حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,20 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 21327

عائشة الخواجا الرازم : غزة فلسطين والموروث وكعك العيد

عائشة الخواجا الرازم : غزة فلسطين والموروث وكعك العيد

عائشة الخواجا الرازم : غزة فلسطين والموروث وكعك العيد

29-07-2014 11:31 AM

تعديل حجم الخط:

غزة ورغم تدمير البيوت وعجن التراب التبر بالدم الثمين ... إلا أننا نرى ونراقب نساء الشجاعية في مراكز الإيواء والشوارع المقصوفة يقمن بصناعة كعك العيد ...
ويقمن بتوزيعه على الناس !!! ويقرأن الفاتحة موهوبة لأرواح الشهداء ويطعمن الأطفال والرجال والمقاومين !!!
فيتجسد العيد بصورة الموروث المتمسك بثقافة شعب حتى لو سرقت أرضه ودماؤه فتظل في روحه نكهة الثقافة الشعبية !!!
ثم إنه وإلى الأصدقاء الذين لا يعرفون معنى ومضمون كعك العيد عند شعب فلسطين بالذات :
فإن كل سيدة فلسطينية مهما بلغت شدة الوجع في قلبها وجوارحها ، فلا مناص ولا فكاك من طقس ثقافي موروث متصل بعادات وتقاليد شعب يدرك أن تراثه وفلكلور حياته وتاريخ أرضه لن يسرق ...
والفارق النازف أن الكعك ومنذ عام 1948 أضحى طقساً للأعياد على المقابر وللصدقات وإطعام الأطفال الذين يؤمون المقابر فجر العيد ويجملون لأهليهم معهم الكعك والمعمول الممزوج باليانسون والمحلب والمستكة والمحشو بالجوز والفستق الحلبي والتمر .... فتترنح شهية الطقس الموروث في قلب هوية العادات والتقاليد الفلسطينية وتعم العيد مهما كان دامياً ...
ويتفوق في ذلك الأمهات والصبايا الفاقدات للشباب والضحايا ... فيتجسد العيد بصورة الموروث المتمسك بثقافة شعب حتى لو سرقت أرضه ودماؤه فتظل في روحه نكهة الثقافة الشعبية !!!
في أعياد الشعب الفلسطيني مهما تفرق وغمره الشتات في بقاع الغربة والتشريد ... فإننا نجد أن السيدات الفلسطينيات هن الحدود المتماسكة لتذكير الأرض برائحة عشب التراث والهوية وخاصة في الأعياد ،
ولذلك :
فالأعياد تثير الأحزان والبكائيات والمناحات على الأرض والدار والتاريخ والشباب والدم ، والأعياد بالتحديد هي منارة الحزن االشديدة اللمعان في صدور شعب الجبارين ... شعب الاحزان والفقدان ...
النساء الفلسطينيات صاحبات الهمة والذاكرة نحتاج إليهن ... ونرجو الله أن تبقى تلك الذاكرة مشعة في قلوب بناتنا وصبايانا وخاصة لأن المرأة هي الأنموذج الحي لنبض الشعوب ...
وتبقى ملامح النهوض على القبضات الموجوعة هي تنوير طرقات الأعياد بذاكرة البلاد وتوزيع الكعك المجبول بالبكائيات على شوارع البلاد التي امتلأت بالقبور فيتذكرها العباد ويأكلها الأولاد ...
وكل عام وكعكنا وحلوى بلادنا في امتداد وازدياد وتظل فلسطين عيد الدنيا والبلاد والعباد !!! وذلك أقوى الإيمان بالأوطان ...

وهنا أحيي ذاكرة أمي الحبيبة فاطمة سعادة التي علمتني مناحة العيد وبكائيات الأعياد الممزوجة بحلوى الأعياد نحملها فجر الأعياد إلى قبور الشهداء ... تحمل العزة وكرامة الذاكرة حتى رغم الموت !!!

من مجموعتي إلى فلسطين ... الصادرة عام 1990

وحياة هاللي من سماه أعيادنا
ندفع دمانا انهار حق بلادنا
يا عين ما تغفي وما جالك نوم
بكرة العيد ...
وعيدنا ميعادنا
نذر على هالقوم كعك العيد
ما بيوكله من الدار حتى اولادنا
وإحنا نفوس اكبار عن الأعياد
يا حسيرتي لبطون مش روادنا
وعاداتنا تنفر على القبور
وتنوح يا غاوي يا حلو اشهادنا
جيناك صبح العيد يا مزيون
جبنا الكعك مخبوز يشهد وادنا
ونحمل على الكفوف للرواد
زينات ورد ونور ونطعم زادنا
كل عام وانتو بخير يا اهل العيد
والعيد إلكو والفرح ما رادنا
أهل الكرم والجود والنوماس
....
ونظل أهل العز
ونحمي زنادنا








طباعة
  • المشاهدات: 21327

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم