02-08-2011 08:09 AM
قد يبدو مصطلح الصورة النمطية غريبا للبعض ، الا انه قديم قدم الوجود الانساني. فمنذ تشكل الحضارات وتنوعها واختلافها،بدات تتشكل هذه الصور النمطية في أذهان افرادها بشكل لا ارادي تجاه المجمعات البشرية الأخرى. وقد تكون هذه الصور سلبية او ايجابية، الا انها عموما عبارة عن صورة ذهنيه اومفهوم ذهني ذو دلالة معينة يعلق في ذهن مجموعة بشرية تجاه مجموعة أخرى.
قد تكون الصورة النمطية رايا تقليديا أو رأيا مبالغ فيه يغذيه احساس بالخوف أو الغيرة أو التنافس، وقد يتم استغلاله اعلاميا للوصول الى اهداف سياسية من قبل جهات معينة كما يحدث الآن بين الغرب والمجتمع العربي الاسلامي.حيث يتم استغلال الأختلافات الثقافية والحضارية بشكل سلبي للوصول الى تحقيق أهداف سياسية ودينية لمجموعات معينة.
يمكن بناء الصورة النمطية على اعتبارات البناء الجسدي والجنس والعرق والدين واية افتراضات اخرى تشكل فرقا، وقد تكون هذه الفروقات ضمن نفس المجتمع.ويعزي عالم الأجتماع تشارلز هيرست اسباب تشكل الصور النمطية الى …نقص في المعرفة والأتصال الوثيقين للافراد من مجموعة ما تجاه مجموعة أخرى. وقدلا تكون الصورة النمطية تعبيرا دقيقا عن المجموعات بقدرما هي وسيلة لتوضيح هذه الأختلافات وتبريرها.
غالبا مايكون تأثبر الصورة النمطية سلبيا، ويؤدي الى سلسلة من سوءالفهم بين الطرفين؛ فعلى سبيل المثال (تعامل المجموعة "أ" المجموعة "ب" بشكل اكثر عدائية لخوفها من الطبيعة العدائية(المفترضة) لهذه المجموعة،من جهتهم يكون رد فعل افراد المجموعة "ب" أكثر عدائية…وتبدأ حلقة العنف التي لا تنتهي . دور ألأدب و الثقافة في تشكيل وتعزيز الصورة النمطية لطالما لعب الأدب والثقافة دورا مهما في تشكيل وتعزيز الصورة النمطية عن مجموعة ما من خلال التركيز على خصال معينة عرفت (بضم العين) بها هذه المجموعة،والأمثلة كثيرة في هذا المجال؛ ففي مسرحية تاجر البندقية للكاتب الأنجليزي ويليام شكسبير نجد شخصية التاجر اليهودي شايلوك الجشع وهذه من الخصال المرتبطة باليهود على وجه الخصوص .
والأمثله كثيرة في العديد من الكتب من مختلف الثقافات عن ثقافات أخرى لا يتسع المجال هنا لسردها. الصورة النمطية المتعلقة بجنس معين وعرق معين قد يستغرب لبعض اذا علم ان هنالك الكثير من الطروحات المرتبطة بصلاحية عرق معين لعمل ما في حين لا يصلح عرق آخر لنفس لنفس العمل.
ففي فلم (ولادة أمة Birth of a nation) يشكك صانعو الفيلم في قدرة السود في أميركا على تولي المناصب الحكومية أو حتى الأنتخاب . وكنب لويس تيرمان في كتابه (مقياس الذكاء The measurement of Intelligence) 1916 أن الأطفال السود والأقليات الأخرى ومهما تلقوا من تعليم وتدريب فهم غير قادرين ان يكونوا ناخبين أو حتى مواطنين اصحاب كفاءة بالمعنى العالمي....ويعزو الكاتب ذلك الى الجينات والعرق والوراثة ،بل ويذهب بعيدا في موقفه الى حد انه يطالب بعزلهم دراسيا واعطائهم تدريبا عمليا بدلا من الدراسة النظرية... الصورة النمطية للعرب والمسلمين في المجتمعات الغربية وأمريكا يعاني العرب والمسلمين سواء في الغرب وامريكا أو في بلاد المشرق من سلبية الصورة النمطية والتي تعززت سلبيا بعد احداث 11 ايلول حين استغلت بعض الأطراف التي تكن للعرب والمسلمين الكراهية هذه الحادثة للتركيز الاعلامي المكثف على كافة العرب والمسلمين ووضعهم بنفس سلة التطرف،مما أدى الى توسيع الفجوة الموجدة اصلا بين هذه الثقافات.وحتى قبل هذه الأحداث عانى العرب من ما يسمى The three- B syndrome وهو ان العربي والمسلم في عيون السينما الأمريكية اما أن يكون Billionaire أي مليارديرا وهذه صورة شكلها الأعلام الغربي بعد ازمة النفط خلال السبعينات وحرب 1973 حين اوقف العرب النفط عن الغرب حينها،أو ان يكون العربي والمسلم Belly dancers وهو صور العربي مع الراقصات ؛أي انه شهواني طالب للمتعة وسطحي التفكيرحتى أن توماس أديسون قام بتصوير فلم تجريبي قصير لاحدى تجاربه عام 1897 اسماه (فاطمة الراقصة) حيث يظهر فيه أديسون المرأه العربية كراقصة وبدلالة الأسم ، والثالثة ان العربي والمسلم انتحاري Bombers Suicide وهذا اشد ما يعانيه العرب والمسلمون هذه الايام .فخلال الثلاثين عاما الماضية تفننت هوليوود بأظهار العرب والمسلمين كأرهابيين وسطحيين بل والى حد الغباء احيانا،ولسوء الحظ وعلى الرغم من الأمكانيات المادية والبشرية الهائلة لدى العرب،الا انهم وقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذه الدعاية الأعلامية المشوهه لحقيقة العرب والمسلمين.
ولا يخفى على أحد على ان هنالك جهات مستفيدة من التركيز السلبي على الصورة النمطية للعربي والمسلم.والأمثلة كثيرة من هذه الافلام:G. I. Gene ، Operation Condor ، Iron Eagle ، Death before Dishonor ، Navy SEALs ، Patriot Game ، American President ، Delta Force 3 ، Executive Decision ...الخ من هذه الأفلام.
ألصورة النمطية للأمريكي والغربي في الذهن العربي سأدعك عزيزي القارئ تجيب على هذا التساؤل ؛ فسل نفسك كيف ترى الأمريكي والغربي ولماذا؟ هل سنحت لك الفرصة للأختلاط بهم؟ كم من الوقت؟ كيف؟ لماذا؟ عندما تجيب عن هذه الأسئلة ستجد انك تحتفظ بذهنك بصور نمطية عديدة لأشخاص وثقافات ، ولكن ألم تصل لنتيجة مفادها أن عامل الزمن والتواصل والأنفتاح على ثقافة الغير ومحاولة فهمها والتركيز على عوامل الجذب لا التنافر يشكل ركنا اساسيا لبناء جسور التواصل والصداقة،بدلا من اعطاء الفرصة لدعاة التصادم والتنافر من مختلف الثقافات للفوز بهذه المعركة الحضارية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-08-2011 08:09 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |