حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,29 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5022

بين رمضان اليوم ورمضان الأمس .. !!!!

بين رمضان اليوم ورمضان الأمس .. !!!!

 بين رمضان اليوم ورمضان الأمس  .. !!!!

09-09-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 لم أجد أفضل من شهر رمضان الفضيل ، للكتابة في قيم النفس البشرية من براءة وطهارة وتواصل وحب الناس . لأن الكتابةفي الشهر المبارك تحمل معان انسانية عالية : من تقوى الله وتراحم وصبر وشعور مع الآخرين........... رمضان اليوم لم يعد كما كان رمضان الأمس،قبل 50 عاما ، لحظات السعادة النقية جمعت الناس صغارا وكبارا، وكيف كانت براءة الطفولة وعيونها ... ياتجاه المذياع ( الراديو ) حتى يؤذن لصلاة المغرب.... وكنا اطفالا نجري ونلعب باتجه بيوتاتنا وبيوت الجيران ..... وبمجرد سماع المؤذن الضرير رحمه الله على سطح البيت في القرية حتى نصيح صيحة الفرحة المحببة الى قلوبنا... وما ان نسمع الله أكبر نهرول مسرعين متسابقين الى البيوت لنجد العائلة الكبيرة( الجد والوالدان والأعمام وزوجاتهم وأولادهم ) تتجمع وتتحلق حول مائدة الطعام الواسعة .... كنا نتبادل مع الجيران عبر الحوش والابواب صحون الطبايخ والحلوى ( رشوف شوربات وبالوظة ) ونجلس معا في سهرات رمضانية محببة وسماع قصص ابو زيد والف ليلة وليلة والهجيني والربابة وعتابا .... وكان الراديو الذي جلبه عمي حسن رحمه الله من لبنان هدية اسمه ( مديتور) الوحيد في القرية وكان بمثابة السينما والتلفزيون والفيديو والصحف والنت ، وكان يوضع على الشباك امام الدكان... كم كنا سعيدين بهذا الجهاز الساحر ...... كنا نأكل على عجل لقيمات الافطار ثم نهرع الى ساحة الحارة نلعب الكورة المقمشة.... وعلى مقربة منا يجلس الاهل والجيران يتبادلون الحديث بود ومحبة وقد يسهرون حتى موعد السحور..... وكنا نتطوع مع المسحراتي في القرية ونقول ( اصح يا نايم وحد الدايم رمضان كريم )... ثم نعود الى اهلنا بعد هذه البراءة لتناول السحور والذي كان من دبس التمر او قمر دين سوري مع الجبنة البيضاء..... ونشرب مياه باقصى ما نستطيع ، تحسبا من العطش في اليوم التالي ....... كانت ايام لها طعم كل شيىء ، طعم الطفولة، وطعم اللامسؤولية، وطعم العلاقات الاجتماعية وطعم الطيبة ، وطعم العفوية وطعم البراءة بين الناس ....لم تكن موائد الطعام عامرة متنوع مهلكة كما هو اليوم.... الا اني اجزم انها كانت الذ طعما واكثر بركة .... فخبز الطابون والشراك يخرج من الطابون بشكل شهي يقوم عليه امهاتنا جاراتنا ويتبادلونه بأريحية وتصميم ، رغم ان الجميع فقراء جدا ... اما رمضان اليوم .... كل شيىء بارد، مصطنع، غاية في التكلف والجفاف والبخل والنفاق..... يتألم رمضان اليوم ، يحس بوحشة من الناس.. يتمزق على القنوات الفضائية.... مفهوم الصيام الحقيقي غاب عن كثير من الناس ..... موائد افطار عليها ما لذ وطاب لا يكلف اصحابها انفسهم عناء التفكير بالأرامل والأيتام والفقراء والمساكين وابن السبيل وفي سبيل الله...... اتذكر ان الناس كانوا يقابلون بعضهم ببشاشة وترحاب وكرم عفوي من ورائه الاصالة والانتماء والحب .... بينما اليوم الوجوه عابسة مكشرة، الأقدام مسرعة، السلام بالاشارة ، المحبة ضائعة ، الجار لايعلم عن جاره الا بالصدفة، والزوج آخر من يعلم .. والجار يسرق جاره ويحرق بيته ويضرب زوجته ..... يا للعجب زاد الحسد والحقد والبغضاء والكراهية ...... لقد كانت ليالي رمضان الامس لذيذة هادئة، مفعمة ، ناعمة ، بكل طيب .... بينما رمضان اليوم امتلأت بمفاجئات مجاري القنوات الفضائية التجارية ،وبورصاتها الربوية ،ومسلسلاتها ، واعلانات تغول اسعار حاجاتها ... وحياة البيوتات والشقق المغلقة على اسرها واولادها .. واصبحت لا تسطيع التمييز بين العرس والميتم في صيوان واحد ، يختلط فيه صوت الشيخ المقريء} مع صوت المطرب المغني . دون احساس بالعار والخجل ...... تبلدت المشاعر ،وتدهورت العواطف ،واهتزت العلاقات ،واصبحنا ننظر لبعضنا نظرات شزر وريبة كما الاعداء ... فلنتعلم كيف ننهل من شهر رمضان الفضيل ،اخلاقياته ومفاهيم الكرامة، والمجد ،والآخاء والمودة ، والمحبة ،والتسامح ،والتشاور والتعايش ، وامتثال اوامر الله ، وطلب العفو ، والمغفرة، قال اعز من قائل عز وجل :(( المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولى ببعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )) التوبة آية 71 فماذا نحن قائلون للأولئك الذين ينتظرون والذين هم يعانون ...؟ انهم صيام سرا ....ينتظرون ..... فماذا نحن صانعون في الشهر المبارك ...؟

 

 








طباعة
  • المشاهدات: 5022
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-09-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم