤوسَ المُطرِقة لا ‏تبعث على الأمل، والعيونَ الحائرة لا تدلّ على الطريق!‏. فدعونا نخرج من قبضة الفساد والترهل والغش ! دعونا نتعافى من هذه الأمراض ومن هذه الآفات التي أرهقتنا وأرهقت كاهل بلادنا لعشرات السنين، وحين يتم ذلك وتتحول الأقوال إلى أفعال والوعود والأمنيات إلى منجزات تطبيقية على أرض الواقع فإن العالم كله سيحني رأسه تقديراً وإعجاباً ويقول عقلاؤه ومفكروه إن الأردنيين جديرون بالحياة الكريمة.

يظل الذنيبات حتى اللحظة هو المسؤول الأشجع وصاحب الإنجاز الملموس، فشكراً لهذا الرجل الذي وعد وصدق، ونؤكد له أن شرفاء الأردن من المتعلمين والمثقفين معه، ومؤيدين لمواقفه هذه التي تخدم الوطن وتنهض وتدعم مسيرة التربية والتعليم، وإنه لواجب أن نرفع قبعاتنا، قل كوافينا، احتراماً لوزير التربية.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا