سرايا - سرايا- عيد العمال الذي يصادف في الاول من ايار من الاعياد التي تثقل نفوس مسؤولي الحكومة، وعادة ما يتكبدون على مضض عناء بث رسالة الى العمال في عيدهم، وغالبا ما تختصر الرسالة بعبارات سريعة وقصيرة مكررة، ومفادها ان «العمال واصحاب العمل» شركاء في عملية الانتاج.
في الاردن امتيازات عمالية تاريخية تنهار واحدة تلو الاخرى، ولم تشأ اطراف معنية حكومية ونقابية التفكير خارج الاطار التقليدي بتوصيف حدود الانهيار واتساع مساحة هدم الحماية الاجتماعية للعمال على اختلاف القطاعات الانتاجية التي يعملون بها.
سنوات طويلة حرم بها العامل الاردني من مراجعة عادلة للمعدل العام للاجور وربطها بمعدلات التضخم وارتفاع الاسعار، ولا اقول هنا الحد الادنى للاجور حيث ان القرارات التي اصابت الحد الادنى للاجور لم تحقق اي مردود اجتماعي ومعيشي ايجابي على المعدل العام للاجور. الهيكلة والتصحيح الاقتصادي العام الذي تسير حكومات متتالية على هداه يخدم مصالح الطبقة الرفيعة والعليا في المجتمع.
واكثر ما قد يحتفل به العمال الاردنيون في عيدهم تسريحهم عن العمل وخسران وظائفهم وانضمامهم الكمي الى جيوش العاطلين عن العمل، بعدما جردوا من حقوقهم، واسهمت سياسات عامة باحلال العمالة الوافدة «الاجنبية « محلهم في مهن كثيرة.
ولربما أنه من الافضل في عيد العمال مراجعة المعدل الواقعي والحقيقي للبطالة والفقر، بعيدا عن الارقام الرسمية التي تجافي الحقيقة والموضوعية.
واكثر ما هو ضروري في عيد العمال مراجعة مفهوم الفقر في اطار الحالة الاردنية اجتماعيا واقتصاديا، فيبدو أننا في الحقيقة أمام ملامح لحسابات جديدة تشير الى استشراء ما هو الّعن من الفقر، انه العوز والتهميش وقلة الحيلة والشعور بالانصياع والخضوع.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا