حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,16 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 30832

قراءة في نتائج الانتخابات الأمريكية 2016 وتأثيرها على المنطقة العربية.

قراءة في نتائج الانتخابات الأمريكية 2016 وتأثيرها على المنطقة العربية.

قراءة في نتائج الانتخابات الأمريكية 2016 وتأثيرها على المنطقة العربية.

14-11-2016 12:41 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور رضوان المجالي
شكلت الانتخابات الأمريكية 2016 جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية، لما خالفت معه التوقعات في استطلاعات الرأي العام الأمريكي، والتي رجحت كفت الفوز للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، بيد أن عكس ذلك وفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب قد رسم معه تكهنات وحالة جدلية حول الثابت والمتغير في السياسية الأمريكية في الحقبة الجديدة من الإدارة الجمهورية.
إن الحديث عن السياسة الأمريكية تجاة المنطقة العربية ينطلق من ضمان حماية مصالح الولايات المتحدة، على الرغم من التغيرات في الأدوات والأساليب في مراحل مختلفة. يبقى حماية أمن إسرائيل وتعزيز مصالحها الاقتصادية والنفطية من أولويات السياسة الأمريكية في المنطقة العربية.
إن درجة الأهتمام في دراسة السياسة الأمريكية في عهد الرئيس ترامب تنطلق من مجموعة من الاعتبارات:
1- تشكل الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأكثر تأثيراً في السياسة الدولية في مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وطبيعة النظام الدولي الأحادي القطبية والذي أحدث جانب كبير من التحولات والتغييرات السياسية والاقتصادية في النظام الدولي خلال الفترة الممتدة (1991-2016).
2- عدم الثبات والوضوح في طروحات وأفكار السياسة الأمريكية. وحالة التغير التي أصابته في رؤية ايدولوجية مختلفة لكلا الحزبين( الجمهوري والديمقراطي): ويتضح ذلك في فترة الحزب الديمقراطي( بيل كلينتون- أوباما)، (بوش الأب- بوش الأبن) في إدارة السياسة الخارجية. من قضايا السلام والتعاون والتحالفات الدولية إلى قضايا التدخلات الدولية وصراع الحضارات والحرب على الارهاب. ما بين رؤية الواقعيون التقليديون والمحافظين الجدد إلى الواقعية الجديدة في السياسة الأمريكية. كل ذلك كان له تأثيراته على النظام الدولي.
3-تأثير السياسة الأمريكية في القضايا الدولية في مراحل مختلفة، والذي أظهر التنوع في الأساليب والأدوات، من خلال: سياسات استخدامات القوة الصلدة( الحرب على الارهاب، الحرب الاستباقية، التدخلات الدولية لاعتبارات انسانية، توافق واشنطن، السلام الأمريكي)، إلى استخدامات القوة الناعمة( الدبلوماسية، المساعدات الاقتصادية، العقوبات الاقتصادية، التحالفات والتعاون الدولي، السلام الدولي) إلى استخدامات قوة الطاقة.
4- تراجع السياسة الأمريكية في القضايا الدولية مرحلة ما بعد 2008 -2016 وبشكل كبير بعد الأزمة الاقتصادية العالمية، أدى إلى ما يلي:
أ-زياد اهتمامات صانع القرار الأمريكي في السياسة الداخلية، والتركيز على معالجة مشاكل الاقتصاد الأمريكي.
ب- تفعيل الدبلوماسية الأمريكية، وتقليل تكلفة التدخلات الدولية: باتباع سياسة التريث وعدم التسرع.
ج- اللجوء للتحالفات الدولية، والحروب بالوكالة، وتفعيل الأدوار الاقليمية.
د- إنهاء الملفات الساخنة: الاتفاق النووي الايراني، التوافق الامريكي الروسي، التقارب الأمريكي الكوبي... الخ.
ه- ضعف وتراجع دور الحلفاء التقليدين (فرنسا وبريطانيا)، وبروز الدور الروسي والصيني.
5- التطورات والتغيرات التي أصابت المنطقة العربية منذ حرب الخليج الثانية 1990 إلى أزمات الربيع العربي(2011-2016)، ومدى تأثير التدخلات والسياسة الأمريكية فيها.
6- تفاقم أزمات المنطقة العربية في مرحلة ما بعد 2011 وتراجع السياسة الأمريكية.
إن البحث في دراسة السياسة الأمريكية في حقبة الرئيس الأمريكي ترامب تأخذ بعين الاعتبار التغيرات التي يمكن أن تصيب هذه السياسة وفقاً للمحددات التالية:
1- البرنامج الانتخابي في الترشح للرئاسة الامريكية. وما جاء فيه من شعارات في سياسة الولايات المتحدة الخارجية تجاة قضايا المنطقة.
2- التصريحات المختلفة للرئيس ترامب قبل الانتخابات الأمريكية وكيفية تعامله مع المنطقة.
3- الخطاب التصعيدي والعنصري للرئيس ترامب وكيفية تعامله مع العرب والمسلمين.
4- سياسة الحزب الجمهوري الخارجية، وكيفية تعاملها مع ملفات المنطقة.
يشير الكثير من المحللين السياسيين بأن الرئيس الأمريكي ترامب لا يمتلك رؤية خارجية واضحة لما سوف تكون عليه السياسة الأمريكية، وأن هنالك تكهنات مختلفة حول ما سوف تكون طبيعة التغير الذي يمكن ان تحدث في هذه السياسة، وبشكل خاص المنطقة العربية.
من هنا نجد إن إمكانية التكهن في تطورات السياسة الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب في المنطقة العربية تأخذ مجموعة من السيناريوهات:
السيناريو الأول: مرحلة الاستمرارية في السياسة الأمريكية:
يفترض هذا السيناريو عدم مقدرة الإدارة الجديدة للرئيس ترامب عن التراجع في السياسة السابقة التي تميزت فيها فترة الرئيس أوباما في تعاملها مع قضايا المنطقة العربية. الأمر الذي يؤدي لمزيد من الاستمرارية في السياسة الأمريكية، من خلال: التراجع وعدم التدخل العسكري المباشر، وضعف التعامل بشكل كبير وجدي مع القضايا والأزمات الإقليمية( الأزمة السورية، الصراع في العراق، الحرب في اليمن...الخ). واللجوء إلى الدبلوماسية والتحالفات الدولية، والأدوار الإقليمية والحروب بالوكالة. والاستمرار في الاتفاق النووي مع إيران. وتعزيز التقارب مع روسيا.
السيناريو الثاني: مرحلة الصراع والهيمنة في السياسة الخارجية الأمريكية:
يفترض هذا السيناريو أن زيادة الدعوات التي تخرج في أوساط الحزب الجمهوري من ضرورة تعزيز الدور العالمي للولايات المتحدة الامريكية، وضرورة تعزيز دورها تجاه القضايا الدولية. سيؤدي لعودة التدخل المباشر للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة العربية.
حيث يتسم هذا السيناريو بعودة السياسة الخارجية الأمريكية لتلعب دور كبير تجاه المنطقة العربية، من خلال حصر الأدوار الاقليمية(تركيا وايران)، وكبح جماح روسيا في سوريا، ومعالجة ملف الإرهاب.
ويفترض هذا السيناريو عودة التدخل العسكري الأمريكي المباشر لحسم الصراع في أزمات العراق وسوريا واليمن وليبيا. ويشير إلى إمكانية التراجع عن الاتفاق النووي مع إيران، وتقليل الاعتماد على التحالفات الدولية.
السيناريو الثالث: مرحلة عدم اليقين في السياسة الخارجية الأمريكية:
يقوم هذا السيناريو على إفتراض حول صعوبة التكهن في رؤية الرئيس ترامب للسياسة الخارجية الأمريكية، وأن هنالك احتمالية في تراجعه في مجالات السياسة الخارجية، وزيادة اهتماماته في مجالات السياسة الداخلية (الاقتصاد والتجارة والطاقة والضمان الاجتماعي) سيؤدي إلى تراجع كبير في السياسة الأمريكية داخل النظام الدولي:
أ- عدم الوضوح في السياسة الامريكية.
ب- بروز القوى والفواعل الدولية المؤثرة على القضايا الدولية والإقليمية.
ج- التراجع والانسحاب الأمريكي في قضايا المنطقة العربية. وتركيزها على ضمان حماية أمن إسرائيل.
وعلية في ظل تلك التكهنات السابقة نرى بان السياسة الأمريكية مهما تغيرت الإدارة الأمريكية، إلا أنها لا تخرج عن ثوابتها وأهدافها في تحقيق مصالحها الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط، ولكن تختلف الأدوات والأساليب وطريقة التعامل، كما لن تسمح بان تكون الأدوار الدولية والإقليمية المؤثرة في قضايا المنطقة العربية تتجاوز مصالحها وأهدافها، إلا بما يحققق تلك الاهداف والمصالح.









طباعة
  • المشاهدات: 30832
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم