بقلم : المهندس احمد الكساسبه
ان عمر ايمانويل ماكرون 39 عاما ولكنه فازرئيسا لجمهورية فرنسا عند شعب يقارب السبعين مليون في انتخابات جرت بنزاهة وسلاسة وتنافس سوي خال من كافة انواع الانفصامات والاعاقات النفسية. وهنا لا انكر ان لدينا هيئة مستقلة تدير العملية الانتخابية وهناك اشراف امني على الاجراءات ...ولكن المستوى الشعبي العشائري والعصبي يراوح مكانه في تداول هذا الكائن الغريب"الانتخابات"..اذ لايجتمع هذا الكائن مع الخشونة والصلافة والعنجهية واللامبالاة والفقر العقلي والفكري والسياسي ....فالكارثة تكمن في الفارق الزمني الكبير بين الثقافات والانتخابات اذ ان معظم افراد المجتمع يتطفلون على السياسة بدءا من ذيلها ووقوفا عند ذيلها ...بما فيهم الطبال والراقصة والكنترول وابن الشارع ،اضافة الى من ينصب نفسه واعظا طوال العام لدرجة انك تحس انك امام ابن تيمية ..ولكنه يخلع هذا القناع ايام الانتخابات ويعود الى طوابير المجانين " افزعوا يالنشامى ..عليهم عليهم "...فتنتهي الانتخابات والفزعات فيعود الى قناع الواعظين حيث وظيفته الاولى !!
وعلى صعيد آخر، ومن المبكي المضحك..ان تجد الاف مؤلفة من انصار مرشحي اللامركزية يعملون ليل نهار في الميادين وعلى مواقع التواصل وذابحين حالهم...." زلمتنا نازل ع المركزية " !!!!! ...انتبهوا...المركزية !!!( لينسف المفهوم تماما).
فأساس العلة أن الديمغرافية المختلطة والنشطة اقتصاديا لاتنتخب ،والديمغرافية العشائرية تتناحر، ولو وصل النوعان الى ادراك اهمية الانتقاء من اجل التنمية والتطويرفقط..لانتخب الاول وتفهم الثاني معنى الانتخابات....
باختصار ...كل هذه التركيبة ...بالجملة ..تعطيك انطباعا ومؤشرا ..ان بيننا وبين ادراك معنى الانتخابات (شعبيا ) وتداولها وممارستها....عشرات السنين ..وهيهات هيهات ...ومع ذلك تستمر الدورات والحال يراوح مكانه بشريط مكرر.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا