بقلم :

يعتبر المجتمع الأردني عموما، والبدوي خصوصا بأنه يُمثل مجتمعا ذكوريا أبويا الأمر الذي أدى إلى تهميش أي دور سياسي للمرأة في السابق بالاضافة الى ان الوعي السياسي للمراه لم يكن في مستوى ان تكون المرأه قادره على المشاركه السياسيه جراء سيطرة القيم الاجتماعيه وهي العادات والتقاليد والعرف ،حيث تعتبر هذه الادوات هي التي تهم المجتمع البدوي إضافة إلى نظرة ذلك المجتمع الذكوري للمرأة بالنظر إليها كانسان ضعيف بحاجة إلى الحماية الدائمة ، فالرجل البدوي يملك قرار المشاركة، والدور السياسي في القبيلة مرهون بسلطته، وبالتالي فان المرأة لا تمارس أي دور سياسي يؤثر في مجرى الأحداث .

ان الأعراف والعادات البدوية كانت ولا تزال تمثل أحكاما وقرارات مسبقة تمنع المرأة من القيام باي دور سياسي او المشاركه السياسيه وان المشاركه مقتصره على الرجل كونه رب الاسره وهو من يقرر ويحكم سلوكيات الاسره ، واقتصارها على ممارسة الأدوار الاجتماعية والاقتصادية بشكل أساسي.

وبالرغم ان موقع المرأة البدوية في السابق (في بيت الشعرومخصص لها مكان يسمى المحرم) حيث كان يسمح لها بالاطلاع الدائم على كل ما يدور في مجالس الرجال حول امور القبائل و اوضاعها ومشاكلها، و نزاعاتها وعلى كافة المسائل السياسية المتعلقة بها، و الاطلاع الدائم للمرأة البدوية على مجمل الاحداث جعل لها موقفا ورأيا في تلك المسائل يؤخذ به احيانا اذا كانت تتمتع بقوة الشخصية و الجرأة، و الذكاء و الاحترام من الاخرين.

ولكن في ظل ازدياد الوعي السياسي، والذي يعود لزيادة فرص التعليم والاطلاع المتحمس علي كل ما يتعق بالتعليم والثقافه فقد زادت مشاركتها في الحياة السياسية، وتمثل الانتخابات النيابية احدى نماذج المشاركة لديها، حيث اشارت بعض الدراسات الى ان نسبة مشاركة المرأة بلغت 54.6% من المقترعين في دوائر بدو الوسط، وهذا يشير الى اهمية مشاركة المراة البدويه في العملية السياسية النابع من قناعة المراه البدويه في المشاركه السياسيه ونزع غطاء القيم الجاثم على دور المرأه السياسي ومشاركتها السياسيه .

وتظهر الدراسات والابحاث التي تناولت مشاركة المرأه البدويه والتي بينت فيها الوضع والمكانة الاجتماعية للمراة البدوية الاردنية الى ان نسبة مشاركتهن في الانتخابات لعام 1997 بلغت 100%، و هذا يشير الى ان المراة البدوية تمثل اتجاها ايجابيا نحو الانتخابات و المشاركة السياسيه خاصه بعد ان تم تعديل القانون المتعلق بالانتخابات وسمي بقانون الانتخاب المؤقت والذي خصص قانون الانتخاب المؤقت ثلاث كوتات انتخابية للبدو، حيث خصص لهم حسب الدوائر (9) مقاعد: (3) مقاعد لبدو الشمال، ومثلها لكل من بدو الجنوب وبدو الوسط، ولا يحق لهم ان يرشحوا انفسهم عن اية دائرة او محافظة حتى لو انهم يعيشون فيها منذ الولادة. و انطبق هذا على المرأة البدوية، التي لم يسمح لها ان تترشح للانتخابات النيابية على كوتا النساء، فرفض ترشيح العديدات على اعتبار ان لهن كوتا خاصة بالبدو والمعروف مدى صعوبة نجاح أي سيدة ضمن ظروف الصوت الواحد، والعادات العشائرية .

لقد اتسمت المشاركه السياسيه للمراه البدويه بالقوه والمقارعه من اجل ايصال صوت المراه والمنافحه عنها وعن حقوقها في كافة الميادين وقد اثمرت هذه المشاركه بوصول عدد من النساء البدويات الى قبة البرلمان وقد مثلت هذه البرلمانيات الدوائر الانتخابيه التي اوصلتها قبة البرلمان خير تمثيل فتبنت صوت المرأه الاردنيه عامه وصوت المرأه البدويه خاصه واثبتت انها لها القدره على ايصال هموم المراه البدويه الى كافة مواقع اتخاذ القرار ومن خلاله تم وصول بعض النساء البدويات الى مواقع وظيفيه متقدمه واخذت دورها في المجتمع واخت تسير في اتجاه التحول والتعديل السلوكي سواء كان سياسيا او اجتماعيا او اقتصاديا وانعكس ذلك عليها ايجابا فاخذت تشارك في الندوات والمحاضرات والاعمال التطوعيه التي تفضي الى افادة المجتمع وتحقيق النمو المتعلق بالتنميه وتسريع عجلتها حتى يكون هناك مساحة مناسبه لتمكين النساء البدويات بشكل اكبر مما كانت عليه في السابق .

المشاركه السياسيه للمراه البدويه اليوم اصبحت اكبر مما كانت عليه في السابق وذلك بسبب التقدم المعرفي الذي اخذت تناله المراه البدويه بالاضافة الى ان مستوى التعليم اصبح اكثر ارتفاعا مما كان عليه سابقاً وذلك من منطلق ان التنميه اخذت تنتشر بشكل كبير في الباديه الامر الذي يتطلب مواكبة علميه ومعرفيه لمجاراة هذا التقدم ، فظهر هذا التحول بشكل لافت للنظر الامر الذي انعكس ايجابا على مشاركة المرأه البدويه في الحياه السياسيه .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا