بقلم :

بالأمس آلمتني رقبتي كثيرا وأنا أحاول قراءة يافطات المرشحين وشعاراتهم الرنانة،الكل سيجدد ويغير والتاريخ سينقلب والأحوال الاقتصادية ستصبح فوق الريح،أبشر أيها الفقير المحروم،واستعد أيها الغني للسؤال،تمترس فهم قادمون،وانتش ِ أيها الصالح فسوف تُكافأ عما قريب!!

الغريب في الأمر أنها نفس الوجوه،وربما نفس اليافطات والشعارات التي جرعتنا الخديعة سنوات طويلة،نفس الخيام و المناسف والكنافة،المتسلقون والزئبقيون حول المرشحين هم هم.

تمنيت وأنا أقرأ أسماء المرشحين أن أرى اسما جديدا من طبقتنا،رجلا يعرف معنى الحرمان عند الفقراء،كوته الليالي وهو يفكر في التزاماته وسداد الديون وتدريس أبنائه في الجامعات أو المدارس، يعرف حقا ما معنى الرواتب،والعمل ليلا نهارا لتأمين أقل احتياجات الأسرة،مرشحا خرج من بيننا،يعرف آلامنا،ويعيش آمالنا.

ولكن هيهات...فذاك الفقير صاحب الفكرة والإبداع والجرأة لا يملك 500 دينار رسوما للترشيح ولا 5000 دينار تأمينات للأمانة،ولايستطيع استئجار خيمة وعقد السهرات مع المناسف والكنافة،ولم يستطع قبلا توزيع "طرود الخير" هنا أو هناك،والمصيبة إذا نجح فمن أين "سيحلي ويغدي" كل الذين انتخبوه. هل سيبقى برلماننا برلمان الأثرياء فقط؟ أرونا عبر التاريخ تغييرا واحدا جاء من أصحاب المال والنفوذ؟ لا أعرف كيف سيعبر عنا من لا يفهمنا ومن لم يعش إلا في لذيذ العيش وترفه؟أين يذهب أصحاب العلم والسياسة والفكر والأدب من الفقراء؟ أحيانا كنت أنظر إلى بعض المرشحين في سياراتهم الفارهة وقصورهم الفخمة فتأتيني مباشرة صور الأحياء الفقيرة وحال البائسين والمحرومين، فأقول سبحان الله!! هذا يمثل أولئك؟!!!! أيها الفقير ياصاحب الرأي والسياسة،يا صاحب الفكر المتقد،أيها القارىء للسياسة والتاريخ والأدب والعلوم المختلفة،أقول لك........لك الله.