حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,9 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4836

"قناة الملك عبدالله في الأغوار" .. مصيدة للأرواح .. والسلطة: الحل مكلف والرهان على وعي المواطن

"قناة الملك عبدالله في الأغوار" .. مصيدة للأرواح .. والسلطة: الحل مكلف والرهان على وعي المواطن

"قناة الملك عبدالله في الأغوار" ..  مصيدة للأرواح ..  والسلطة: الحل مكلف والرهان على وعي المواطن

29-06-2020 08:44 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - لم يكن محمد ومعتز وعمار أول ضحايا قناة الملك عبدالله “قناة الغور او الشريعة” وليسوا آخرها، في ظل استمرار غياب الحلول الجذرية لمسلسل الغرق المفجع، ووسائل الترفيه المختلفة لأبناء الاغوار التي تغنيهم عن هذه الممارسة الخطرة، لاسيما مع بدء العطلة الصيفية للمدارس، في وقت تؤكد فيه سلطة وادي الاردن عدم جدوى الحلول وسط ضعف وعي الاطفال والشباب بمخاطر السباحة فيها، والكلفة الباهظة لهذة الحلول.


أمهات أنهكهن الحزن والألم وآباء أطاح بهم الوجع على فراق فلذات أكبادهم، فيما ما يزال الاطفال والشباب يقفزون من على طرفي القناة الى “الشريعة” كما يسميها أبناء الأغوار، ليطفئوا حرارة أجسادهم في ظل غياب مرافق آمنة ينعمون فيها بالطفولة.


ورغم ان المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الأهل في منع أبنائهم من السباحة في القناة بحسب محمد الغراغير، إلا ان ذلك لا يخلي مسؤولية سلطة وادي الأردن صاحبة الاختصاص، موضحا ان من الصعوبة السيطرة على الأطفال وسلوكهم خاصة خلال أوقات ارتفاع درجات الحرارة وغياب البدائل الآمنة.


ويؤكد ان الاجراءات التي تتخذها السلطة ما تزال غير كافية، إذ إن أجزاء كبيرة من السياج ممزقة ما يسهل وصول الاطفال والفتيان للمياه، اضافة إلى ان دوريات الأمن والحماية المكلفة بمراقبة القناة غير كافية ولا تعمل على مدار 24 ساعة، خاصة وان معظم الموظفين من خارج المنطقة. وبحسب ارقام سلطة وادي الأردن، فإن عدد حالات الغرق في قناة الملك عبدالله منذ بداية العام بلغت 6 حالات كان آخرها وفاة ثلاثة اطفال اول من امس، فيما بلغت بالعام 2019 ثلاث حالات، في الوقت الذي بلغ عدد المركبات التي غرقت فيها منذ بداية العام 4 مركبات.


ويشير الغراغير، إلى ان اهالي الاغوار الذين أفنوا سني حياتهم تحت لهيب الشمس الحارقة يحرثون الارض ويفلحونها ليوفروا الغذاء للمواطن، يستحقون ان يناموا قريري الأعين على سلامة فلذات اكبادهم، متسائلا “أين دور الجهات المعنية من بلديات إلى وزارة الشباب إلى مؤسسات المجتمع المدني في توفير بيئة آمنة للاطفال”.


الحل الأمثل كما يرى الغرغير، هو ايجاد متنفسات تلبي احتياجات ابناء اللواء وخاصة الأطفال ومن ثم العمل على ايجاد حلول لحماية القناة سواء بتغطيتها او إنشاء جدار عليها او عمل سياج مزدوج بأسلاك شائكة.
وكان ثلاثة اطفال قد قضوا غرقا في القناة بمنطقة خزمة بلواء ديرعلا اول من امس، بينهم شقيقان ليرتفع عدد حالات الغرق في القناة إلى 6 حالات منذ بداية العام.


ويبين عم غريقين شقيقين بكر سليمان، ان ما حدث اول من امس مصيبة وكارثة تتحملها الجهات المعنية كافة، اذ ان عدم وجود متنفسات في المنطقة كملاعب او حديقة او مسبح او مناطق للالعاب دفع بالاطفال إلى التوجه للقناة للسباحة، موضحا ان عدم وجود سياج على القناة سهل من وصول الاطفال اليها.


ويؤكد “اننا نسمع بوجود دوريات امن وحماية، الا اننا لم نشاهدها منذ سنوات”، موضحا ان المفارقة ان القناة في المناطق غير المأهولة بالسكان تكون مسيجة أما الاماكن القريبة من السكان لا يوجد عليها اسيجة.
ولفت إلى انه ورغم مرور اكثر من خمسة عقود على انشاء القناة إلا أن حالات الغرق تتكرر سنويا.


ويبين محمد (14 عاما)، ان السلطة قامت بوضع سياج حديدي على طرفي القناة، الا ان المواطنين يقومون بإزالته وبيعه وبعضهم يقوم بتمزيقه للوصول الى المياه واستخدامها للغسيل أو لري المواشي، ما ترك القناة مكشوفة دون اسيجة حماية، موضحا انه لا يتردد في الذهاب الى “الشريعة” كل يوم للسباحة بالرغم من سماعه أنباء عن حالات غرق عديدة حدثت في المنطقة، معللا أن الانتعاش الذي توفره المياه الباردة للأجساد لا يمكن تعويضه”.

ويؤكد أن غياب الأماكن الترفيهية والمسابح التي تمكنهم من قضاء أوقات فراغهم خلال العطلة الصيفية يدفعهم إلى الذهاب إلى القناة للسباحة، لافتا الى ان حرارة الأجواء تدفعهم الى السباحة والقفز في المياه مع علمهم بخطورة هذا التصرف، وعلمهم بأن هذه المياه غير صالحة للسباحة وقد تسبب أمراضا خطيرة للإنسان.


ويرى عواد الشطي، ان ظاهرة الغرق في قناة الملك عبدالله او البرك الزراعية باتت تشكل مصدر قلق كبيرا لأهالي الاغوار في الوقت الذي ما تزال فيه الجهات المعنية مكتوفة الأیدي امام هذه المشكلة، التي أودت بحاية المئات من ابناء الوادي، موضحا انه ومنذ عشرات الاعوام مع كل حالة غرق، يبدأ الحديث مجددا عن البحث عن حلول ناجعة دون جدوى.


ويقول” لعل لجوء الاطفال إلى السباحة في أماكن غير مؤهلة يبرز اهمية ايجاد أماكن آمنة كإنشاء مسابح واماكن ترفيهية تثني الاطفال عن اللجوء إلى مياه القناة،” مضيفا “ان حملات التوعویة والارشادات المتكررة بضرورة عدم الاقتراب من القناة وخطورة السباحة فيها خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة لن يجدي نفعا اذا لم يتم ايجاد بدائل مشجعة خاصة وان معظم حالات الغرق من الاطفال الذين لا يمكنهم بأي حال الاستفادة من الرسائل التحذيرية.”


ويجمع اهالي الأغوار على ان عدم وجود حمالة على جانبي القناة وضعف الرقابة والمتابعة من قبل كوادر التفتيش اضافة إلى قلة الوعي لدى الاطفال تعد اهم الاسباب لتكرار حالات الغرق، مشددين على ضرورة ايجاد حلول جذرية لمنع وصل الاطفال إلى القناة كسبيل وحيد للحد من هذه الظاهرة.


ويبين حسين محمد، ان حاجة الاطفال إلى اللعب خلال العطلة الصيفية مع ارتفاع درجات الحرارة يدفعهم إلى اللجوء إلى السباحة في القناة في ظل غياب رقابة الاهل وعدم وجود أي رادع يمنعهم من الوصول اليها، مشددا على ضرورة توفير متنفسات للأطفال كإنشاء الحدائق العامة والمسابح والملاعب والالعاب الترفيهية. ويوضح ان السباحة في نظر هؤلاء الاطفال تعتبر هاجسا، إذ إن المسطحات المائية سواء البرك الزراعية او السدود او قناة الملك عبدالله رغم خطورتها المميتة تبقى ملاذ آلاف المواطنين الذين يبحثون عن الترفيه، مضيفا ان حرارة الصيف الملتهب عادة ما تدفعهم للبحث عن أماكن تجمع المياه للسباحة وقضاء الأوقات الممتعة والتي لا تتواجد سوى في هذه الاماكن.


وأنشأت قناة الملك عبدالله او “الغور الشرقية” العام 1963 بطول 110 كم شرقي نهر الأردن لتزويد المناطق الزراعية في وادي الاردن من العدسية شمالا وحتى الشونة الجنوبية جنوبا بالمياه.
من جانبه يؤكد مساعد أمين عام سلطة وادي الأردن للأغوار الشمالية والوسطى المهندس فيصل الغادي، أن السلطة تعتبر هذه الأماكن من المواقع الخطرة التي يمنع الدخول اليها، لافتا الى وضع الاشارات التحذيرية الداعية الى عدم الاقتراب منها.


ويشير الى ان السلطة قامت على مدى سنوات بوضع أسيجة على جانبيها، كان آخرها عطاء بكلفة تتراوح ما بين 400 – 500 ألف دينار سنويا، الا انها غالبا ما تتعرض للتخريب من قبل المواطنين.


ويؤكد ان السلطة ستواصل اتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية قناة الملك عبدالله، رغم عدم جدوى الاجراءات الحالية بسبب عدم وعي الاطفال والشباب بمخاطر السباحة فيها، مبينا انه من المؤلم أن بعض الاهالي يدافعون عن احقية ابنائهم في السباحة فيها، رغم علمهم بالمخاطر وحالات الغرق المتكررة. ويبين ان قناة الملك عبدالله مثل الطريق فكما ان الاهل حريصون على عدم اقتراب ابنائهم من الطرق خوفا من التعرض للحوادث، فيجب عليهم الحرص على عدم اقترابهم من المسطحات المائية، التي خصصت لأغراض الري وليس للسباحة، مشيرا الى أن مسؤولية الحد من حوادث الغرق هي مسؤولية مشتركة وعلى جميع المؤسسات المعنية والاهلية والبلديات، اتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة بعدم السماح لأي أحد الاقتراب من هذه المواقع المائية الخطرة التي تقع ضمن مناطقها والعمل على توفير بدائل آمنة.

ويضيف أن دوريات وحدة الامن والحماية يعانون من استهتار الشباب والاطفال وذويهم وعدم الاكتراث بالتحذيرات التي تنادي بها السلطة لحماية أرواح المواطنين، قائلا “اننا نعول على اهمية وعي المواطن للحد من حلات الغرق وأهمية التعاون مع السلطة التي تبذل جهودا استثنائية لمنع حالات السباحة في هذه المواقع”.


ويرى الغادي ان بعض الحلول المطروحة كتغطية القناة او وضع انابيب في المناطق المأهولة بالسكان تحتاج لكلف باهظة، اضافة إلى ان السلطة تقوم باستمرار بعملية تنظيف القناة من الطمي ما يحول دون تنفيذ بعض هذه الحلول، ويناشد المواطنين عدم الاقتراب من هذه المسطحات المائية وخاصة قناة الملك عبدالله لما لذلك من خطر على حياتهم وحياة عائلاتهم في ظل تزايد حالات الغرق المتكررة بين الحين والآخر.

الغد








طباعة
  • المشاهدات: 4836

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم