بقلم :

بأي حـــال عُــــدت ؟

بأية حال عُدت بعيدٌ ام من بعيد ، عُدت والباسقات مازالت تعانق السماء ... تطاول السحاب فخرا طلعُها نضيد ، على الفرات... على دجله ترخي الجدائل سعفها شوك عنيد ....؟
بأية حال عُدت والُذُل مازال سيفا في الوريد ... والدمع غمدا تائها كالوليد ...؟ أسفي على الذين غدوا .... أواه لم يبقَ من الحلم إلا شظية في كف الشهيد ....
بأية حال عُدت والغيم عاقر ... والمطر شيخ غزاه الحقد ... والأرض كسلى ... والورد يبكي ..... أمسى مرتعاً للشبيحة والغزاة ، والعبيد ....؟
بأية حال عُدت ....؟ و القمر مترنح هناك في الأفق البعيد .... متوشحا عباءته متكبرا .... ثملا من العظم حتى الوريد .... والشمس تغزل من خيوطها هدبا ليوم جديد ... تروي المساء من عينيه ... ويقول هل من مزيد ....
بأي حال عُدت ..؟ وما زلتُ أنتظر كل يوم ... كل مساء قدومها... أنتظر صورتها .... أنتظر عبيرها ... أنتظر كل شي فيها علّها تأتي... ويأتي المساء ولا تأتي ....
بأية حال عُدت ... أناديها ... أناديها ... أغازلها .... أسامرها ... هيا انفضي الحزن ... هيا انثري العطر ... تعالي ... وها أنت جئت وعُدت كما الخيل خارجة من حبل مجريها .... ما زلت أناديها .... ما زلت اناديها .
بأية حال عُدت..؟ والفستان ما زال مشنوقا في أخر الظلام ... والعقد والمحبس ينتحران هياما في الغمام ... والزهر يسافر بحثا عن الندى... والقمح يذوب في البيادر .... والسنابل منثورة على وجنتيها ... وحدودها مغلقة كلما جئت أسافر ... أسافر إليها ... مغلقة حتى في الأحلام ...

بأي حال عُدت وروحي في معصميها دُملجُاً ....
ولكني لا أحب القيود في يديها

كل عام وحالكم وعامكم بألف خير
وتقبلوا أمنياتي بعيد اذا جا ئكم عساة سعيد
*اليك غزة يا درة البلدان

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا