بقلم :

هناك في مكان بعيد ترقب النمور ثغورها وتتهياء لمواجهة  أي عدو يريد  ان يدنس أرضها وينتزع منها امنها  وحبها لقائدها , وهي تستمد قوتها من الله عز وجل ومن حبها لوطنها الذي  ما برح اجدادهم في الذود عنه بدمائهم  من اجل أستقلاله ورفعة شأنه وصون كرامته من أي عدو غاشم .

هنالك المرابطون من جنود أبي الحسين من المنطقه العسكرية الشماليه والمنطقة العسكرية الشرقيه وقوات حرس الحدود على ثغور الوطن الشماليه  مع قادتهم الذين هجروا المكاتب وانتقلوا الى الميدان ليكونوا على تواصل مستمر مع جنودهم , يواصلون الليل بالنهار دون كلل او ملل , ويسيطرون على أكثر من 370 كم على الشريط الحدودي مع الجارة سوريا , التي اشتعلت فيها نيران الأزمة السياسيه والعسكريه.

وهؤولاء المرابطون أستقبلوا أخوانهم السوريين الذين فروا من تحت نيران القصف والتفجيرات التي هدمت قراهم ويتمت اطفالهم , وهم يمدون لهم يد العون من أسعاف لجرحاهم ودفن لمواتاهم, وسكن وطعام وشراب والأمن لمن نجى منهم , حيث تجاوز عدد الاجئين الذين فروا عبر الحدود أكثر من 66 الف  شخص وأغلبهم من المواطنين القاطنين في الجزء الجنوبي من سوريا. 

وسوف  نعرج على فضل الرباط في الاسلام لكي نبين لجنودنا البواسل قيمة  الواجب الذي يؤدونه ورفعة المرابط عند الله عز وجل.

*فضل الرباط في الأسلام

ان المسلم المرابط في الثغور وعلى الحدود في سبيل الله مبشر بالخير العظيم , لأنه المرابط المجاهد لأعداء الله , فاصبر واحتسب فان أجرك على الله فقد قال تعالى:((اصبروا وصابروا ورابطوا)) وأخلص في ذلك لإعلاء كلمه الله (لا إله إلا الله محمد رسول الله ) مدافعاً عن بلاد الاسلام والمسلمين وقد قال صلى الله عليه وسلم (من قاتل لتكون كلمه الله هي العليا فهو في سبيل الله) رواه الشيخان.

أيها الجندي المرابط أنت مجاهدٌ في سبيل الله وعليك الدفاع عن أرضك وعرضك وقد قال تعالى:( قاتلوا الذين يلونكم الكفار وليجدوا فيكم غلظة ) وقال صلى الله عليه وسلم في فضل المجاهد في سبيل الله :( مثل المجاهد في سبيل الله كمثل القائم الصائم الذي لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد في سبيل الله ) رواه مسلم .

وأنت أيها المجاهد المرابط في فضلٍ عظيم وقد قال صلى الله عليه وسلم:( وتوكل الله تعالى للمجاهد في سبيله إن توفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالماً مع أجرٍ أو غنيمة) رواه البخاري.

وأنت أيها المرابط في سبيل الله في خيرٍ عظيم فقد قال صلى الله عليه وسلم :( رباط يومٍ وليله خير من صيام شهرٍ وقيامه وإن مات مرابط مر على عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمن الفتن) رواه مسلم.

وإذا مات المرابط في رباطه وقي فتنة القبر فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ومن مات فيه "يعني رباطه" وقي فتنه القبر)فأنت أيها المرابط المجاهد الذي تغبرت قدماه في سبيل الله قد حرمك الله على النار كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من أغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار)صحيح.

 وأنت يا من يحرس في سبيل الله أبشر بما قاله صلى الله عليه وسلم :(عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشيت الله , وعين باتت تحرس في سبيل الله) رواه الترميذي وصححه.

 ولك أنت يامن ترمي أعداء الله من اجل إعلاء كلمة الله فإذا رميت سهماً أو ذخيره في سبيل الله كان لك مثل أجر عتق رقبه كما قال صلى الله عليه وسلم :( من رمى بسهم في سبيل الله فهو له عدل محرر)رواه الترميذي وصححه.

 وأنت أيها المرابط في افضل الاعمال عند الله بعد الايمان وكما سُئل صلى الله عليه وسلم :( أي العمل افضل قال : ايمان بالله ورسوله قيل:ثم أي ,قال: الجهاد في سبيل الله قيل:ثم أي,قال : حج مبرور )رواه الشيخان.

فعليك أيها المجاهد ممن أعانه الله فاستعذ بالله وأخلص له في النيه وقد قال صلى الله عليه وسلم :(ثلاثة حق على الله تعالى عونهم، المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف ) رواه الترمذي.

وأنت أيها المرابط المجاهد الممسك بالسلاح في جهاد وإعلاء لكلمه الله , أنت خير الناس وقد قال صلى الله عليه وسلم (ألا أخبركم بخير الناس ؟ رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله)رواه الترمذي.

وأعلم أيها المجاهد أن غدوة أو روحة للمجاهد في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها كما قال صلى الله عليه وسلم : ( لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها) رواه الشيخان.

وتيقن أن القتل في سبيل الله يكفر الخطايا إلا الدين وقد قال صلى الله عليه وسلم (القتل في سبيل الله يكفر كل خطيئة إلا الدين )رواه مسلم , وتاكد أيها المجاهد في سبيل الله أن من قتل في سبيل فإنه لا يجد من مس القتل إلا ألماً يسيراً وقد قال صلى الله عليه وسلم : (ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة) رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان / صحيح.

هذا كلة الى جانب الثقة الكبيرة التي أعطاها ابناء هذا البلد الى هؤلاء البواسل في حماية الوطن والمحافظه على امنه واستقرارة ورفعة شأنه وعدم المساس بقيادتة.