18-10-2014 10:57 AM
سرايا - سرايا - تشكل شجرة الزيتون تاريخ أجدادنا وجداتنا ،فهي تجسد معاني الحق في الأرض والصمود وتعني لهم الوجود ،وينتظرون موسم قطف الزيتون على أحر من الجمر ،وقد كانت شجرة الزيتون حاضرة في الأمثال الشعبية الفلسطينية على السنة أجدادنا وينقلونها للأجيال الشابة تعبيرا عن أهمية هذه الشجرة وبركتها .
في شهر أيلول يبدأ " موسم الزيتون " الحاج أبو حسين (77 ) عام من بلدة ياصيد شمال نابلس يقول " في أيلول بيدور الزيت بالزيتون " و " أيلول دباغ الزيتون " أي تبدأ ثمار الزيتون بالتلون من الأخضر إلى الأسود ، " ولما يصلب الصليب ما ترفع عن زيتونك القضيب " دلالة على إمكانية جد الزيتون في هذا الموعد ، مشيرا إلى أن الفلاح الفلسطيني يبدأ " بالجول " أي التقاط ثمر الزيتون الناضج الذي يسقطه الهواء على الأرض وعدم خلطه بالزيتون الجيد لأنه يعكر طعم الزيت ، وكلما تأخر " الجداد " أو القطاف إلى منتصف تشرين الأول وأوائل تشرين الثاني تنتفخ الثمار وتستمر في النمو وبالتالي يعطي زيتا أكثر عند العصر ".
الحاجة أم علي ( 83 ) من بلدة عصيرة الشمالية تقول عن ظاهرة قصر النهار في موسم الزيتون " نهار الزيت أصبحت أمسيت " و " نهار الزيت طول الخيط " أي أن النهار يصبح قصيرا جدا دون أن تشعر به . وعن أصناف الزيتون كما وردت بالأمثال الشعبية توضح الحاجة أم علي " النبالي زيته سيال ولقاطه في عجال " نسبة إلى قرية بير نبالا في منطقة القدس ، والزيتون السري صنف حبته صغيرة يتعب أثناء جمعه عن الأرض وعلى رأي المثل " السري زيته طيب أما القاطه بشيب " ، وتضيف الزيتون البري ينمو غالبا طبيعيا وطعم زيته حار أو مر وعلى رأي أم علي " الزيتون البري زيته مري "
" اخضر الزيتون ولا يابس الحطب "
وقد تطرقت الأمثال الشعبية إلى أهمية الاعتناء بشجرة الزيتون الحاجة " أم فارس " 75 عام من بلدة برقة ومتزوجة منذ 50 سنة في بلدة عصيرة الشمالية تقول عن أهمية التقليم لشجرة الزيتون كما بينت الأمثال : " قصقص فروع الزيتون العالية وفروع التين الواطية " أو " التين اقطع واطيه والزيتون اقطع عاليه " وعلى لسان شجرة الزيتون يقول المثل " قنبني ولا تكربني " أي أن تقليم شجرة الزيتون أهم من حراثة الأرض كما بينت الحاجة أم فارس ، وتحدثت الحاجة أم فارس عن أهمية وقيمة حطب الزيتون وتميزه بسرعة الاشتعال للتدفئة أيام الشتاء حتى لو كان رطبا وعلى رأي أم فارس " اخضر الزيتون ولا يابس الحطب " وعن علاقة الشجرة بالإنتاج تقول أم فارس " الزيتونة مثل مابدك منها بدها منك " .
"خلي الزيت بجراره لتيجي أسعاره "
زيت الزيتون من أهم مستلزمات البيت ومن أساسيات المونة في المطبخ وعن أهمية الزيت اقتصاديا كما ورد بالأمثال الشعبية يخبرنا الحاج التسعيني " أبو العبد ": " حضر القمح والزيت تأمن مونة البيت " ، " خبز وزيت عمارة البيت " ، " الزيت عمود البيت " و " إذا عندي طحين وزيت صفقت وغنيت " كناية عن أن وجود الزيت في البيت شيء مهم وعدم وجوده دلالة على الفقر ، وعلى رأي أبو العبد " القمح والزيت سبعين بالبيت " وعن تخزين الزيت بالجرات إلى أن يرتفع ثمنه وبيعه بأسعار جيدة وثمينة يقول المثل كما وضح الحاج أبو العبد :" خلي الزيت بجراره لتيجي أسعاره ".
" كل زيت وناطح الحيط "
من العادات الشعبية المتعلقة بالزيت والزيتون ،دهن جسم المولود بالزيت لفائدته للجلد والمفاصل ووفقا للحاجة أم فارس التي تحدثت " دهنه بالزيت وارميه ورا البيت " ، " اطعم ابنك زيت وارميه في البيت " ، كناية عن القيمة الغذائية والفوائد الصحية لزيت الزيتون ، وقد كان أجدادنا وجداتنا قديما يشربون كل صباح كأسا أو فنجانا من الزيت وقد اعتادت الحاجة أم فارس على شرب فنجانا من زيت الزيتون على الريق حتى اليوم وتتمتع بصحة جيدة خالية من الأمراض وتقول " مستعدة امشي من هون أي من عصيرة الشمالية لنابلس وما الهث ولا اتعب ، مثل شباب اليوم إلي بيصحوا على فنجان القهوة والسيجارة ولا الارجيلة " وعلى رأي المثل يا بنيتي " كل زيت وناطح الحيط "