04-07-2016 09:49 AM
سرايا - سرايا - نفض الغبار عن سلاسلها وشرع المواطن مهند مسلم في نصب مرجيحة "الشقاليبو" إستعدادا لجذب الأطفال في عيد الفطر المبارك، والذي يحل على المسلمين خلال اليومين المقبلين.
ويحاول العشريني مسلم تزيين مرجيته بالأضواء الملونة واللصقات اللافتة لجذب الأطفال نحوها، معتبراً أن هذه الأيام - أواخر شهر رمضان وبداية العيد- فترة ذهبية ورزق موسمي له رغم العائد الرمزي الذي يجنيه منها.
ويقول مسلم صاحب البشرة القمحية في حديثه لدنيا الوطن، " أجهز نفسي منذ أيام لإستقبال عيد الفطر السعيد، فنصبت المرجيحة التي يتهافت علي ركوبها أطفال الحي وحتى قبل العيد بدأت العمل".
ويضيف " يتزاجم الأطفال في أول أيام العيد على المرجيحة، ثم تقل حركتهم بعد اليوم الرابع فنفكها ونخبئها لموسم العيد الآخر، فهي ألعاب موسمية تُسعد راكبيها".
ولا يكتفي الشاب مسلم في الاعتماد على مرجيحته كمصدر دخل مؤقت، فقد شرع أيضا في نصب بسطته الصغيرة المحملة بأصناف مختلفة من الشوكولاته والبسكويت لبيعها للأطفال.
وإلى جانب المرجيحة الصغيرة يضع مسلم مكبر الصوت الذي يبث عبره أغاني الأطفال، مما يشد حماسهم ويبدأون بترديد تلك الأغاني وتبدو عليهم علامات الفرح والسرور.
ويتنافس عدد كبير من مالكي هذه اللعبة التي يعود تاريخ صناعة أول واحدة منها وفق المؤرخين إلى العهد الفاطمي وكانت آنذاك خشبية.
أما المواطن بلال أبو لوز فإنه إختار نصب مرجيحته في مخيم جباليا، معتبراً أن تلك الألعاب ملاذ الأطفال الوحيد خلال أيام العيد المبارك.
ويقول أبو لوز إنه لا ينظر إلى العائد المادي بقدر ما يهمه إدخال السعادة والفرح في قلوب الصغار، مؤكداً أنه لا يتقاضي أي مقابل من أطفال الحي الفقراء.
وعلى خلاف المراجيح التي اعتاد عليها الأطفال، فإن مرجيحة الشاب الثلاثيني أبو لوز تتميز عن باقي المراجيح " هذه مرجيحة جديدة في غزة واسمها ترامبلين والأطفال يدافعون بشكل كبير عليها لأنها مختلفة" على حد قوله.
ويوضح أبو لوز أن التطور التكنولوجي مهما بلغ فإن لن ينجح في القضاء على "مراجيح العيد" والألعاب التراثية المتوافرة في أي زقاق وحي والتي تعد أكثر أمناً للأطفال.
ويعاني قطاع غزة من حصار خانق منذ عشر سنوات، تسبب في تكدس أعداد كبيرة من الخريجين والعاطلين عن العمل، مما دفع بعضهم للبحث عن مشاريع صغيرة لمحاربة الفقر والبطالة ولجلب قوت يومهم.