بقلم :

  نستغرب أحيانا في بعض دول العالم المتقدمة أن الموظف أينما كان فهو من ناحية متقن لعمله ومن ناحية أخرى أمين على عمله من حيث أنه لا يقبل الرشوة ولا الواسطة ولا المحسوبية ولا الغش ولربما ولا السرقة وهذا كله بسبب حكومته التي توفر له سبل الحياة بكل يسر وسهولة فحكومة بلده لا تتوانى في تقديم كل وسائل الراحة ليكون مواطنا صالحا يقوم بعمله على أكمل وجه ربما لا ليرضي ربه ولكن ليرضي ضميره من جهة وليقوم بدوره على أكمل وجه من جهة أخرى لأنه ببساطة يرى المسؤولين في بلده يقومون بأعمالهم تجاه شعوبهم على أكمل وجه فلا تجد المسؤول وباستمرار يخوّن خصماءه في السياسة ويصفهم بأنهم أعداء للوطن وللأمة وللحاكم لمجرد أنهم عارضوه فهو يعمل بصمت ويعي أن الذي يعارضه هو حريص مثله على الوطن لكن اختلافهم يكون في تطبيق السياسات ولأنه يعلم مستقبلا أن الناخب لن يقوم بانتخابه مرة أخرى إذا قصر في عمله أو إذا ثبت أنه خان الأمانه التي اسندت إليه. أما وللأسف فإننا نجد المواطن في أوطاننا غارق في الغش والرشوة والمحسوبية والواسطة وبكل ما هو عامل هدم للوطن إلا من رحم ربي وهذا كله بسبب فساد الحكومات التي لم تأتي بناء على انتخاب المواطن لها وبالتالي فهي لا تحسب حسابا للمواطن لأنها إن قصرت فليس هناك خوف من المواطن بأن لا يقوم بانتخابها مرة أخرى فهي مفروضة عليه فرض عين لا فرض كفاية وتجد أيضا أن المواطن الذي يتقاضى راتبا لا يكفيه أجرة بيته وخدماته من ماء وكهرباء ومواصلات واتصالات يضطر للرشوة أو اللجوء للغش والسرقة أو غيرها من عوامل هدم المجتمع ليدفع قسط الجامعة لإبنه أو ليحاول أن يعيش حياة بعيدة عن الدين والفقر طبعا ومع اعتراضي الشديد على هذا النهج اللاأخلاقي الذي لا يرضاه دين ولا ضمير ولكن للأسف هذه هي الحقيقة المرة. وللأسف الشديد فإن ما يتم تداوله بين الناس خطير جدا بأنهم يحللون سرقة الحكومات وقطاع الخدمات لأنها ببساطة تسرقهم وتنهب ما في جيوبهم بطريقة قانونية من خلال الضرائب والجمارك وقيمة الفواتير التي ليس لها تفسير أو تبرير غير أن المواطن يدفعها مرغما لأنه ببساطة لا يستطيع الاستغناء عن كل ما هو ضروري كالماء والكهرباء والوقود بأنواعه فحال المواطن العربي أنه مرغم أخاك لا بطل ولكني أقول لأخي المواطن أن السرقة سرقة والغش غش والرشوة رشوة أينما ومتى كانت وليحتسب أمره لله وهذا كله في رقبة الحكومات ولتعي حكوماتنا أن فسادهم منعكس على المواطن فلا يطالبوا المواطن بان يكون صالحا بل ليطالبوا أنفسهم بذلك ففعلا الحومة الفاسدة تعلّم المواطن الفساد. amerh69@gmail.com