حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 20465

سقوط بغداد واستشهاد المتنبي

سقوط بغداد واستشهاد المتنبي

سقوط بغداد واستشهاد المتنبي

10-04-2014 09:43 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : النائب السابق يونس الجمرة
يوم سقوط بغداد كان زلزالا جرّاء عملية الصدمة والترويع ، لم تكن الصدمة موجهة ضد بغداد وحدها ، بل كانت من أجل ترويع الأمة وتركيعها ، ... ما أصاب بغداد كان عارا على الأمة بأكملها ، ... فقد كانت بغداد ضحيّة العرب والعجم ، بغداد المنصور ... بغداد الرشيد ... و بغداد كعبة السلام ، كان قاتلها من تذوق طعم القتل واستساغه وغاص في دماء خمسين مليون هنديا أحمر من قبل ، فتنافخ العرب بسقوطها شرفا ليصبّوا الماء على يدي القاتل ، وزمّر البعض وطبّل وشرب نخب سقوطها ... ولم يتوقعوا في يوم ما أنّ لعنة بغداد ستطاردهم واحدا تلو الآخر ولو بعد حين .
سقوط بغداد أشفى غليل البعض وأدمى قلوب الآخرين ، بغداد التي قـبّـلت أرض فلسطين بتسع وثلاثين صاروخا ... لم يدرك العرب أنّ سقوطها كان سقوطا لهم ، فلم يسجل التاريخ فرحة أمة بسقوط جزء منها ... كما زيّن العرب تاريخهم بهذه الترّهات .... وها هم يعانون من ويلات ما جرى لها ، ظنّ العرب أن الأمة بعد طول سنين وبعدما جرى لبغداد أنهم سيكونون طيّعين ... هيّنين ... ليّنين ... يسوسهم حكامهم كما يشاؤون ، ولم يدركوا ان الشعوب قد يطول صبرها ... لكنه لا ينفذ ، ... وظنوا أنّ الشعوب تبحث عن حب الحياة فأخطاوا ، ... وظنوا أن الشعوب تلهث وراء لقمة العيش فأخطاوا ، ... وظنوا أن البصطار الأمريكي سيمكنهم من رقاب الشعوب فأخطأوا .
لم يدركوا بسقوط بغداد أنهم سيصبحون خارج التاريخ ، لا يقوون على أكثر من كلمة (..... ) يتفوهون بها ، والأمم من حولهم تنهشهم ، فما لجرح بميّت إيلام ، لم ينظروا من حولهم كيف تتحوّل الأمم إلى إعصار ، لم يعتبروا ولا عبرة لمن لا يعتبر ، فاليوم خمر وغدا أمر .
سقوط بغداد رسم الطريق إلى تشويه الأمة بكاملها ... تشويه تاريخها ... تشويه ثقافتها .... تشويه دينها ... فكثرت المذاهب وزادت المصائب ، فالتكفير والقتل والتدمير والإرهاب ألصق بالأمة وهو صنيعة الغرب ، ... فقتلوا بغداد ... وقتلوا فيها المتنبي ، ظنّا منهم أن يولد متنبي آخر على أيديهم ، فهذا الأخير لم يتعلم عروض الشعر وقوافيه ، ... ولم يتدرب على حمل السيف ، أما المتنبي الأصيل فلم يهرب من المواجهة ، .... وسألوه ليتأكدوا أأنت القائل ؟
الخيل والليل والبيداء تعرفني ....... والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فأجاب بنعم واستلّ سيفه وبقي يقاتل حتى استشهد على أرض بغداد ، حيث قامات النخيل العالية ، ودجلة والفرات ، والتاريخ بكل عمقه و مفرداته ، فكانت فلسطين على شفتيه ... وكانت الشهادة آخر ما ودّع بها الدنيا .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 20465
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم