بقلم : عزالدين الفضول
خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف، وبالرغم من ذلك نأبى إلا بالبحث عمن يشبهنا بالأفكار ويؤيدنا بالقرارات ويوافقنا بالآراء. الرئيس يقرب إليه من يتماشى مع قراراته ولا يعارض ويبعد كل معارض ومناكف، الزوج يبحث عن زوجة يوافق ذوقها ذوقه وتحب ما يحب وتكره ما يكره، الأب يقرب من أبناءه المتماشي مع هواه ويتجنب الآخرين.
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي تتكرر القضية، فنحن نصادق من يوافقنا الرأي ويشجع ويصفق، ونحقد على الناقد الفاحص للعبارات والمتسائل عن الثغرات...
نحن نصنع نسخ متشابهة عنا، نكرر أنفسنا في غيرنا، التغيير يرهقنا، وفتح المسارات الأخرى يؤرقنا، نسير ونريد للجميع أن يسير معنا، الأسئلة قد تفتح قروح قديمة، والمناقشة ممكن أن تؤدي لاكتشاف تنتاقضاتنا.
نضع التراب على رؤوسنا، وإذا نفخ عليه أحدهم، نتهمه بأنه قد أدخل الغبار لأنوفنا. نتكلم عن الحرية كثيرا، وإذا فكت القيود تمنينا لو بقيت ونلعن من أزالها لنبقى بعيدا عن مجال التكليف.
بعضنا يتمنى الجنون أو ذهاب عقله، لأنه لم يستطع تحمل تناقضاته. وآخرين يتغيبون عن المشهد حتى لا يتحملوا مسؤولية أو حتى لا يستدعوا للشهادة على الأقل.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا