17-04-2015 09:52 AM
سرايا - بلقيس ملكة سبأ: أثنى عليها القرآن كثيراً، فهي ملكة عاقلة/حكيمة/لها مجلس شورى (قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ) (النمل 32).
رفض قومها التهديد وأخذوا يُلوِّحون بالحرب (قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ) رأت حضارة شعبها فخشيت عليهم الغزو، فرجحت الحكمة على الحرب وقررت اللجوء إلى اللين، لأن سليمان قد يكون طامعاً بثراء مملكتها فاقترحت بإرسال هدية (رشوة بالمعنى الصحيح) (قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَة إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَة بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)) فإرسال الهدية:
أولاً سيمكن رسلها من دخول مملكته ليكونوا عيوناً يرجعون بأخبار قومه وجيشه، ومن ثم تحدد موقفها الحقيقي بعد علمها مدى قوته.
ثانياً: مدى طمعه في خيرات بلدها/ ثالثاً : تكسب الوقت لصالحها فتجهز نفسها للحرب. ولكن عندما جاء الرسل بالهدية لسليمان أدرك فوراً الهدف من ذلك فحشد الجيش من الجن والإنس والطير أمام الرسل ورد الهدية عليه السلام لأنه مَلِك ولديه مبدأ ولا يقبل الرشوة، وما يملك بتسخير الله أعظم بكثير من ملكهم. فرد هديتهم بكلمات قصيرة ثم هددهم … عندها قررت السفر للقاءه، فطلب ممن حوله إحضار عرشها حتى يذهلها بقوته (وكان العرش ضخم جداً مغلق عليه في سبعة أبواب، وكان مصنوع من الذهب المرصّع بالجواهر وهو أعجب مافي مملكتها وعين الحرس لا تغفل عنه وفي شريعة أهل اليمن من يملك العرش يملك الحكم وهذه رسالة لها) فقال عفريت من الجن أنا أحضره قبل أن ينتهي مجلسك –وكان يجلس من الفجر إلى الظهر- ووصف نفسه بأنه قوي عليه أمين على جواهره. ولكن آخر في مجلسه يملك اسم الله الأعظم “الذي عنده علم الكتاب” قال: أنا أستطيع عليه (قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) رمشة العين وقيل مدى البصر أي حوالي ربع ساعة. وهنا دليل أن العلم أعظم من القوة، فاعترف سليمان بفضل ربه قائلاً: (فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كريم).