بقلم :

تأبى ان ترتسم الفرحة على الوجوه ، فيتغلغل الصدورَ العطبُ ؛حين لا ينعم لمخلصي هذا البلد – الذين لا يطلبون سوى وطنهم بديلا -  بالٌ وقت سماعهم  أن الفساد يسري في عروقه فيقطع أوصاله ، فساد يهز الرواسي ، ويحرك الصخر القاسي ، فساد لا طاقة للعين فيه بدمع يجول في الاجفان ليبكي الوطن الضائع ،لكن يتجاهل البعض الوطن وكرامته تجاهل عارف فصار ضياعه أهون الخطوب عندهم  وأصغر الذنوب ، فلا ينظرون الا يمنة فيجدون الضياع ولا ينظرون الا يسرة فيجدون الندم ،شعاراتهم عن الوطن كعارضات الأزياء، كل يوم همُ في رداء ،ليست فيهم دماء الأباء والأجداد الذين ألهاهم  الوفاء والاخلاص للوطن عن مصالحهم الشخصية ،فغدوا سحابا يمطر أبى المجد فيه  ان ينبت على ايديهم الا حين سقوا الارض بالدم ، فعاشوا فيه عيش السعداء، وماتوا فيه موت الشهداء.

على الرجال ان يوفوا الوطن حقوقه ، فوالله لا تضيع الاوطان الا بقلوب خامده وهمم جامدة تندب المجد وتقيم عزاء ضياعه، فينكسف سوق الأنفة والإباء ويعوّج حد السيف والقلم في دهر اهله غفلة يرضون بمحل الذل حلا ،فلا داعي لئن نبكي ،فان عز فينا دمع بكينا دما .

لماذا كلما كبرنا صغرت مطالبنا وصار الدينار والدرهم زادا لمن كانوا سببا في نزيف جرح الوطن  ، كيف السبيل الى رجوعك يا وطن ؟ كيف السبيل الى الموت فداء لك ؟ لكن ما زال في النبع ماء الاوفياء  الذين -بعون الله – سيصنعون من حكاية وفائهم جسرا يأخذنا الى زهور  العزّة والكبرياء، حينها سيبدو  لمن جالوا  في الارض فسادا انهم  لن يستطيعون ان يرفعوا أيديهم للسماء طلبا للغفران ،

بعد ان  صاروا غير آبهين بقول ابراهيم طوقان :

                       ولسوف تنطق في سبيل الحق ألسنة الجمـاد

                      والويل يا وطني لمن أضحى يصرّ على العناد

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا