بقلم :
في المجال الاقتصادي مهما تعددت المؤتمرات واللقاءات والندوات ، يهمنا ان نشعر فعلا بتحسن احوالنا ومداخيلنا وقدرتنا على تغطية نفقاتنا واحتياجاتنا ، وبما اننا لسنا خبراء في الاقتصاد لكن نفهم ان انعقاد المؤتمرات ذات الصبغة الاقتصادية في بلدنا سوف تعود بالفائدة علينا جميعا قلّت او كثرت ، كما ان لها دلالات على ان هذا البلد له ميزة تختلف عن كل دول المنطقة لما يتمتع به من أمن واستقرار ، والمؤتمر الاقتصادي الكبير الذي انعقد مؤخرا في البحر الميت ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير ، ونطالب بالمزيد .
في هذا الصدد المواطن العادي من حقه ان يقيس الأمور على مقدار ما يدخل جيبه من زيادة على دخله وما يرافق ذلك من تحسن على مستوى معيشته ، والمواطن يدرك ان ثمة عقبات ومشاكل تواجه اقتصادنا في مقدمتها البطالة ، من المفروض ان تتقلص الى الحد الادني ، المراقبون للحالة الاقتصادية هم الادرى عن تطورات حالة البطالة سلبا او ايجابا ، لكن المواطن العادي يقيس الأمور على عدد الأفراد الذين يجدون فرصة عمل من اهل بيته .
المشاريع الضخمة التي يتم الحديث عنها بين حين وآخر ، ربما لا نعرف عنها الا القشور ، فأحيانا تجدنا قد اعتلتنا حالة من البشر والحبور لدى سماعنا عن هذه الارقام، وهذه الأخبار الاقتصادية السارة، التي هي بهذا الحجم المعلن عنه ، وفي احيان أخرى ما تلبث هذه الفرحة حتى تتراجع أو تضمحل لاسباب عدة .
ولأننا نملك الطموحات ونحاول ان نبتعد عن العدمية والظلامية ما امكن ، فنتطلع كغيرنا من الشعوب الى الافضل في كل مناحي الحياة كتحسين المستوى التعليمي الذي تراجع عما كنا نعرفه ونشهده سابقا في قوة التعليم في كل مراحله من الابتدائية حتى الجامعة ، ونطالب بالتأمين الصحي للجميع ، كي لا يظل المريض او المصاب ملقى على باب اقرب مستشفى ما لم يتم دفع مبلغ محترم تحت الحساب ، اضافة الى ما دعى اليه جلالة الملك حفظه الله من عيش وسكن كريمين للمواطن الاردني القابض على الجمر، الذي لم يتحقق حتى يومنا هذا بالمقياس العملي .
طبعا وعلى ضوء ما ذُكر لا يخفى علينا شح ثرواتنا الاقتصادية لكن لدينا المواقع التاريخية والأثرية والسياحية ما يدفع الى استثمارات سياحية ان تدر دخلا كبيرا للبلد ، كما ان حالة الاستقرار التي يتميز بها الاردن يشجع اصحاب رؤوس الاموال لاستثمار اموالهم في بيئة آمنة ، كل هذه الميزات تدفعنا الى التفاؤل ، اذا ما احسنا التعامل مع الاستثمار وذلك بازالة كل المعيقات من امام المستثمرين ، ناهيك عن الاصلاح المالي والاداري المنشودين ،ومحاربة الفساد والفاسدين ، واشراك القطاع الخاص بشكل فاعل في عملية التنمية بدون معوقات او عراقيل ، ولا استطيع ان اتناسى الوضع السياسي وما يتطلع اليه المواطن من ضرورة اجراء اصلاح حقيقي للواقع السياسي وطريقة تسلم المناصب التي نراها ــ الى حد ما ــ حكرا على فئة محدودة من النخبة المحظوظة ، يهمنا جدا تعميم مبدأ عدالة تداول السلطة تحت ظل القيادة الهاشمية التي تسعى الى الاصلاح رغم الشد العكسي من بعض الفئات .
وبما اننا على اعتاب الشهر الفضيل ، تبقى الحكومة مطالبة بتوفير السلع باسعار معقولة وفي متناول الجميع ، والمواطن مطالب ايضا بعدم المبالغة في الاسراف والانفاق ، فهو شهر خير وبركة لا شهر نهم واسراف .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا