حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,6 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2875

كم هي ضيقة هذه الارض

كم هي ضيقة هذه الارض

كم هي ضيقة هذه الارض

26-12-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

كم هي ضيّقة هذه الأرض!!! لم تنتهِ الحربُ بعد على غزة. فهي ما زالت محاصرة، والحصار شكل من أشكال الحرب. إنها حرب نفسية واقتصادية واجتماعية... غزة، تلك البقعة الصغيرة على هذه الأرض (أكثر البقاع اكتظاظاً بالسكان معظمهم أطفالاً) ضاقت عليها الأرضُ بما رحُبت.. حصار غزة يتكرر في تاريخ يُعيد نفسه في مسلسل مأساة فلسطين، فقط باختلاف الزمان والمكان: حصار بيروت.. حصار جنين.. حصار رام الله.. لكن حصارها هو الأطول والأكثر قسوة.. حصار غزة اليوم هو رمز لحصار فلسطين، لأبناء فلسطين، لمستقبلهم، لأحلامهم، ولحقهم في الحياة.. في الذكرى الأولى للحرب عليها، ماذا ترجو أو تنتظر منا غزة؟؟ هي بالتأكيد لا تحتاج فقط لكلمات التنديد والتضامن.. فقد قيل وكـُتب الكثير في ذلك. لكنها بحاجة إلى أن تسمع كلمة أمل بانتهاء قريب للمعاناة.. ماذا عندنا لنقوله لأطفالها اليوم في تلك الذكرى الأليمة؟؟ هل نقول لهم أن الفرج ما زال بعيداً؟ هل نقول لهم أن جداراً جديداً تُـقام الآن على ما تبقى من حدودها مع الأشقاء؟!! وكيف نفسر لهم أن ذلك سيحرمهم من الشريان الضيق الوحيد الباقي لغزة للحياة والاستمرار؟ بدلاً من مد جسر للمساعدة ويد للرحمة والعطف إلى غزة ليكفكفوا الدموع، ها هم يـُقيمون عليها سوراً عالياً من الفولاذ هذه المرة، لن تكفي كل كلمات الدنيا في تبرير وجوده.. ومن يبرره لا يستحق أن يمت إلى الإنسانية بصلة.. هل نقول لهم أن الأغذية لن تصلهم.. وأن بيوتهم قد تبقى سنوات دون أن تـُبنى.. وأن طيور أحلامهم سترتطم بالجدران وتسقط جريحة؟.. كيف نقول لهم أن البحر من أمامهم والعدو من ورائهم.. والمنفذ الوحيد لهم يسده الآن الشقيق لا العدو؟ أطفالكِ يا غزة أكبر منا.. أطفالك أكثر شرفاً وكرماً وكرامة وكبرياء وعنفواناً منا.. أمامهم لا نملك إلا الانحناء.. احتراماً. نخجل منكم يا أطفال غزة هذه الأيام وأنتم تستحضرون مأساة الحرب عليكم.. نخجل أن ننظر إلى عيونكم، إذ نعلم أننا مقصرون.. نخجل ونحن لا نريد أن نسمع أناتكم في الليالي الباردة في بيوتكم المهدمة التي ينتظر بناؤها موادَ يمنع الحصار وصولها.. نخجل منكم ونحن نتجنب أن نرى دموعكم أو نسمع آهاتكم، فنحن لا نريد لشيء أن يـُفسد علينا أوقاتنا، أو يـُنغص علينا حياتنا.. نخجل منكم ونحن نسمع من حناجركم كلمات بريئة تقول: " نحبُ الحياة.. نحبُ حقـَنا في الحياة.. نحب أن نحيا هذه الحياة في وطننا.. نقطف زيتوننا في تشرين.. وتتحول دماء شهدائنا في نيسان إلى شقائق نعمان، شماء تزين أرضنا.. نحب حق أبنائنا في أن يحلموا ويرسموا لغد واعد في وطن حر... نحب أن لا يـُصفع أطفالنا كلما حملوا علم فلسطين.. نحب أن ننشد قصيدة "بلاد العُرب أوطاني.." دون أن يعود لنا صدى صوتنا.. فهل هذا كثير؟!!.. إن كان كثيراً، فكم أنتِ ضيقة أيتها الأرض!!.." سناء عزت أبو حويج 27 ديسمبر 2009








طباعة
  • المشاهدات: 2875
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
26-12-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم