حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,27 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 17339

الملك والشعب يسقطان القانون

الملك والشعب يسقطان القانون

الملك والشعب يسقطان القانون

18-09-2014 11:18 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
حالة السرور التي غمرت مشاعر الأردنيين باسقاط قانون تقاعد النواب بإردة ملكية سامية ، جاءت تلبية لرغبة جماهير شعبنا الأردني الذي يعيش حالة من التقشف والحرمان، على ضوء الاوضاع الاقتصادية المتردية ليس في الاردن فحسب ، بل في معظم منطقة الشرق الاوسط باستثناء الدول النفطية .
اعضاء مجلس الأمة الذين صوتوا لصالح القانون لم يكونوا موفقين في الاختيار ولا التوقيت ، فخرج القانون نشازا أغاظ مكونات الشعب الأردني بكافة اطيافه ، على اعتبار ان اقرار قانون على هذه الشاكلة سوف يرهق خزينة الدولة ، التي تعاني أصلا من عجز واضح ، الأمر الذي لم ولن يصب في مصلحة البلاد العليا ، كما ان من شأنه ان يزيد المديونية ، التي ربما ستصبح سيفا مسلطا على رقبة صانعي القرار في البلاد ، والمس بسيادة الدولة .
الرفض العارم لهذا القانون دفع الناس للاعتقاد ان النواب استطاعوا تفصيل هذا القانون على مقاسهم لوحدهم ، في خطوة لا تخلو من الأنانية الشخصية ، دون الالتفات الى مشكلة المعلمين التي لم تحلّ بعد ، اضف الى ذلك ان ثمة قطاعات اخرى تشكو الفقر وتنتظر دورها في الاضراب عن العمل للضغط على الحكومة لزيادة رواتبهم وتحسين اوضاعهم .
النواب نسوا او تناسوا جيوب الفقر في الاردن وتناسوا طوابير العاطلين عن العمل ، فعملوا لمصلحتهم الذاتية بدلا من العمل مع الحكومة لحل هذه المعضلات التي تؤرق مضاجع الوطن بأكمله ، فاختزلوا كل هذه المشاكل والتحديات في حل مشكلة تقاعدهم ومساواتهم بالوزراء ، علما ان الكثيرين من ابناء الشعب الأردني غير راضين عن أداء هذا المجلس قبل بزوغ فجر قانون التقاعد الخاص بهم الذي أفل قبل ان يجف الحبر الذي كُتب به .
جلالة الملك من عادته ان يراقب كل الاوضاع عن كثب صغيرها وكبيرها ، وهو يدرك تماما ان الموافقة على قانون كهذا له تداعيات ، سوف تغضب شعبا يتطلع لقيادته كراع كريم مسؤول عن رعيته ، وجلالته في ذات الوقت يدرك الحالة الاقتصادية التي يعاني منها ابناء شعبه الصابرين المرابطين في وجه تحديات داخلية وخارجية لا تخفى على أحد ، فالورقة النقاشية التي طرحها جلالته قبل ايام قلائل لا تتفق مع اقرار قانون يخدم حفنة قليلة من ابناء الشعب الأردني اضحى همها رفاهها وترفها على حساب المصلحة العامة للجماهير الكادحة .
الحقيقة التي لا مراء فيها أنه بمجرد التصويت على القانون في الجلسة المشتركة لمجلسي الأعيان والنواب ، والفوز بأغلبية اعضاء مجلس الأمة ، كانت الفعاليات الشعبية الغاضبة تراهن على رفض القانون وردّه من قبل جلالة الملك ، الذي يعي نبض الشارع الأردني جيدا ، فكانت ارادته السامية التي قطعت قول خطيب ، نزلت بردا وسلاما على قلوب الأردنيين جميعا .
من شدة فرحة الأردنيين خرجت الآن اصوات تنادي بحل مجلس الأمة الذي اعتبروه يعيش في واد والشعب الذي انتخبه يعيش في واد آخر ، المتندرون سموها فقسة وسموها اسماء أخرى ، في المحصلة الرابح هو الشعب الأردني الملتف حول قيادته التي لم تخذله أبدا .
في هذا السياق اود ان اشير الى ما قاله أحد ( اختيارية ) حي العلكومية في خريبة السوق جنوب عمان وهو يتحدث في حلقة مع أقرانه من كبار السن، اعتادوا ان يتجمعوا تقر يبا كل يوم تحت شجرة زيتون وافرة الظلال ، يحتسون القهوة العربية ( السادة ) وبعضهم يدخن ( الهيشي ) الدخان العربي الذي يقومون بلف السيجارة يدويا بورق ( الأوتومان) ومنهم من لديه ( سبيل ) أي غليون طويل القصبة . يقول هذا الشيخ ما معناه بأي حق يقوم اعضاء مجلس الأمة يشرعون لأنفسهم هذه الرواتب التقاعدية الضخمة ،(مش شايفين الناس واكله هواء !! أي علي الجيرة بعضهم ما بسوا كحاتة !!! فعرفت منه ان الكحاته هي الكبريتة )
بقي ان نوجه تحية تقدير للنواب الذين لم يصوتوا الى جانب القانون لقناعتهم ان مثل هذا القانون جاء في غير وقته ولا مكانه المناسبين .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 17339
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم