حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,26 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 27305

غالب الشاويش يكتب : محافظة معان لن تنساك!!

غالب الشاويش يكتب : محافظة معان لن تنساك!!

غالب الشاويش يكتب :   محافظة معان لن تنساك!!

12-11-2017 03:18 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - في يوم الخميس في الثالث عشر من شهر شعبان, عام 1421هـ ودعت (معان) ابنها الوفي, والرمز الكبير "أبا خطاب" محمد خليل خطاب _رحمه الله _.
لقد شيعتك "معان" , وشيعك أبناء المحافظة , وأبناء الأردن , إلى مثواك الأخير , بعيون دامعة , وقلوب حزينة , يملؤها الأسى , والألم , والحسرة على رجل فذ , ظل طول حياته , يعطي ولا يأخذ , يحسن ولا ينتظر الجزاء من الناس , لأنه يعمل لله _ ولا نزكي على الله أحدا _ يبتغي الأجر العظيم , والثواب الجزيل , لهذا اليوم العصيب .
عذرا, عذرا, يا أبا خطاب, ماذا أقول في يوم رحيلك ؟ وماذا عسى أن أقول في يوم الوفاء ؟
لقد عرفته معلما تربويا، يحرص على تربية أبناء " معان " حيث كان يقسو علينا قسوة الأب الرحيم بأولاده؛ لأنه يريد لأبناء بلده, الخير الكثير, والعطاء الوفير.
عرفته يوم أن كان مديرا ناجحا لمدرسة معان الثانوية, حيث كان يحرص على تربيتنا وتوجيهنا, وتوعيتنا من الأفكار الهدامة, والبدع الضالة, والموضات الزائفة, والشعارات البراقة.
عرفته يوم أن كان يدفع التبرعات المدرسية لبعض الطلاب الفقراء من جيبه الخاص , ويظن ولي أمر الطالب ،أنه قد أعفى ابنه من التبرعات بسبب موقعه الوظيفي , لكونه مديرا للمدرسة , كما كان أيضا يدفع أقساط الإعاشة , لبعض الطلاب الفقراء , الذين كانوا يسكنون في منزل الطلاب آنذاك .
كما عرفته مديرا للتربية والتعليم لمحافظة "معان", حيث إنني خدمت في تلك الفترة, تسع سنوات ونيف, فكان للرجل هيبة, يرهبها كثير من الناس. فقد صرح أحد كبار الرسميين بقوله: إنني _يا أبا خطاب _ إذا دخلت علي, فإنني أهابك, وأخاف منك.
لقد كان أبو خطاب _رحمه الله _ غيورا على مصلحة أبناء محافظة "معان" , فأينما يتجه بصرك، تجد صروح العلم العملاقة، قد بنيت في عهده الزاهر الميمون , حيث كان لا يسمح لأي جهة كانت , أن تأخذ حصة محافظة "معان" , فكان في كل اجتماع وزاري , يعود بنصيب الأسد , دون التعدي على حقوق الآخرين .
وتتجلى غيرته أيضا, يوم أن حول مدرسة بنات أم الحكم الابتدائية إلى كلية مجتمع معان. حيث عمل بكل ما في وسعه, أن يتم التنازل عنها, من ملاك وزارة التربية والتعليم, إلى وزارة التعليم العالي. ولكي يتم فتح الكلية بالسرعة الممكنة, زودها بالموجهين التربويين من مديرية التربية والتعليم, لكي يقوموا بالتدريس. كما زودها أيضا بالأثاث , وما تحتاج إليه , حتى يضع المسؤولين تحت أمر الواقع . إن ما تم يعود بفضل الله أولا, ثم بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها " أبو خطاب " _رحمه الله _ ثانيا.
كان غيورا على سمعة بنات بلده , وبنات محافظته , حيث كان لا يسمح للطالبات أو المعلمات في المحافظة , المشاركة في المخيمات الإرشادية المختلطة , أو الرياضية , أو الوقوف في الشوارع مع الشباب والرجال لاستقبال موكب رسمي , أو الاشتراك بمناسبة وطنية , وذلك حفاظا على سمعة بنات بلده ومحافظته . وهذه خصلة كان يتميز بها "أبو خطاب"فقلما توجد هذه الصفة عند موظفين رسميين من هم كانوا في درجته ومستواه.
كان أبو خطاب – رحمه الله – ذكيا نابها, يعرف ما يريده صاحب الحاجة, بل تجده في بعض الأحيان, يحدث صاحب الحاجة, عما يجول في نفسه, ويعطيه الحل المناسب الذي يريده لحل مشكلته.
كما كان _رحمه الله _ رقيق العاطفة, حيث إنه كان يتألم لمصيبة ألمت بشخص, سواء أكان يعرفه أم لم يعرفه, بغض النظر عن مكانته الاجتماعية, وقيمته الاعتبارية.
وكان رحمه الله, أمينا صادقا, عفيفا, لا يستغل وظيفته, أو مكانته الاجتماعية, أو جاهه في مصلحة دنيوية تعود عليه بالنفع المادي الوفير. كما أنه كان يعف عن تحقيق مصلحة شخصية, أو مادية على حساب بلده, ولو أراد, لتم له ذلك بيسر وسهولة.
هذا العطاء المتواصل , لن ينساه المخلصون من أبناء بلدك ومحافظتك , وللحقيقة أقول : إنه في عام 1989 م , جاءه وفد من أهالي " الشوبك " يطلبون منه أن ينزل للانتخابات النيابية آنذاك , حيث قالوا له : يا أبا خطاب , أنت خدمت المحافظة فما من شخص إلا وقد قدمت له خدمة ولو بالهاتف . فجئنا نعرض عليك النزول للانتخابات ونحن معك . وهدفهم من ذلك , هو رد شيء من الجميل , لهذا الرجل الخير المعطاء . ولكنه ردهم ردا جميلا وقال لهم : لقد أعطيت عهدا _بعدم النزول _ للأخوين : يوسف العظم , وسليمان عرار- رحمهماالله - . وأنا مازلت عند عهدي ووعدي لهما .فأرجو إعفائي من ذلك , وقد أوفى بما وعد .
وقد شاءت حكمة الله . ألا يحالفه الحظ في انتخابات عام 1993م, بسبب أن
( معان) قد خذلته, وقصرت في حقه ولعل السر في ذلك، هو أن الله عز وجل أراد له الخير حتى لا يكون شاهدا على توقيع اتفاقية السلام مع اليهود الذين لعنهم الله وغضب عليهم, وذلك لطيب معدنه, وصفاء نيته ونقاء سريرته.
واليوم في ذكرى رحيلك ، كأني أتصور محبيك ، يخرجون لتشييعك ، والحزن يملأ قلوبهم ، تألما على فراقك ، وهذا دليل واضح على محبة الناس لك , ولسان حال الجميع يقول : (( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية , فادخلي في عبادي , وادخلي جنتي )) الفجر :27-30
فغلى جنات الخلد – يا أبا خطاب- بعون الله .
اللهم اغفر له , وأكرم نزله , ووسع عليه قبره , وانزل عليه شآبيب رحمتك , وارزقه دارا خيرا من داره , والسلام عليك يوم ولدت , ويوم مت , ويوم تبعث حيا
وله منا ثواب سورة الفاتحة .








طباعة
  • المشاهدات: 27305

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم