21-04-2010 04:00 PM
الحمد لله الذي جعل المؤمنين إخوة في الإيمان فكانوا في شد بعضهم بعضا وتعاونهم على الخير كالبنيان .أيهاالاخوة اتقوا الله تعالى واعلموا أنكم اخوة في دين الله وأن هذه الاخوة أقوى من كل رابطة وصلة فيوم القيامة لا أنساب بينكم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه ولكن الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين فنموا أيها المسلمون هذه الاخوة وقووا تلك الرابطة بفعل الأسباب التي شرعها الله لكم ورسوله اغرسوا في قلوبكم المودة والمحبة بعضكم لبعض فاوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ومن أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله نال بذلك ولاية الله أيها المسلمون إن الأمة لا تكون امة واحدة ولا يحصل لها قوة ولا عزة حتى ترتبط بالروابط الدينية حتى تكون كما وصفها نبيها صلى الله عليه وسلم بقوله (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه ) وقال صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) أيها المسلمون لقد أرست الشريعة الإسلامية أسس تلك الروابط والأواصر فشرع الله ورسوله للامة ما يؤلف بينها ويقوي وحدتها ويحفظ كرامتها وعزتها ويجلب المودة والمحبة شرع الله ورسوله للامة أن يسلم بعضهم على بعض عند ملاقاته فالسلام يغرس المحبة يقوي الإيمان ويدخل الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم (والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم وخير الناس من بدأهم بالسلام ) فإذا لقي أحدكم أخاه المسلم فليقل السلام عليكم وليرد عليه أخوه بجواب يسمعه فيقول وعليك السلام يقول الله عز وجل و(وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) يجيب بمثل ما حيي به لان الله يقول ( فحيوا بأحسن منها أو ردوها.ايها الاخوة ان الإنسان لا يعرف قدر نعمة الله عليه بالصحة الا اذا رأى المرضى فمن عاد مريضا ناداه مناد من السماء طبت وطاب ممشاك ومن عاد أخاه المسلم لم يزل في جنا الجنة حتى يرجع وينبغي لمن عاد المريض الا يطيل الجلوس عنده الا اذا كان يرغب في لك وينبغي لمن عاد المريض أن يذكره بما أعد الله للصابرين من الثواب وما في المصائب من تكفير السيئات وأن لكل كربة فرجة وينبغي له أيضا أن يفتح له باب التوبة والخروج من حقوق الناس واغتنام الوقت بالذكر والقراءة والاستغفار وغيرها .وأمر الله تعالى ورسوله بالإصلاح بين الناس (إنما المؤمنون أخوة فاصلحوا بين أخويكم) وأخبر الله أن ذلك هو الخير (لا خير في قليل من نجواهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف يؤتيه أجرا عظيما) وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (تعدل بين اثنين صدقة) وإن الإصلاح بين الناس راب للصدع ولم للشعب واصلاح للمجتمع كله وثواب عظيم لمن ابتغى به وجه الله وان الموفق من الناس اذا رأى بين اثنين عداوة وتباعدا سعى بينهما في إزالة تلك العداوة والتباعد حتى يكونا صديقين متقاربين وأمر باجتماع المسلمين على كلمة الحق والتشاور بينهم في أمورهم حتى تتم الأمور وتنجح إلى الوجه الأكمل فان الآراء إذا اجتمعت مع الفهم والدراية وحسن النية تحقق الخير وزالت الشر بإذن الله أيها المسلمون إن القاعدة الأصيلة بين المسلمين أن يسعوا في كل أمر يؤلف بين قلوبهم ويجمع كلمتهم ويوحد رأيهم وأن ينابذوا كل ما يضاد ذلك ومن أجل هذا حرم على المسلمين أن يتهاجروا وانك لترى بعض المسلمين حريصا على الخير جادا في فعله لكن غره الشيطان في هجر أخيه المسلم من أجل أغراض شخصية ومصلحة دنيوية ولم يعلم أن الإسلام الذي من الله به عليه أسمى وأعلى من أن تؤثر الأغراض الشخصية أو المصالح الدنيوية في الصلة بين أفراده ولقد حرم على المسلمين أن يوقعوا العداوة بينهم بالنميمة وأن يسعوا في الإفساد فان من الناس من كان مشغوفا بهذا الأمر يحب أن يفسد الناس بعضهم مع بعض يحب أن يتباعد المسلمون ويتباغضوا يأتي إلى هذا فيقول له قال فيك فلان كذا وكذا فيلقي العداوة بينهما ولم يعلم انه بهذه النميمة أصبح من المفسدين في الأرض المتعرضين لعقوبة الله لقد مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال (انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ) وقال صلى الله عليه وسلم: ( لا يدخل الجنة نمام ) (فاتقوا الله عباد الله واصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله مع المتقين). وللا اخوة في الله واجبات وحقوق ساكتبها في مقال اخر ان شاء الله بارك الله لي ولكم في القران العظيم . واخر دعونا ان الحمد لله رب العالمين.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-04-2010 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |