05-06-2025 10:08 AM
سرايا - بين فرنسا وإسبانيا، وسط مياه نهر بيداسوا، تستقر جزيرة صغيرة تُدعى "جزيرة فيزان"، تغيّر جنسيتها كل ستة أشهر، حيث تتناوب عليها الدولتان في مشهد لا يشبه أي تقاسم حدودي آخر في العالم.
الجزيرة التي لا تتجاوز مساحتها 200 متر طولاً، لا يسكنها أحد، لكنها تحمل على أرضها واحدة من أقدم الاتفاقيات السياسية في أوروبا، تعود جذورها إلى القرن السابع عشر.
ووفقاً لما نقلته صحيفة "ذا بوست"، تعود هذه الترتيبات إلى "معاهدة جبال البرانس" الموقعة عام 1659، والتي أنهت حرباً طويلة بين البلدين. ومنذ ذلك الحين، تنتقل السيادة على الجزيرة من إسبانيا إلى فرنسا والعكس، في احتفال رسمي يُقام مرتين في العام، يتبادل خلاله الطرفان رفع الأعلام وسط مراسم عسكرية رمزية.
اللافت أن هذه الجزيرة ليست فقط رمزاً للسلام، بل أيضاً لمّ شمل الحب الملكي، إذ شهدت اللقاء الأول بين الملك الفرنسي لويس الرابع عشر وماري تيريزا ابنة ملك إسبانيا، قبل زواجهما التاريخي الذي وحّد بين سلالتين ملكيتين.
يُذكر أن الجزيرة مغلقة أمام العامة طوال السنة، باستثناء أيام التسليم الرسمية. وتضم في قلبها نُصباً تذكارياً صغيراً يخلّد الاتفاقية النادرة، التي تحوّلت من تسوية سياسية إلى رمز دائم للتعاون والاحترام المتبادل بين الجارتين الأوروبيتين.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
05-06-2025 10:08 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |