حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,2 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 8402

أمسية نقدية تعاين المشهد الشعري الأردني

أمسية نقدية تعاين المشهد الشعري الأردني

أمسية نقدية تعاين المشهد الشعري الأردني

30-04-2019 08:32 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - تواصلت لليوم الثاني على التوالي في قاعة المؤتمرات في مركز إربد الثقافي، فعاليات
مهرجان إربد الشعري الثالث، تنظيم مديرية ثقافة إربد بالتعاون مع رابطة الكتاب
الأردنيين فرع إربد، بقراءة نقدية للمشهد الشعري الأردني خلال العشرين عاما الماضية،
شارك في أوراقها النقاد: د. محمد قواسمة، د. عبد الرحيم مراشدة، ومجدي ممدوح، وأدار
محاورها الناقد نضال القاسم.

استهل الجلسة الناقد مجدي ممدوح بورقة تناول فيها ظاهرة الشعر الانعكاسي، تحت
عنوان «نزعة الميتا شعر في النتاج الشعري الأردني في الألفية الثالثة»، لافتاً النظر إلى أن
الانعكاس في الفن أو الميتا هو أن يفتح المبدع مختبره الإبداعي أمام المتلقي ويمنحه
الفرصة للتلصص على اللحظة الإبداعية وهي في حالة التشكّل، وهذا يتفق كما يرى مع
التوجهات الحداثية في توريط المتلقي ونقل العملية إلى ساحته بدلا من ساحة المؤلف.
وأضاف أننا نجد الشاعر دائماً في الميتا – شعر منشغلاً في هموم الكتابة الشعرية،
ويتحدث داخل فضاء النص الشعري عن هذه الهموم، هذا من حيل الشكل، أما من حيث
المضمون فيرى الناقد ممدوح أننا نجد الشاعر الميتا شعري يعاني الاغتراب، وينتهي به
المطاف إلى الوحدة، يخلق لنفسه أنساقاً تخييلية اصطناعية مغرقة في الذاتية، وينتهي
به المطاف لكي يعيش هذه الأنساق ويستعيض بها عن الواقع، منوها أننا نلحظ هنا أن
الشاعر الميتا شعري يهرب إلى النصوص التي يصنعها حتى يغدو فضاء النص عنده
عالماً حقيقياً يعيشه بانغماس أكثر من واقعه اليومي، مؤكداً أن الشاعر الميتا شعري
يتعامل بجدية مفرطة مع عوالمه الشعرية ويعتبرها واقعاً اشد صلابة من واقعه اليومي.
وأشار في ورقته التي تناول فيها نزعة الميتا شعر عند الشعراء: موسى حوامدة، مهدي
نصير، أحمد الخطيب، سلطان الزغول، مهند ساري، وزهير توفيق، إلى أنه أطلق مسمى
ميتا- شعر على الشعر الذي يستعمل فضاء النص الشعري لبث الهموم الشعرية التي
يكابدها مبدع النص أثناء إبداعه، بمعنى أن موضوع القصيدة يصبح القصيدة نفسها،
حيث تختفي أغراض الشعر المعروفة في الحب والمكابدة والشوق والوصف والمديح
والهجاء والجمال، ويحل محلها غرض واحد، وهو معاينة التجربة الشعرية ذاتها داخل
فضاء النص، منوهاً أن أحد النقاد المصريين أطلق على هذا النوع من الشعر مصطلح
القصيدة الملتفتة «أي الملتفتة إلى نفسها»، غير أن الناقد ممدوح، لم يستسغ هذا
المصطلح وفضّل استخدام مصطلح الميتا - شعر.
ومن جانبه قدّم الناقد د. عبد الرحيم مراشدة، ورقة بعنوان «الميتا نص في الشعر العربي
المعاصر، قراءة في نقش صحراوي لمهدي نصير»، استهلها بقراءة إشكالية المفهوم،
مبيناً أنه لا يمكن دراسة المدونة الشعرية لنصير دون اللجوء منهجياً إلى التأويل الذي
يقع في المساحة المعماة، وفي الطبقات المعنوية المرجأة الكامنة في النص، أو ما يسمى
نقديا «الميتا نص»، تلك الشبكة المعقدة التي تشتبك مع كل منتج النص الداخلي
والخارجي.

وتابع قراءته لمجموعة نقش صحراوي من خلال الدلالات العابرة «الميتا نصية»، لافتا بهذا
السياق أن نصوص نصير الشعرية تبدو منجماً من المعرفة والدلالة، وأن النص الشعري
عند نصير يحيلنا إلى مساحة واسعة من «الميتا نص» التي تستدعينا للذهاب إلى
الأنساق الثقافية الكامنة فيما وراء اللغة والسياق من حيث استحضار مرجعيات عديدة
والتي تم اختيارها بعناية فائقة لتثوير علاقات ودلالات مهمة من واقع كان، إلى واقع كائن
أو ربما يكون، لتضع المتلقي أمام مقاربات عديدة، وتتفتح باستمرار، وصولا إلى خطاب
النص ومقصدياته المتوقعة.
وفي تناوله للميتا نص التراثي والتاريخي، أشار الناقد مراشدة إلى أن مدونة نصير
الشعرية تبدأ بالتاريخ، تشكيليا وحضوريا ودلاليا، موضحا أن قصيدة «جلجامش البدوي»
إحدى قصائد المجموعة تقدم تمثيلا مشحونا بدلالات عميقة، تقع في الميتا لغوي والميتا
نصي، كما توقف عند الميتا لغوي والأسلوبي في النص، إلى غير ذلك من المحاور التي
أجرى عليها التطبيق من خلال استدراجه لعدد من نصوص مجموعة «نقش صحراوي».
ومن جهته قدم الناقد د. قواسمة، ورقة تحت عنوان » إيقاع السرد والحوار في الشعر
الأردني المعاصر «حركة نيسان نموذجاً»، عاين فيها الظاهرة كما تجلت في ثلاث مجموعات
شعرية، هي: «امرأة حجرية» لمهدي نصير، و«حصن الأفول» لسلطان الزغول، و«أحزان
الفصول الأربعة» لنضال القاسم.
ولفت النظر إلى أن استخدام حركة نيسان السرد والحوار كان خروجاً على النسق
والانتظام في الشعر، إذ ساهم السرد والحوار في بعث الحياة والحركة في شعر الشعراء
الثلاثة، كما ساهم في الاقتراب من هموم الواقع السياسي والاجتماعي الذي يعايشونه.
وأشار د. قواسمة إلى تفاوت الشعراء الثلاثة في استخدام السرد والحوار في مجموعاتهم،
فرأى اندماج السرد والحوار في بنية شعرية متماسكة حيناً، وفي بنية سردية شعرية
منفلتة حينا آخر








طباعة
  • المشاهدات: 8402

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم