15-07-2009 04:00 PM
يبدو أن الفرحة لم تتم... بعدما شعر غالبية سكان المملكة بالنشوة العارمة المغمورة بطعم السعادة لحظة تلقيهم نبأ قيام مشروع سكن كريم لعيش كريم ، ولكن للأسف تحولت تلك الأحلام إلى إحباط جديد أشد وطأة ونقمة على الواقع المادي من ذي قبل والسبب لا تغفل عنه مراكز التنفيذ للمشروع ، الذي لو قدر له بالفعل أن يحيا بالشكل المطلوب لكان سيقضي على أبرز المعضلات التي يعاني منها معظم من يتقاضون دخلاً يعد في حسابات الإقتصاد تحت خط الفقر . بناءاً على ما سبق يتضح لدينا أن هذا المشروع ذو أهمية كبرى ، نظراً لكون السكن الملائم من أبرز الأولويات التي يرجو المواطن الحصول عليها ، ولكنه أضحى في هذا الوقت العصيب حلما لا يسهل مراده ، وذاك في ظل وجود نسبة عالية من البطالة مقارنة بحجم السكان ، وغياب الأمن الوظيفي وتدني الأجور سواء أكانت في القطاع العام أو القطاع الخاص وبشكل متفاوت ، وأيضاً في ظل إرتفاع كبير لأسعار الأراضي وهي عقبة كبيرة الأن ، وبالإضافة إلى تحول المملكة بفعل السياسات الإقتصادية الرأسمالية إلى طبقتين الأولى تنعم في رغد ونعيم ( وهم أصحاب السكن الكريم ) والطبقة الثانية هي التي تعاني مرارة الضيق المادي الشديد وبالطبع هي الأغلبية العظمى . لا أعلم ما الذي يدفعني للضحك عند سماع الأنباء التي تتحدث عن كل ما يتعلق بهذا المشروع ، وأقول في نفسي وأنا الموظف في القطاع العام الذي يقتطع ثلث دخله شهرياً بدل أجرة المنزل الذي أقطن به ، وذاك يشكل بالنسبة لي عقبة مادية جسيمة لا يعلم ضيرها غيري ومن يحيا في ذات الصورة وهم كثر ، وأتساءل ؟ هل سأكون بالفعل قادراً على تسديد ثمن شقة باهظة الثمن بطريقة الأقساط المرتفعة وبما يعادل في بعض الأحيان ضعف التكلفة ! وبعامل زمني يزيد على العقدين !؟ ، وما الذي يضمن للجهة القائمة على الإنجاز بقاء موظف في مركزه الوظيفي طوال تلك الفترة وعلى إمتداد السنوات ؟ أسئلة لست أنا فقط من يجيب عليها . و يذكر هنا أن أبرز المشاريع التي تأتي في سياق هذا المشروع تقام في مدينة الزرقاء وبالتحديد في شرق المدينة ويعد من أضخم المشاريع السكنية في المملكة لكنه وللأسف أيضاً لم يأتي بجديد ونفع لأهالي الزرقاء المثخنين بجراح السكن المعدوم في مدينة تضم مناطق سكنية عشوائية ضخمة ، وقد كانت بالفعل مفاجئة كبيرة بالنسبة لأهاليها أن السكن الكريم ليس من حقهم وبالأحرى بعيداً عن قدرتهم ، بل يصب في صالح أصحاب الأقلية من ذوي الدخول المرتفعة ، وما زلنا نحترق عندما نرى مدى التفاوت الطبقي بين أبناء المجتمع الواحد بصورة ملفتة للنظر ، وعندما يلمس المواطن الفقير طريق منجاته فيمضي إليها ولكنها لا تعدو غير ذر للرماد في العيون فيستيقظ من حلمه . لقد علق أبناء الزرقاء وغيرهم أمالاً كبيرة للحصول على شقة العمر في المدن السكنية ولكن الحكومة أكرمتهم بأن أرادت منهم أن يدفعوا أثمان شققهم بطريقة لا تخدم إلا القطاع الخاص الممثل ببعض مراكز الضغط والنفوذ ، وفي ظل وجود فقر مدقع وقلة الحيلة لأغلبية أبناء هذا الوطن . أرجو من كل قلبي أن يمتلك كل مواطن يحيا تحت خط الفقر منزلاًُ يأويه وأهله بعيداً عن ظنك الإستغلال المادي ، وأن لا يبقى مثقلاً بالديون حتى ولادة أحفاده ، وأن يتم إعادة النظر في طريقة إدارة هذا المشروع بشكل يراعي حال أبناءنا وبعيداً عن مبدأ ( الكوتات شبه المجانية ) لبعض أصحاب السطوة في توزيع الشقق السكنية ، وفي خاتمة القول أرجو لمن يزور مدينة الزرقاء أن يذهب بقدميه ليرى مستفسراً بأم عينيه عن أسعار الشقق الموجودة في شرق الزرقاء ، مع أنه لا يمكن الإقامة دون وجود سيارة فارهة على باب المنزل ..!ّ ، ولكنني أشكر الحكومة بالفعل لإنها جعلت من شرق الزرقاء الغير مشمول بعد بالخدمات الكاملة متنفساً يفترش الزرقاويين الأرض به بعيداً عن ضوضاء وصخب الحياة في المدينة المكتظة وبالذات بعد أن إمتلأت بالنوافير وألوان الألعاب النارية ...
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-07-2009 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |