بقلم : فراس الطلافحة

تأكد يا إبن بلدي أن أمك كأمي ليست أكتر النساء جمالاً ولا حكمه ولا شباباً ولا رائحة ثوبها أجمل من أثواب الباقيات ولكن هي الغريزه التي تحفز بك هذا الشعور فنرى أمهاتنا أجملهن وأرقهن وأكثرهن حكمه وشباباً لأنهن أمهاتنا وكذلك بلدك لا هي أجمل البلدان ولا أغناها ولا أكثرها تطوراً ولن يسألك ويلومك أحد لماذا تحبها كل هذا الحب لأن من الطبيعي أن تفعل ذلك فالأردني والفلسطيني والسوري واللبناني والمصري والكل من الطبيعي أن يحب بلده ويتمنى لها كل خير وأن تكون أكثر البلدان تطوراً ومدنيه وغنى ونظافه وأقل تلوثاً وأقل إزدحاماً بالمركبات ولكن كيف ؟ ..... هذا هو السؤال المهم .

يجب أن نعمل معاً عشره عشرين ثلاثين عاماً فما الذي يمنعنا ؟ وجدت إجابه أن الذي يمنعنا هو نحن وما بداخلنا من هواجس بالفشل وعدم إدراك التطور ومجاراة الغير وممن سبقونا من الأمم , فالبعض منا يرى الإصلاح في يوم وبعضنا يرى الإصلاح في عام والبعض في ألف عام والبعض ربما لا يرى أمل في الإصلاح أبداً ويجب أن نرضى بما نحن فيه لأنه ليس بالإمكان أن نكون أفضل .

لقد كنا في يوم من الأيام أكثر خلُقاً وإنضباطاً وأكثر نظافةً وتفاؤلاً وكان هناك رجال في كافة المجالات في السياسه والفن والدين والعلم وفي المدرسه والبيت والعمل لكن كيف عقمت بلادنا ونساؤنا فلم تعد تنجب من طراز هؤلاء الرجال هل نحن في آخر الزمان هل نحن نسير لشطب أمتنا من خارطة العالم ونقفل بوابتها ونعود لكبوتنا الطويله .

من الذي أعطى الحق لنفسه ليحيل أمتنا إلى التقاعد من مصاف الأمم ويحيل أوراقها لفضيلة المفتي ليحكم عليها بالإعدام وإن كان ولابد فما هي هذه الجريمه التي إستحقت عليها هذه العقوبه أنا أقول جريمتها هي أننا أبناؤها ولأننا رفعنا راية الإستسلام وسجدنا لشيطان أنفسنا وركنا له وحكمنا على أمتنا بالفشل والموت والسقوط .

من يعتقد أن بلادي ستسقط ويراهن على ذلك فهو واهم بلادي حيه ومن حقي أن أفخر بها وأقاتل لأجلها وأدافع عنها فهي أمي إبنتي زوجتي أختي حبيبتي , الوطنيه الحقه هي ليست شعارات ولا أغاني بلا معنى نَسمعها في أفراحنا ومناسباتنا وفي سياراتنا وغرف نومنا فتكرار هذه الأغاني ما هو إلا إفلاس في الوطنيه وليس لأنها جميله فلو أنك قلت في كل مناسبه أنا رجل نظيف أنا رجل شريف لشك الناس كثيراً في نظافتك وشرفك إذاً لا بد من إعادة الثقه بأمتنا وأنفسنا وإزالة الشك من داخلنا فكيف سيخرج الحي من الميت تلك معجزه إذاً فالإصلاح تأكد لايخرج من الفساد ولا ينطلق من أبوابه فالنجفف النبع أولاً لنقضي على البعوض لا أن نكافح البعوض فقط .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا