بقلم :

تكالبت الاحداث على تلك الدول العربية وعلينا نحن كشعوب عربية - فأخذتنا اوهامنا الى ابعد من خيال افلام الرسوم المتحركة الى ان اضحينا نضاهي اغبى اغبياء العالم بتصديق خرافاتنا التي سيطرت على وجداننا وضمائرنا ... فمنذ ان ( رأينا ) صدام على وجه القمر وصدقنا من تفننوا في الكذب على افضل البشر بأنه قال : يعز الله امتي في اخر الزمان على رجل اسمه ( صادم ) ... وانحنينا لتلك الصواريخ التي احدثت شقوقا في شوارع تل ابيب .. الى ان هبط صدام من وجه القمر الى اسفل الحفر ... ولا زلنا نقسم بأنه لم يعدم ... ولكن مات الزعيم .. ومنذ ان القى العقيد بقوانين الامم المتحده في وجوة صانعيها الى ان طالب بدولة اسراطين ونحن نضحك على الزعيم ومع الزعيم الى ان جرّدوة من كل ملابسه وبدم بارد اطلقوا عليه الرصاص .. فمات الزعيم ... ومنذ ان دكّ الزعيم الى الأبد الاخوان والملحدين على حد سواء في حماه فغنينا له ورقصنا معه , بل واخذتنا العزة بالأثم فصنعنا له الاصنام في كل مكان لنرقص مع صنم السيد الرئيس الى ان مات الزعيم .... ومنذ حرب اكتوبر ونحن نمجّد (الرّيّس) عابر خط بارليف الى ان استباح وطرب لصواريخ كتبت عليها رسائل اطفال بني صهيون الى اطفال غزاوية ونحن لا زلنا نمجد الرّيّس .. والى ان سُحب الرّيّس على سريره الناصع البياض الى اقفاص الاتهام ونحن لانتظار ان يموت الزعيم ..

مات الزعيم فعاش الزعيم .. ما الفرق بين زعيم العراق السابق والزعيم الحالي ؟ ما لافرق بين زعيم ليبيا السابق والزعيم الحالي ؟ ما الفرق بين زعيم سوريا السابق والزعيم الحالي ؟ الم يمت الزعيم فكيف عاش الزعيم ؟ في زمن الزعيم الذي مات كان الزعيم يقتلنا ونهلل له .. وفي زمن الزعيم الذي عاش الزعيم يقتلنا ونحن نقتل بعضنا بعضاً ولا زلنا نهلل ونبارك الخطوات والثورات .. ونلقي بالورود على تلك الدبابات التي حملت معها زعيمنا الجديد وسيدنا العتيد .. فزعيمتنا التونسية السابقة ليلى ستكتب مذكراتها في كتاب سيكون مقدسا لأنه ستوضح فيه كم كانت مجاهدة ومثابرة وحريصة على رفاه الشعب التونسي , بيد اننا لا زلنا ندرس تاريخ مولانا الأعظم جمال عبد الناصر .. فما اسخفنا من شعب عربي طرب لتوحيد اليمنين ورقص لكلا السودانين !! رقصنا لتحرير الكويت وغنينا لتقسيم العراق .. مجدنا زعامة حماس فقتلتنا حماس بحثا عن سلطة وهمية ...  يكذب كذبته ويصل الليل بالنهار ليمجّد الكذبة ويجعل منها عنوانا للطموح القادم ..  هكذا كنا وهكذا سنبقى كلما مات الزعيم سيعيش الزعيم .