حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,27 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 38451

سيدي عبدالله .. شكراً

سيدي عبدالله .. شكراً

سيدي عبدالله  ..  شكراً

12-04-2016 01:57 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس عصمت حداد
عظيمةٌ هيَ أرض الأردنِّ بتاريخها وشعبها الأصيل وقيادتها الفذةِ ، عظيمٌ هو وطني بِوِحدتِهِ الوطنيةِ التي هي صمام أمانه ، وحدتهِ المتأصلةِ في جذور التاريخ الأردني .. ولا يمكن لأي أحدٍ أن يزايد عليها ؛ فالأردن بلد التعايش والوحدة والوئام ، شعاره الدين لله .. والوطنُ للجميع ، في وطني يتعانق الهلال مع الصليب ، أبناؤه يعيشون ويتظللون تحت سماءٍ واحده ، هم جزءٌ من الأرضِ ورائحةِ التاريخِ ومذاق الإتحادِ والوحدهْ ، فحافَظوا على وحدة هذا التراب منذ أمدٍ بعيدْ ، وسالت دماؤهم - مسلمين ومسحيين - فوقَ ترابِ هذه الأرض الطيبةِ.. لترفع علم الشموخ والانتصار على مدى عقود وعهود طويلة زاخرة بأمجاد هذا الشعب ، في وطني.. المسلمُ والمسيحيُّ .. أخوةٌ بوحدة الدم والأرض والتاريخ ، تتأصل في نفوسهم نَفْسُ العقيدةِ. حيثُ الإيمان بالله ونبذ الحروب ، ويتنفسون نَفْسَ المفاهيم السمحة التي تحض على الكراهية والتناحر ، فالإسلامُ دين السلام .. والمسيحيَّةُ دين المحبةِ ، وعلى هذهِ الأرضِ .. نحيا بالمحبة والسلام .

ولأن العروبة بكل مكوناتها هي عبارة عن مظلة يتظلل تحتها المسيحيون والمسلمون .. على كافة مذاهبهم وطوائفهم وتياراتهم الدينية والسياسية .. فإنه ليس بغريب على وطني الأردن - حيث عاش المسلمون والمسيحيون إخوةً منذ الأزل ، تشاركوا الأفراحَ والأتراحَ ، وسالت دماؤهم معاً على أرض فلسطين .. وتباركت من مياه نهر الأردن المقدس - أن يقدم ويتبرع قائدُ الوطن المعظم .. حفيدُ الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم.. جلالة الملك عبد الله الثاني ، وعلى نفقته الخاصة ، لترميم القبر المقدس - قبر السيد المسيح - في كنيسة القيامة بالقدس ، فالهاشميون على مدى عصور التاريخ .. كانوا يتمتعون بصفاتٍ تؤهلهم للقيادةِ .. وهم متشابهون فيما بينهم ، فهذه هي أعظم أسرة أثراً في تاريخ العرب والمسلمين ، تجلَّتْ حياتهم كلها بالعمل الجاد والمسؤولية تجاه شعبهم وأمتهم ، ولهم دورٌ فريدٌ .. وبصمةٌ واضحةٌ في الحفاظ على المقدسات المسيحية .. شأنها شأن المقدسات الإسلامية في القدسِ والأراضي المحتلة.

وفي ظل الظروف القاسيةِ والمريرةِ - التي تمر بها المنطقة ، وسيلان الدماء في عدد من البلاد العربية على خلفيات متنوعة ، بما فيها الطائفية والتكفيرية وسواها - فإن أصواتاً تعلو منبهةً إلى أخطارٍ كبيرةٍ تُحدِق بمسيحيي المشرق الذين ينتمون إلى العربيةِ قوميةً وحضارةً ولغةً وثقافةً وأرضاً وشعبا ، ولهذا جاءت المكرمة الملكية الساميةُ .. لتؤكد على مبدأ المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات بين كافة أبناء الوطن ، وكأن لسان قائد الوطن المعظمِ يقول لنا : إن ما أصاب صيغة التعايش اليوم من اهتزازٍ .. هي حالة طارئة قامت بها شرذمةٌ من البشرِ في العراق وسوريا .. تنكّرت لكل روابطِ التاريخِ والوطنِ ، وخرجت على مبادئ الأديان الداعية للتسامح وكرامة الإنسان ، فأصابتْ بوحشيتها .. المسيحييّنَ والمسلمينَ ، ولا شكَّ بأنهم حالةٌ طارئةُ وشاذةٌ غريبةٌ عن قيمنا الإسلامية والمسيحية ، ولن يُكتَبَ لها البقاء.

وبدورنا نحن المسيحيين في هذه المناسبة نقول لِأُخوتنا في الوطن ، ونقولُ لقائد الوطن المعظم .. أننا جبهةٌ واحدةٌ ، جبهةُ حياةٍ في وجه هذا التطرفِ .. وحماية المقدسات ، معاً نقف في وجه الإرهاب ، ملتزمين ثقافة المحبة والتلاقي بين جميع خلق الله ، معاً نقف في وجه ثقافة الخوف والترهيب ، وبها نعلن في وجه من يريد التفرقةَ بيننا .. بأننا شعبٌ واحد ووطنٌ واحدْ ، وأن إنسانيتنا وعروبتنا وماضينا وحاضرنا ونضالنا المشترك.. وإيماننا بالله الواحد خالق هذا الكون وخالق الإنسان .. كلُّ هذا أقوى من التطرف والإرهاب ، معاً سنقف في وجه الموتِ المهدِّد لنا ، معاً سنواجه ثقافة الانفصال والتفرقة والعزلةْ ، معاً نرفض المبدأ القائل بِأن هناك أقليات دينية بحاجة إلى حمايةٍ طالما نحن على هذه الأرض المباركةِ .. في وطن المحبة والسلامِ .. وتحت قيادة أبي الحسينِ المعظمِ ، نشربُ من نبعِ هذه الأرضِ .. ونأكل من ثمرها.. راسخين فيها .. متأصلين بوحدة الدم والأرض والمحبة والسلام.

ويبقى أن نقول بأن منطق الأخوَّةِ بيننا.. هو الذي يشكّل أساس نهضتنا وخروجنا من فتنة التطرّف والإرهاب، وكما قال الشاعر القروي رشيد سليم الخوري :

يَا قَوْمُ هَذا مَسِيحِيٌّ يُذَكِّرُكُمْ ـــ لا يُنْهِضُ الشَّرْقَ إلاّ حُبُّنَا الأخَوِيّ

ونقول لجماعات التكفير والإرهاب التي تريد أن تزرع بإرهابها الكراهيةَ والعداوةَ بيننا: خسئتم أيها الحاقدون الأرذال ، خسئتم وخسئ مسعاكم أيها الجبناء الرجعيون ، خسئتم أيها القتلة وخاب فالكم ، نحن لن نضل الطريق لأنَّ لنا وطن نحبه ونتمسَّكُ به ، أما أنتم فلا وطن لكم ، لأن وطنكم هو حيث مصالحكم الانتهازية الخائنهْ ، وطنكم حيث الظلم والقهر ، وطنكم حيث الحقد والقتل ، عودوا إلى جحوركم أيها المتآمرون ، لن تنالوا من عزيمتنا وصمودنا ومحبتنا لقائدنا ووطننا وإخواننا في الوطن والعروبة ؛ فالشعب واحد .. والوطن واحد .. واللغة واحدة .. والتقاليد نفسها .. والهموم واحدة .. والمعاناة واحدة ، والتطلعات واحدة ، هكذا صُغنا التاريخ مجتمعاً واحداً .. وكياناً واحداً لا يقبل القسمة على إثنين ، معاً عشنا بهذا الشرق دهراً ولن نرضى بغير الحبّ دِيناً .

حمى الله الأردن أرضاً وملكاً وشعباً من كل مكروه ، والمجدُ والخلودُ لشهداءنا الأبرار ، وأدام الله عليه نعمة الأمن والاستقرار .. لِيظلَّ وطنَ التآخي والمحبةِ والتسامحِ الدينيِّ .. وأرضَ الصمود والشموخ المكللِ بِغارِ الكبرياءِ و الإباءِ .. أمد الدهرْ .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 38451
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم