بقلم :
يتحمس بما يسمون إنفسهم إنجيليون دون تحفظ لحركة الإصلاح اللوثريه التي ساهمت في تشتيت قسم كبير من المسيحيه وأحدثت شرخاً في العقيده كحركة مارتن لوثر "
Martin Luther
" وحركات أخرى مماثله.
ولمن يريد المعرفه أو يطلب المزيد من المعرفه سوف أستفيض بعض الشيء في هذا الموضوع الهام محاولاً إلقاء ضوء أكثر وضوحاً ومتوخياً الموضوعيه والدقه.
بداية لا أشاطر الكنائس الإنجيلية حماسه لأن حركة مارتن لوثر لم تهز الكنيسة الكاثوليكيه ولم تزعزع كيانها فقط بل هزت الإيمان المسيحي نفسه وأحدثت هذا الشرخ العميق في العقيده حيث ساهمت في تشتيت قسم من المسيحيه وحولتها الى مجموعات وفرق (دكاكين) أو ما يسمى كنائس من الصعب تعدادها كلها والإطلاع على هويتها ومعتققدها، عن قصد أو جهل؛ يـُطلق بعض المأجورين على الحركه التي قام بها مارتن لوثر تسمية (الإصلاح الديني) لكنها في الواقع حركة إعتراضيه وسياسية بإمتياز أدت نتيجتها الى ما يسمى بـ (البروتستانتيه) لأن الإصلاح يتم عادة في وجود خلل، وبما أن الدين خال تماماً من الخلل فلا لزوم لإصلاحه أنا أفهم أن الإصلاح يصلح للبشر ورجال الدين هم أيضاً بشر فإذا إفترضت أن أحدهم قد إنحرف وإرتكب معصية ما عندها يمكن العمل على إصلاحه وفي كل حال فإن فعله يعنيه هو بالذات ويتحمل بالتالي نتائجه أيضاً.
وبالمقابل أجد من الصعوبة الإعتقاد أن رجال الدين (القساوسة) في كل الأرض وأخص هنا – المتجددون – في العالم العربي والأردن خاصه هم بعيدين عن الإصلاح والتهذيب والترتيب والغربله والتربيه أقصد الأخلاقيه (والشاطر يفهم) والأمثله كثيره على ذلك وسوف أترك هذا الموضوع الى مقال آخر في وقت آخر، هذا من أجل البقاء في صلب الموضوع الذي أود الإشارة إليه في هذا المقال.
أما بخصوص مارتن لوثر فمن الخطأ الإستمرار في إعتباره راهباً بعد أن قام بحركته التي أبعدته عن السلك الرهباني الأوغسطيني فقد تزوج عام 1525 راهبه سابقه هي "
Katrtina Van
" وكانت بدورها تنتمي الى الرهبنه الأوغسطينيه وكان لمارتن لوثر منها ستة أولاد.
ولد مارتن في سكسونيا – ألمانيا عام 1483 وتوفي عام 1543 وكان لاهوتياً بارزاً دخل الدير عام 1505 ليصبح راهباً أوغسطينياً عام 1507 وأصبح أستاذاً في جامعة وتبرغ – ألمانيا عام 1518 أعد 95 أطروحه منعة بكاملها من قبل اللاهوتيين في ذلك الوقت، قام بتأليف كتب عديده وضح فيها نظرياته اللاهوتيه ودعا في إحداها الى قيام وطنيه جديده هاجم البابا وسلطته وركز على مرجعية الكتاب المقدس وحده (الكتاب المقدس بالعهدين).
إعتبرت الكنيسة أطروحاته وكتبه هرطقه وضد العقيده وطلبت منه الحضور الى روما للمثول أمام لجنه خاصه بالإيمان والعقيده فرفض الطلب.
أصدر البابا وثيقه أدان فيها نظرياته وألقى عليه الحـُرم (الحرمان) كانت ردة فعل لوثر إحراق الوثيقه ونسخه عن القانون الكنسي أمام جمهره من الناس، في ذلك الوقت كانت الكنيسة الكاثوليكيه الرومانيه تهيمن على أوروبا بدءاً من القرن الرابع الميلادي وحتى القرن السادس عشر، وكان الملوك والأمراء في سقط دائم بسبب ذلك، وينتظرون بفارغ الصبر إزاحة هذه الهيمنه عن صدورهم الى أن قام مارتن بحركته عام 1517 فكانت بداية لتغييرات جذريه على الصعيدين السياسي والعقائدي.
وكانت الكنيسة قد سحبت في عام 1529 قانون التساهل الديني الذي صدر في العام 1526 فرأى الأمراء الناقمون على الكنيسة وهم سبعه أن الفرصه سانحه لتوجيه ضربتهم فإعترضوا أو إحتجوا على خطوة الكنيسة ومن هنا جاءت التسميه "
Protestan
" وأمنوا الحمايه والتغطيه لمارتن لوثر فخلت السياسه هذه المره علناً حلبة الصراع على السلطه بين الكنيسة الكاثولييه من جهه وحكام أوروبا من جهة أخرى (لا أستثني وجود أصابع ماسونيه سراً، مستغله وجود هذا الصراع) مما أسفر عن فقدان الكنيسة سلطتها الزمنيه التي كانت تبسطها على ممالك أوروبا ونجاح محدود لحركة مارتن لوثر في جزء من ألمانيا وفي البلدان الإسكندنافيه (الدنمارك، فلندنا، النرويج، السويد وأيسلندا) التي تبنى ملوكها حركة مارتن لوثر وفرضوها شعوبهم تطبيقاً لمقولة: "الناس على دين ملوكهم" وكان لكل مملكه كنيسه لوثريه خاصه بها.
المشيخيه – معمدانيه – إنجيليه – لوثريه – انقياء "
Quaker" – "Puritan" – "Methodist
" – جيش الخلاص "
Salvation Army
" – كنيسة المسيح "
Church of christ" – "Episcopal" – "Adventist" – "Pentecostal" – "Anabaptist
" – وتعني منكم وجوب المعموديه قبل سن الرشد والمنادون بذلك فرقه بروتستانتيه تدعى "
Mennonite
" نسبه الى مؤسسها "
Mennosimons
" وغيرهم الكثير.
وقد إنبثق عن البروتستانتيه فرقتان: الأولى "مورمون
Mormon
" الذين يبيحون زواج الرجل الواحد لعدد غير محدود من النساء، مركزهم ولاية "
Utah
" في الولايات المتحده الأمريكيه ولهم مقر في العاصمه الأردنيه – عمان.
والثانيه "شهود يهوه" الذين إنشقوا عن "
Adventist
" وأضيف أيضاً أنه ينتمي الى الكنائس البروتستانتيه الواعظون وهم كثر كالواعظ الفلسطيني الأصل الأمريكي الجنسيه "بني حن" أو المعروف والمشهور بـ "بني هن
Benny Hinn
" الذي يملك "قناة الشفاء" التي تصل اليوم الى أكثر من 100 مليون عربي في الشرق الأوسط و ايران و تركيا و شمال افريقيا و حتى اوروبا ايضاً.
جدير بالإشارة أن "بني حن" قد ولد في أرض فلسطين من أب يوناني الأصل (ولد و عاش في مصر) و من أم ولدت في يافا، بفلسطين – لازالت تتكلم اللهجه الفلسطينيه (من أب مصري و ام أرمنية) والقس "بني حِن" واخوته يعملون جميعاً في حقل الخدمة المسيحية في مناطق مختلفة.
بالإضافه الى "القس رينهارد بونك" القائد والمؤسس للخدمه الكرازيه التي تقوم بها هيئة المسيح لكل الأمم، "وجويس ماير
Joyce Meyer
" والدكتور الأردني "رأفت عماري" وأضيف أيضاً الدكتور "القس إميل بطرس" والمتنصر "رشيد" والقمص المعروف "زكريا بطرس" والدكتور "القس ماهر صموئيل" و"القس يوسف رياض" ومن كنيسة قصر دوباره "القس سامح موريس" .. وغيرهم الكثير.
لقد إنطلقت من البروتستانتيه ما يسمى بالأصولية المسيحيه وهي حركه أو حركات سياسية لها علاقات حميمه مع الصهيونيه والدوله العبريه مستنده كلياً على نصوص العهد القديم من الكتاب المقدس أي التوراه العبريه ولا تعطي للمسيحيه الأصلية أية أهميه وخاصه لكتاب العهد الجديد (الإنجيل) ولا الإهتمام الذي يستحق وهي لا تريد أن تصدق بأن العهد القديم قد إنتهى بمجيء السيد المسيح فاتجه هواها نحو دولة إسرائيل متبنيه سياسة متهوده ومعتمده على نفوذها الكبير في الأوساط الفاعله في واشنطن وأذكر هنا أن قساوسة هذه الحركه المتصهينه عندنا في الأردن وهم في زيارات دائمه الى إسرائيل ولهم عظات ومساحات واسعه من الوقت على منبر الكنيست الإسرائيلي وفي كل مناسبة، خاصه مناسبة قيام دولة إسرائيل التي مثلها حشد كبير من قساوسة هذه الحركات (الكنيسة المتصهينه) عندنا في الأردن أو من جمهورية مصر العربيه خاصه، أذكر منهم القس ذائع الصيت صاحب البرنامج التلفزيوني الشهير على قناة الحياة وهو الدكتور القس إميل بطرس.
وعن الأسس الهامه التي قامت عليها البروتستانتيه بقيادة مارتن لوثر خمسه : لا سلطة للبابا – الكتاب المقدس العهدين هو المرجع – التفسير الحر له (قال جناب القس فلان وقال جناب القس علان وهذا رأي مشيخي وذاك معمداني وآخر حر وآخر خمسيني الى ما في الأسطوانه من مساحه حره لا يقيدها أي رابط على إعتبار أن إيمانهم مبني على قول المسيح له كل المجد أن يجتهدو "أَنْ تَجْتَهِدُوا لأَجْلِ الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ." [يهوذا 3] وأي إجتهاد هذا) – الخلاص بالنعمه فقط – الكهنه لكل المؤمنين.
على أن لوثر لم يكتفي بهذه الأسس الخمسه بل تعداها طارحاً مفاهيم تغييريه أخرى لكثير من الثوابت اللاهوتيه التي اقرتها (مجامع المسكونيه) التي لا مجال لتعدادها الآن والخوض في تحليل وخصائص كل منها هذه المفاهيم الجديده أدت الى إحداث فجوات عميقه في العقيده المسيحيه.
وأخيراً أرجو أن أكون قد ساهمت في إعطاء القاريء من وجهة نظر أخرى مختلفه والتي قد تمكنه من الإجابه عن السؤال الذي طرحته كنعوان لهذا المقال، وقد يكون لنا لقاء آخر.