حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,6 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 19735

"لا تطفئ نار جوعهم وتضرم نارا في كرامتهم"

"لا تطفئ نار جوعهم وتضرم نارا في كرامتهم"

"لا تطفئ نار جوعهم وتضرم نارا في كرامتهم"

09-09-2017 01:04 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سهير رمضان
وما زلنا نحلم بمجتمع لا يستحي فيه الفقير من فقره بل يستحي فيه الغني من التباهي بالترف. ان مجتمعنا اللئيم يخلق اسباب الفقر ثم يحتقر المصابين بها. الفقر هو عدم القدره على الحفاظ على المستوى الادنى في المعيشة لغياب الحد الادنى من الدخل لتلبية الحاجات الاساسيه ,مما يؤدي الى مستوى غير مقبول في الاوضاع المعيشية التي تتسم بالحرمان من تامين ضروريات حياه بشريه كريمه مثل توفير الغذاء الكافي ,فرص الحصول على التعليم , الرعاية الصحية , توفر السكن المناسب وغيرها من الضروريات. فقرهم وعوزهم اصبح منفعة مستغله بطرق عديدة لمن لا ضمير له.
مجتمعنا كأي مجتمع اخرلا يخلو من القلوب الفارغة من معاني الرحمه والتعاون , يأكل قويهم ضعيفهم ويستغل غنيهم فقيرهم, فالطمع والجشع مزق الانسانيه وجعل افرادها اشبه بحيوان الغاب الغني يطمع والفقير يحقد وكل يفترس الاخر. فهناك من هو مستفيد من وجود الفقر والفقراء حيث لاحظنا العديد من العاملين في المجال الخيري او المؤسسات الخيريه بجمع التبرعات للفقراء والمحتاجين والمرضى المحتاجين لتكاليف العلاج الباهظة على وسائل التواصل الاجتماعي والعمل على الترويج لأنشطتهم والتسويق لحملاتهم بنشر صور المحتاجين وفضحهم على وسائل التواصل الاجتماعي محتجين بذريعة انهم استأذنوا المستحقين في تصويرهم ,على هؤلاء ان يراعوا الجانب النفسي للمستحقين قبل الجانب المادي وهذا ما امر الله به في القران باجتنابه قال تعالى "الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا منا ولا اذى لهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" وقال تعالى " يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى .ان كان ذلك بحجة توثيق اعمال المؤسسه الخيريه او أي جهة ولطمأنة جمهور محسنيها هناك طرق اخرى لحفظ كرامة هؤلاء المحتاجين وذلك عن طريق تصوير العمل الخيري كتصويرهم من زاوية بعيده لا تظهر تفاصيل احدهم بحيث تجمع ما بين الستر وتوثيق العمل او اظهار صورة دور الايتام او بيوت الفقراء التي شيدها المتبرع دون ظهور الاشخاص بشكل يجرح مشاعرهم. على المؤسسات الخيريه ان تراعي احتياجاتهم النفسيه فلا تطفئ نار جوعهم وتضرم النار في كرامتهم يجب نشر ثقافة الستر على المحتاج وكلنا معرضون للفقر والحاجة.
والاسوء من هذا وذاك جمع التبرعات باسم الفقراء والمحتاجين وتصويرهم على مواقع التواصل الاجتماعي باسوء حالاتهم متباكيين اوضاعهم المزرية من اجل جمع التبرعات باسم هؤلاء المسحوقين او المرضى المحتاجين وما هي إلا احدى طرق النصب والاحتيال عن طريق العزف على استغلال عاطفة الاخرين والاستحواذ على اموالهم . ان استخدام الفئات الفقيرة والحالات المرضيه للضغط على انسانية المشاهدين تعتبر انتهاك واضح للأسر الفقيرة وانتهاك خصوصية الفرد وضد المعايير الدوليه لحقوق الانسان.
وهناك ايضا الاسوء في استغلال الفقراء او البسطاء حيث يكون موسم الانتخابات موسم الخير لهم باعتبار الانتخابات موسما لجلب الاموال وكراتين الاغذيه لهم وعمل موائد للأيتام والفقراء وشراء اصواتهم وإقناعهم بتحسين اوضاعهم من اجل الاستحواذ على اصواتهم الانتخابية .
وما اقسى الفقر والعوز عندما يصل الى تجارة الاعضاء البشريه , هناك حالات مرضيه حرجه للكثير من الاغنياء تحتم عليهم اختراق القوانين والأعراف والعادات والذي يكون بحاجه لشراء او نقل الاعضاء البشرية التي تعينه على الخروج من حالته المرضيه فليس هناك انسب من المحرومين والفقراء ومن هم بحاجه ماسه للأموال لتجبرهم على بيع احد اعضائهم فهذا يعتبر انتهاك لجسد الفقير .
ازداد الفقر وهان العرض والشرف من اجل الحصول على المال وتوفير لقمة العيش ,هناك العديد من المحتاجين الذين يدفعون بناتهم للرذيلة في احضان من يملكون المال . اليس هذا انتهاك لحقوق المراه ؟ اليس هذا استغلالا لجسدها ؟
ففكرة الاستغلال مرفوضه ترفضها جميع الديانات والتي حرمت استغلال الانسان لأخيه الانسان لان ذلك يؤدي الى اشاعة الفقر والفوضى ويعري المجتمعات ويضاعف المشكلات . ان دور الحكومة والجمعيات الخيريه يعتبر من الادوار التي تساهم الى حد كبير في تحجيم معانات الفقراء واستغلالهم ويعتبر بالنسبة لهم طوق النجاة الذي يقيهم شرور الاستغلال الذي يحوطهم من كل اتجاه على الجمعيات الخيريه اقراضهم دون فوائد او شروط وعلى المدارس العمل على وضع صندوق تبرعات لمن يرغب من الطلبه وتقديمها للطلاب المحتاجين بسريه تامة ,اعفاء المحلات التجاريه التي تخصص رفوف للفقراء والمحتاجين من مواد تموينية او ملابس من الضرائب او تخفيفها , توفير التامين الصحي للفقراء للحد من استغلالهم والنصب تحت مسمى "مريض فقير محتاج للعلاج ",تربية الابناء على الدور الخيري والتعاون مابين الفقراء والاغنياء وكيفية الحفاظ على كرامة المحتاجين " فلا تطفئ نار جوعهم وتضرم نارا في كرامتهم "
ان الاسباب الحقيقيه للفقر : الطمع الجشع التنافس على احتكار الثروات اضافه الى القوانين والانظمه والتشريعات التي تمنح المستغلين والمحتكرين وأصحاب رؤوس الاموال كل الفرص لزيادة اموالهم ولولا وجود هؤلاء المتخمين بالثروات لما بقي فقير بالعالم لان خيرات الارض وعطاء السماء لا تدع في العالم متسولا ولا محروما ولا جائعا . لقد سال احدهم برناردشو (وكان معروف بالمرح والدعابه وكان قبيح الشكل اصلع الراس وذو لحيه كثيفة ) ما رأيك باقتصاد العالم ؟فأشار الى لحيته ورأسه قائلا "غزاره في الانتاج وسوء في التوزيع








طباعة
  • المشاهدات: 19735
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم