حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 40256

"العربيزي" موضة أم إنهزامية ؟؟!!

"العربيزي" موضة أم إنهزامية ؟؟!!

"العربيزي" موضة أم إنهزامية ؟؟!!

27-03-2015 06:43 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا- معاذ ملكاوي- اللغة هوية الامة، وأعظم مقومات وجودها،والامم الحية تحافظ على لغاتها،والعلاقة بين مكانة الامة ومكانة لغتها وثيقة جدا،فاللغة هي الامة.
الحقيقة إن الامر يستدعي منا لحظة توقف وتفكير عميقين، لماذا نستبدل لغتنا الام الجميلة التي نعتز ونفخر بها بلغة اخرى؟ ألا يعني ذلك بأننا فقدنا واحدة من مقومات الامة وهي اللغة؟
لا ننكر بأن تعلم اللغة الانجليزية ذو فائدة كبيرة لنا ولمستقبلنا، لكن هذا لا يعني أن نقوم بتهميش هويتنا العربية واستبدال لغتنا العظيمة بلغة اخرى.
بعضهم يعتبر التعامل بالـ"عربيزي" اسلوبا يعبر عن الحداثة والعصرية ومواكبة لمفردات حضارية لا يستطيع الاستغناء عنها، وآخرون يستنكرونها ويعتبرونها إساءة للغتنا العربية وأصلنا العربي.
قال ابن خلدون: قوة اللغة في امة، تعني استمرارية هذه الامة بأخذ دورها بين بقية الامم، لأن غلبة اللغة بغلبة اهلها، ومنزلتها بين اللغات صورة لمنزلة دولتها بين الامم.
للوهلة الأولى تتفاجأة عندما تتكلم مع بعض الأصدقاء وزملاء العمل على شبكات التواصل الاجتماعي و "الواتس آب "بلغة 'الشات' أو 'العربيزي' كما يحلو للبعض أن يطلق عليها، التي لا اجيد استخدامها بالطبع، فتساءلت عن ماهيتها وأصلها .
فقررت ان اقوم ببعض الاتصالات الهاتفية مع بعض الاصدقاء للبحث والتمحيص في هذه اللغة التي يتم فيها استخدام الأرقام بين حروف الكلمة الواحدة حتى اتعرف عليها، وبدأ ذلك مع استخدام الهواتف النقالة غير المعربة لإرسال رسائل قصيرة ،بين الأشخاص الذين لا يتحدثون أي لغة أجنبية ثم تطور الأمر إلى الدردشة عبر الإنترنت ،وربما لأن أوائل تطبيقات التشات كانت تواجه مشاكل مع اللغة العربية أو لأن بعض الناس يجدون استخدام الأحرف الإنجليزية أسهل من استخدام الأحرف العربية على لوحة المفاتيح الخاصة بالحاسب حيث يستخدموها في الدراسة أكثر.
وعرفت عندها ان كل رقم يكتب في هذه اللغة فإنه يحل بدلا لحرف من حروف اللغة العربية، وذلك رغبة منهم في ايجاد لغة مشفرة لا يفهما إلا قلة قليلة من الناس.
ومثال على ذلك.. فإنه يتم كتابة رقم “2″ بدلا من الهمزة، و”3″ بدلا من العين، و”5″ بدلا من الخاء، و”6″ بدلا من الطاء، و”7″ بدلا من الحاء، و”8″ بدلا من القاف، و”9″ بدلا من الصاد.
إن دل هذا الشئ فإنما يدل على اجتياح بل تغلغل الثقافة الغربية في عقول شبابنا وأطفالنا لدرجة التقليد الأعمى حتى لو كان له أكبر الأثر السلبي على تاريخنا وأدبنا العربي, ومع هذا ستبقى معاناتي مع هذه اللغة 'العربيزي' او لغة الشات سموها ما شئتم.
من جهتهم أجاب العديد من الشباب حول استخدامهم للغة “الشات” أو “العربيزي”، قائلين بأنها أصبحت لغة العصر ومن لا يستخدمها فهو جاهل وغير مواكب لثورة الاتصالات والتكنولوجيا التي كل يوم تظهر على الساحة بشيء جديد وفق قولهم.
بدوره أوضح عبدالله سليمان فني صناعات كيميائية معلقا على هذا الموضوع: “لقد تعودت على استخدام هذه اللغة فهي مختصرة وتعبيرية أكثر من اللغة العربية التي وصفها بـ 'الجمود' على حد تعبيره.
فاللغة الانجليزية 'والحديث له' تدخل عليها كل فترة من الزمن العديد من الكلمات العامية التي يتعارف عليها الشباب وتنتشر بينهم وتدرج في القواميس المعروفة عالميا، فقاموسoxford” ” أدخل إليه العديد من الكلمات العامية للاختصار وأصبحت مثلها مثل أي مصطلح أصلي.
يستدل عبدالله بذلك على الاختصار الذي طرأ على الحرفين  بالانجليزية  “t.c”، فهي اختصار لكلمتين معناهما: اعتن بنفسك، فبدلا من كتابة كلمتين اختصر على نفسي واكتب حرفين يوصلان المعنى للمرسل إليه، وبذلك اختصر الوقت والجهد” يقول عيسى.
 أما معلمة اللغة العربية سكينة عبيدات تقول: “أغضب كثيرا من بعض التلاميذ عندما يتحدثون الي بهذه اللغة .
سكينة ترجع السبب في تداول هذه 'اللغة'  لـ”الفضائيات والانترنت والفيسبوك”، لافتة إلى أن الطلاب تعلقوا بها كثيرا، منوهة إلى أنه لا يمر يوم إلا ونسمع من الطلبة عن والتعليقات التي يكتبونها لبعضهم البعضعلى “الفيسبوك”، والتي غالبا ما تكون بلغة “الشات” أو 'العربيزي'ز
من جهته يرى الطالب الجامعي محمد صالح أن هذه  الظاهرة“ مسألة لا يصعب حلها فأغلب الجامعات الرسمية تدرس التخصصات باللغة الإنجليزية وبذلك تختلط اللغتان ويجبر المتكلم أو الطالب على استخدامها، عوضا عن الطلاب الذين يدرسون في الدول الأجنبية ويجلبون معهم هذه اللغة الدخيلة على حد وصفه.
وأضاف، أن أغلب الشركات والمؤسسات الخاصة تشترط في التقدم للوظيفة المعرفة التامة باللغة الإنجليزية والانترنت التي يتوجب فيها استخدام الاختصارت ولغة الشات التي تسهل العمل”.
إلى ذلك بين الخبير في علم الاجتماع عمر مضر ' ان هذه اللغة جاءت نتيجة الغزو الثقافي والاجتماعي الغربي للشعوب العربية، مشيرا في ذلك إلى محاولات التغريب والابعاد التي مارسها الغرب على الشعوب لإبعادهم عن لغتهم في عملية أطلق عليها اسم 'الاحلال الثقافي' .
واعتبرمضر في معرض حديثه أن هذه 'اللغة' ليست غزوا أو تناقح ثقافات بين الشعوب بل هي غزوا ثقافيا خطيرا، داعيا الجيل الناشئ إلى أن يعي ذلك، مطالبا إياه بالعودة الى مؤلفات العلماء العرب كابن رشد والغزالي الفارابي ابن سينا.
وفي النهاية لا يمكن التغاضي عن دور الأهل والأسرة والمدرسة، فإنه يقع على عاتقهم دعوة الأبناء إلى الحرص على لغتنا العربية الأم، وتوجيهم للإعتماد عليها في أعمالهم اليومية خاصة خلال مخاطبتهم للآخرين لتكون أساس التواصل في علاقاتهم.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 40256

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم