بقلم :

بداية....لا بد من الإعتراف بأن عهد الصحافة الورقية قد شارف على الإنتهاء …وأكاد افول ان العد التنازلي لتلك النهاية قد ايتدأ ..والبديل للصحافة الورقية هو ما اصبح معروفا باسم الصحافة الإلكترونية …هذه الصحافة الناشئة والتي اثبتت انها البديل الديمقراطي لصافة النخب السياسية والفكرية والثقافية …واعني بها الصحافة الورقية …لقد تربعت الصحافة الورقية على رأس هرم المنظومة الإعلامية والثقافية على مدى اكثر من 500 عام …ونفس التقدم التكنولوجي الذي قفز بالصحافة الورقية قفزات هائلة ونوعية جعلتها وسيلة لا غنى عنها للتزود بالثقافة والعلم والمعلومات …هذا الثقدم التكنولوجي هو نفسه الذي يسحب البساط الآن من تحتها لصالح الصحافة الإلكترونية …وقد لا أكون في حاجة الى بذل المزيد من الجهد لإثبات أن المستقبل محسوم منذ الآن للصحافة الإلكترونية…وذلك يعود لعدة اسباب …من اهم هذه الأسباب هو ان هذا النوع الجديد من الصحافة قد حفز وشجع الكثيرين من الكتاب واصحاب الرأي والفكر ..شجعهم عل خوض غمار الكتابة والنشر عبرها ضمن سقف مرتفع جدا من الحرية لا يمكن ان تتحمله الصحافة الورقية بحكم عوامل كثيرة ليس هنا مجال الخوض بها …ولكن كلنا نعلم مدى ما كان يكابده الكاتب او المبدع او صاحب الرأي في سبيل نشر ما يريد في الصحافة الورقية …وعامل آخر في منتهى الأهمية وهو عامل (التفاعل ) بين الكاتب والقاريء …هذا التفاعل الذي نراه يتجلى من خلال التعليقات التي يكتبها بعض القراء على ما يكتبه الكتاب ..والذي ( دون شك ) يغني الفكرة المطروحة ويثير التساءلات حولها ويحاول الحصول على الإجابات المناسبة …إذن …وحتى يؤتي النشر الإلكتروني ثماره ..لا بد من تشجيع الحوار والتفاعل مع ما يكتب وينشر على هذه المواقع الإلكترونية …فبدون مثل هذا الحوار يصبح النشر الإلكتروني فاقدا لأحد اهم مبررات وجوده اصلا …لقد خضعت جماهيرنا العربية طويلا …شأنها في ذلك شأن باقي الشعوب والأمم …الى سيطرة المتنفذين ومافيات كتاب القطعة ومرتزقة الأنظمة والحكام …وتأتي الصحافة الإلكترونية لتعمل على انعتاقنا من هذه الهيمنة …ونكون مغفلين إن نحن سمحنا لهذه الفرصة أن تمر دون أن نستغلها افضل استغلال..لما فيها من تعزيز لعملية الحوار الديمقراطي عبر التعليق على المقالات والحوار حول هذه المقالات والتعليقات التي عليها …ومن هنا يأتي ندائي هذا الى كافة السادة القراء وزوار هذا الموقع المتميز ..بأن يكثفوا من تعليقاتهم على المقالات وأن يشاركوا بكل جدية في الحوار المتمدن والجاد والبعيد عن الشخصنة والمماحكات الرخيصة التي لا تفيد قضايانا والبعيد ايضا عن الإسفاف الرخيص والشتائم والسباب وتوجيه الإتهامات للآخرين كيفما اتفق ودون ان ننزلق الى مواقع نجد انفسنا فيها الجلاد والحكم في نفس الوقت ..وأن يتسع صدر الجميع لهذه التعليقات وهذا الحوار مساهمة منا جميعا في ترسيخ ثقافة جديدة في مجتمعنا تحترم الرأي الآخر وتحترم التنوع وتقبل الإختلاف وتحاول ادارة هذا الخلاف بصورة راقية وحضارية …

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا